تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ الْبُخَارِيُّ (3671)، وَأبُو دَاوُدَ (4629): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى يَعْنِي الْمُنْذِرَ بْنَ يَعْلَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْت:ُ ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ: عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ، قَالَ: مَا أَنَا إِلاَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ.

قُلْتُ: فَهَذَا عَلَيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَعْدَلُ الشُّهُودِ وَأَوْثَقُ الْمُعَدِّلِينَ الأَخْيَارِ، يَنْطِقُ بِلِسَانِ الاعْتِزَازِ وَالافْتِخَارِ، وَيُقَدِّمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى سَائِرِ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَأَكْرَمِ بِهَا شَهَادَةً تَدْحَضُ مَزَاعِمَ الرَّوَافِضِ الأَشْرَارِ!.

وَهِيَ شَهَادَةُ صِدْقٍ عَلَوِيَّةٌ، وَرِوَايَةٌ هَمْدَانِيَّةٌ، رِجَالُهَا مِمَّنْ قَالَ فِيهِمْ الإِمَامُ الْمُهْتَدِي يَوْمَ الْجَمَلِ: لَوْ تَمَّتْ عِدَّتُهُمْ أَلْفَاً لَعُبِدَ اللهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ. وَكَانَ إِذَا رَآهُمْ مُقْبِلِينَ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

نَادَيْتُ هَمْدَانَ وَالأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ ... وَمِثْلُ هَمْدَانَ سَنَّى فَتْحَةَ الْبَابِ

كَالْهُنْدُوانِيِّ لَمْ تُفْلَلْ مَضَارِبُهُ ... وَجْةٌ جَمِيلٌ وَقَلْبٌ غَيْرُ وَجَّابِ

وَقَالَ مَادِحَاً إِيَّاهُمْ:

لِهَمْدَانَ أَخْلاقٌ وَدِينٌ يَزِينُهُمُ ... وَأُنْسٌ إذَا لاقَوْا وَحُسْنُ كَلامِ

فَلَوْ كُنْتُ بَوَّابَاً عَلَى بَابِ جَنَّةٍ ... لَقُلْتُ لِهَمْدَانَ ادْخُلُوا بِسَلامِ

قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ نَحْوِ ثَمَانِينَ وَجْهَاً وَأَكْثَرَ: أَنَّهُ قَالَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةَ: «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ».

وَقَالَ: وَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى مَا تَوَاتَرَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ «الْكِفَايَةُ فِي عِلْمِ الرِّوَايَةِ» (1185): أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ بِخَوَارِزْمَ قَالَ: أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ أَوْ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ الْجُعْفِيَّ دَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ إِنِّي مَرَرْتُ بِنَفَرٍ يَذْكُرُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِغَيْرِ الَّذِي هُمَا لَهُ أَهْلٌ مِنَ الإِسْلامِ، لأَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّكَ تُضْمِرُ لَهُمَا عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، وَإِنَّهُمْ لَمْ يَجْتَرِئُوا عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ مُوَافِقٌ لَكَ، وَذَكَرَ حَدِيثَ خُطْبَةِ عَلِيٍّ وَكَلامِهِ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَقَوْلُهُ فِي آخِرِهِ «أَلا، وَلا يَبْلُغُنِي عَنْ أَحَدٍ يُفَضِّلُنِي عَلَيْهِمَا إِلا جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير