التفت إلى أبي بكر فقال: كيف قال يا أبا بكر؟ فأنشده رضي الله عنه:
(سقاك أبو بكر بكاس روية و انهلك المأمور منها و علكا)
قال: يا رسول الله ما قلت هكذا قال: و كيف قلت؟ قال: إنما قلت:
(سقاك أبو بكر بكأس روية و انهلك المأمون منها و علكا)
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: مأمون و الله
ثم أنشده القصيدة كلها حتى أتى على آخرها و املأها على الحجاج بن ذي الرقيبة حتى أتى على آخرها و هي هذه القصيدة:
(بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم أثرها لم يفد مكبول)
(و ما سعاد غداة البين إذ ظعنوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول)
(تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنها منهل بالكأس معلول)
(شج السقاة عليه ماء محنية من ماء أبطح و هو مشمول)
(تنفي الرياح القذى عنه و افرطه من صوب سارية بيض يعاليل)
(سقيا لها خلة لو أنها صدقت موعودها و لو أن النصح مقبول)
(لكنها خلة قد سيط من دمها فجع و ولع و إخلاف و تبديل)
(فما تدوم حال تكون بها كما تلون في أثوابها الغول)
(فلا تمسك بالوصل الذي زعمت إلا كما يمسك الماء الغرابيل)
(كانت مواعيد عرقوب لها مثلا و ما مواعيدها إلا الأباطيل)
(فلا يغرنك ما منت و ما وعدت إلا الأماني و الأحلام تضليل)
(أرجو أو آمل أن تدنو مودتها و ما أخال لدنيا منك تنويل)
(أمست سعاد بأرض ما يبلغها إلا العتاق النجيبات المراسيل)
(و لن تبلغها إلا عذافرة فيها على الأين أرقال و تبغيل)
(من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت عرضها طامس الأعلام مجهول)
(يمش القراد عليها ثم يزلقه منها لبان و أقرب زهاليل)
(عيرانة قذفت بالنحض عن عرض و مرفقها عن ضلوع الزور مفتول)
(كأنما قاب عينها و مذبحها من خطمها و من اللحيين برطيل)
(تمر مثل عسيب النحل إذا خصل في غار زلم تخونه الأحاليل)
(قنواء في حرتيها للبصير بها عتق مبين و في الخدين سهيل)
(تخذى على يسرات و هي لاحقة ذا وبل مسهن الأرض تحليل)
(حرف أبوها أخوها من مهجنة و عمها خالها قوداء شمليل)
(سمر العجايات يتركن الحصار زيما ما إن تقيهن حد الأكم تنعيل)
(يوما تظل حداب الأرض يرفعها من اللوامع تخليط و ترجيل)
(كان أوب يديها بعد ما نجدت و قد تلفع بالقور العساقيل)
(يوما يظل به الحرباء مصطخدا كان ضاحيه بالشمس مملول)
(أوب بدا نأكل سمطاء معلولة قامت تجاوبها سمط مشاكيل)
(نواحة رخوة الضبعين ليس لها لما نعى بكرها الناعون معقول)
(تسعى الوشاة جنابيها و قيلهم إنك يا ابن سلمى لمقتول)
(خلوا الطريق يديها لا أبا لكم فكلما قدر الرحمن مفعول)
(كل ابن انثى و إن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول)
(أنشبت أن رسول الله أوعدني و العفو عند رسول الله مأمول)
(فقد أتيت رسول الله معتذرا و العذر عند رسول الله مقبول)
(مهلا رسول الذي أعطاك نافلة القرآن فيها مواعيظ و تفصيل)
(لا تأخذني بأقوال الوشاة و لم أجرم و لو كثرت عني الأقاويل)
(لقد أقوم مقاما لم يقوم له أرى و أسمع ما لو يسمع الفيل)
(لظل يرعد إلا أن يكون له عند الرسول بإذن الله تنويل)
(حتى وضعت يميني لا أنازعه في كف ذي نقمات قوله القيل)
(فكان أخوف عندي إذا كلمه إذ قيل أنك منسوب و مسؤول)
(من خادر شيك أنياب طاع له ببطن عثر غيل دونه غيل)
(يغدو فيلحم ضرغامين عندهما لحم من القوم منثور خراديل)
(منه تظل حمير الوحش ضامرة و لا تمشي بواديه الأراجيل)
(و لا تزل بواديه أخو ثقة مطرح البز و الدرسان مأكول)
(إن الرسول لنور يستضاء به و صارم من سيوف الله المسلول)
(في فتية من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا)
(زالوا فما زال الكاس و لا كشف عند اللقاء و لا ميل معازيل)
(شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل)
(بيض سوابغ قد شكت لها حلق كأنها حلق القفعاء مجدول)
(يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ضرب إذا عرد السود التنابيل)
(لا يفرحون إذا زالت رماحهم قوما و ليسوا مجازيعا إذا نيلوا)
(ما يقع الطعن إلا في نحورهم و ما لهم عن حياض الموت تهليل)
الكتاب: المستدرك على الصحيحين
المؤلف: محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري
ثم أنشده القصيدة كلها حتى أتى على آخرها وهى هذه القصيدة:
¥