تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن كثير: نص في التوراة أن إسماعيل ولد ولإبراهيم ست وثمانون سنة وولد إسحاق وله تسع وتسعون وعندهم أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده - وفي نسخة بكره - فأقحموا ههنا كذبا وحسدا (إسحاق) وحرفوا وحيدك بمعنى الذي ليس عندك غيره فإن إسماعيل كان بمكة، وهذا تحريف وتأويل باطل فإنه لا يقال وحيد إلا لمن ليس له غيره وأيضا فإن أول ولد له معزة ما ليست لمن بعده من الأولاد فالأمر بذبحه ابلغ في الابتلاء والاختبار ولأن الله تعالى قال بعد ذلك (وبشرناه بإسحاق) فدل على أن المأمور بذبحه غيره وقال (فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) أي يولد له ولد يسمى يعقوب وذلك لا يتخلف فامتنع أن يؤمر بذبحه، قال ومن قال إنه إسحاق فإنما أخذه عن أهل الكتاب بلا حجة وليس فيه كتاب ولا سنة قال وقد ورد في ذلك حديث لو ثبت لقلنا به على الرأس والعين وهو وما رواه ابن جرير عن أبي كريب عن زيد بن حباب عن الحسن بن دينار عن على ابن زيد بن جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس ابن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذبيح إسحاق، والحسن بن دينار متروك وشيخه منكر الحديث، وقد رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن مسلم بن إبراهيم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد به مرفوعا، ثم رواه عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن الأحنف عن العباس قوله وهذا أشبه واصح انتهى.

قلت (السيوطي): قد رفعه مبارك مرة فرواه البزار في مسنده عن معمر بن سهل الأهوازي عن مسلم بن إبراهيم عن مبارك عن الحسن عن الأحنف عن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الذبيح إسحاق" وله شواهد أحدها ما أخرجه البزار عن أبي كريب عن زيد بن الحباب عن أبي سعيد عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف عن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال داود أسألك بحق آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب قال أما إبراهيم فالقي في النار فصبر في أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما إسحاق فبذل نفسه للذبح فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما يعقوب فغاب يوسف عنه وتلك بلية لم تنلك، وأبو سعيد هو الحسن بن دينار ضعيف كما تقدم.

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس: من طريق عبد الله بن محمد بن ناجية عن محمد بن حرب النسائي عن عبد المؤمن بن عباد عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن داود سأل ربه مسألة فقال اجعلني مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب فأوحى الله إليه أني ابتليت إبراهيم بالنار فصبر وابتليت إسحاق بالذبح فصبر وابتليت يعقوب فصبر".

الحديث الثاني ما أخرجه الدارقطني والديلمي في مسند الفردوس: من طريقه عن محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب عن الحسين بن فهم عن خلف بن سالم عن بهز بن أسد عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الذبيح إسحاق"

الثالث ما أخرجه الطبراني في الكبير: من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال افتخر رجل عند ابن مسعود وفي لفظ فاخر اسماء بن خارجه رجلا فقال أنا ابن الأشياخ الكرام فقال عبد الله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله. وهذا إسناد صحيح موقوف. وروى أيضا عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس قال يوسف بن إسحاق ذبيح الله. وفي سنده بقية وهو مدلس وأبو عبيدة عن أبيه عبد الله منقطع.

الرابع ما أخرجه الطبراني في الأوسط وابن أبي حاتم في تفسيره: من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي فاخترت شفاعتي ورجوت أن يكون أعم لأمتي ولولا الذي سبقني إليه العبد الصالح لعجلت دعوتي إن الله لما فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له يا إسحاق سل تعطه قال أما والله لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان اللهم من مات لا يشرك بك شيئا قد احسن فاغفر له، وعبد الرحمن ضعيف قال ابن كثير والحديث غريب منكر قال وأخشى أن يكون فيه زيادة مدرجة وهي قوله إن الله لما فرج إلى آخره، وإن كان محفوظا فالأشبه أن السياق عن إسماعيل وحرفوه بإسحاق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير