تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فقد وردت إلى فتوى في السيد إسحاق والسيد إسماعيل من الذبيح منهما والخلاف الوارد فيهما ما الأصح والراجح منه. فأجبت الخلاف في الذبيح معروف مشهور بين الصحابة فمن بعدهم ولكل من القولين حجج

أما القول بأنه إسماعيل فهو قول علي وابن عمر وأبي هريرة وأبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد والشعبي ويوسف بن مهران والحسن البصري ومحمد بن كعب القرظي وسعيد بن المسيب وابي جعفر الباقر وأبي صالح والربيع ابن أنس والكلبي وأبي عمرو بن العلاء وأحمد بن حنبل وغيرهم وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس، ورجحه جماعة خصوصا غالب المحدثين، وقال أبو حاتم الصحيح أنه إسماعيل وقال البيضاوي إنه الأظهر، وفي الهدي أنه الصواب عند علماء الصحابة والتابعين فمن بعدهم، قال وأما القول بأنه إسحاق فمردود بأكثر من عشرين وجها

روى الحاكم في المستدرك وابن جرير في تفسيره والأموي في مغازيه والخلعي في فوائده: من طريق إسماعيل بن أبي كريمة عن عمر ابن أبي محمد الخطابي عن العتبي عن أبيه عن عبد الله بن سعد عن الضابجي قال حضرنا مجلس معاوية رضي الله عنه فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق ابني إبراهيم أيهما الذبيح فقال بعض القوم إسماعيل وقال بعضهم بل إسحاق فقال معاوية على الخبير سقطتم كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أعرابي فقال يا رسول الله خلفت الكلأ يابسا والماء عابسا هلك العيال وضاع المال فعد على مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه فقال القوم من الذبيحان يا أمير المؤمنين قال إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل أمرها أن ينحر بعض بنيه فلما فرغ أسهم بينهم وكانوا عشرة فخرج السهم على عبد الله فأراد أن ينحره فمنعه أخواله بنو مخزوم وقالوا ارض ربك وافد ابنك ففداه بمائة ناقة قال معاوية هذا واحد والآخر إسماعيل، هذا حديث غريب وفي إسناده من لا يعرف حاله.

وروى الإمام أحمد في مسنده: من طريق حماد بن سلمة عن أبي عاصم الغنوي عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال لما أمر إبراهيم بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات وثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال له يا أبت ليس لي ثوب تكفيني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا - الحديث بطوله في المناسك

ثم رواه أحمد: من طريق حماد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره. إلا أنه قال إسحاق قال ابن كثير والأول أصح لأن أمور المناسك إنما وقعت لإبراهيم وإسماعيل.

وروى أحمد أيضا: عن سفيان عن منصور عن خاله مسافع عن صفية بنت شيبة قالت أخبرتني امرأة من بني سليم ولدت عامة أهل دارنا أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة وقالت مرة أنها سألت عثمان لم دعاك النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فخمرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلين، قال ابن كثير هذا دليل مستقل على أن الذبيح إسماعيل فإن قريشا توارثوا قرني الكبش الذي فدى به إبراهيم خلفا عن سلف، وقال الشعبي قد رأيت قرني الكبش في الكعبة.

وقال ابن جرير: ثنا يونس أنا ابن وهب أخبرني عمرو بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال المفدى إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود.

وقال ابن إسحاق: ذكر محمد بن كعب أن عمر بن عبد العزيز أرسل إلى رجل كان يهوديا فاسلم وحسن إسلامه وكان من علمائهم فسأله أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين وإن يهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير