تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: ولكن يعكر عليه ما أخرجه أبو داود (3759) من طريق أبي بكر الحنفي، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن عبيد، قال: كنت مع أبي في زمان ابن الزبير إلى جنب عبد الله بن عمر. فقال عباد بن عبد الله بن الزبير: إنا سمعنا أنه يبدأ بالعشاء قبل الصلاة. فقال عبد الله بن عمر: ويحك!! ما كان عشاؤهم؟! أتراه كان مثل عشاء أبيك؟!!

وهذا سند حسن وفيه دليل على أن عبد الله بن عبيد بن عمير أدرك أباه ووعاه. فمثل هذا يقدم على النفي. والله أعلم.

الثانية: أن جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط كما قال أحمد وابن معين وغيرهما.

قال ابن معين: ((عطاء بن السائب اختلط، وما سمع جرير وذووه من صحيح حديثه)).

ولكن لم ينفرد به جرير، فتابعه همام بن يحيى، عن عطاء به.

أخرجه الطيالسي (1901) ومن طريقة البغوي في ((شرح السنة)) (11/ 357).

ويظهر أن همام بن يحيى سمع من عطاء بأخرة.

وخالفهما معمر بن راشد، فرواه عن عطاء، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عمر.

فسقط ذكر ((عبيد بن عمير)).

أخرجه أحمد (2/ 35) حدثنا عبد الرزاق وهو في ((مصنفه)) (9/ 235/ 10758)، ثنا معمر به ويظهر أن معمر ممن سمع من عطاء في الاختلاط كما يتحصل من كلام أهل النقد، ولعل هذا الاختلاف من عطاء، لكن اتفاق جرير وهمام على إثبات ((عبيد بن عمير)) أولى من رواية معمر والله أعلم.

وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمرو، يرويه عنه عبد الله بن فيروز الديلمي قال: دخلت على

عبد الله بن عمرو في حائطٍ له بالطائف، يقال له: الوهط. فإذا هو مخاصر فتى قريش، يزن ذلك الفتى بشرب الخمر، فقلت: خصال بلغتني عنك، أنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من شرب الخمر شربة، لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً)) فلما أن سمع الفتى بذكر الخمر اختلج يده من يد عبد الله، ثم ولى. فقال عبد الله: اللهم إني لا أحل لأحد أن يقول على ما لم أقل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم يقول: ((من شرب الخمر شربة لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب، تاب الله عليه)). فلا أدري في الثالثة أم في الرابعة: ((كان حقاً على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة)). ... ... ... =

= قالوا: يا رسول الله! وما ردغة الخبال؟! قال: ((عصارة أهل النار)).

أخرجه النسائي (8/ 317)، وابن ماجه (3377)، والدارمي (2/ 36 - 37) والسياق له ما عدا آخره، وأحمد (2/ 176)، والحاكم (1/ 30 - 31)، وابن حبان (1378) من طرق عن الأوزاعي، حدثني ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي .. فذكره.

قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته، ثم يخرجاه، ولا أعلم له علة)) ووافقه الذهبي وزاد: ((على شرطهما))!!

قلت: والصواب مع الحاكم، وأخطأ الذهبي - رحمه الله - في قوله إن الحديث على شرطهما، لأن عبد الله بن فيروز الديلمي لم يخرج له البخاري ومسلم شيئاً.

وأخطأ من أعله بتدليس الوليد بن مسلم، فقد تابعه بقية بن الوليد وأبو إسحق الفزاري، ومحمد بن يوسف الفريابي.

وقال السيوطي في ((التعقبات على الموضوعات)) (ق 26/ 2).

((الحديث صحيح قطعاً)).

وله طريق آخر عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً بنحوه.

أخرجه أحمد (2/ 189) حدثنا بهز، والحاكم (4/ 145 - 146) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن نافع بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو.

قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد)) ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

وله شاهد من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -.

أخرجه أحمد (5/ 171) حدثنا مكي بن إبراهيم. والبزار (ج 3/ رقم 2926) حدثنا محمد بن المثنى، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا عبيد الله بن أبي زياد، عن شهر بن حوشب، عن ابن عم لأبي ذر، عن أبي ذر، مرفوعاً: ((من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة .... الحديث)).

قلت: وآفته عبيد الله بن أبي زياد القداح ضعيف الحفظ، ولآخر الحديث شاهد من حديث جابر- رضي الله عنه -.

أخرجه مسلم (2002)، وأبو عوانة (5/ 268 - 269) مطولاً، والبزار (ج 3/ رقم 2927)، والبغوي في ((شرح السنة)) (11/ 356 - 357) من طريق الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً: ((كل مسكر حرام 0 إن على الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسبقه الله من طينة الخبال)). قالوا: وما طينة الخبال؟! قال: ((عرق أهل النار أو عصارة أهل النار)).

قال البزار: ((لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد)).

وفي الباب شواهد كثيرة، ليس في واحد منها ما في رواية أيوب بن محمد العجلي. والله أعلم.

(من النافلة فى الأحاديث الضعيفة لأبى إسحاق الحوينى)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير