إسناده حسن بسند أبي داود، والحديث صحيح، فقد تابع عقيل وابن جريج عبد الرحمن بن إسحاق، ويشهد له حديث حذيفة المذكور في الرسالة.
تنبيه:
قول الصحابي: من السنةكذا و كذا، له حكم الرفع كم هو مقرر في كتب أصول الحديث.
وبهذا الحديث، يصح الاعتكاف في كل مسجد تقام فيه الجمعة لكنه في المساجد الثلاثة أكمل.
وهو ترجيح شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
الشبهة الثالثة:
قول ابن مسعود لحذيفة: لعلك نسيت وحفظوا، وأخطأت وأصابوا.
هو قول لا حجة فيه، لأنه لم يبرهن على ما يقول، وإنما هو مجرد ترجٍ، ولا يخفى على العاقل أ تخطئة الثقة لا بد لها من بينة واضحة.
فوائد
الأولى: اختلف الناس في مكان الاعتكاف على أقوال وهي كما يلي:
1ـ قالت طائفة: لا اعتكاف إلا في مسجد النبي صلىالله عليه و سلم
2ـ قالت طائفة: لا اعتكاف إلا في مسجد مكة و مسجد المدينة فقط.
3ـ قالت طائفة: لا اعتكاف إلا في مسجد النبي.
4ـ قالت طائفة: لا اعتكاف إلا في مسجد مكة و مسجد المدينة أو مسجد بيت المقدس.
5ـ قالت طائفة: لااعتكاف إلا في مصر جامع.
6ـ قالت طائفة: لا اعتكاف إلا في مسجد جامع.
7ـ قالت طائفة: لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة.
8ـ قالت طائفة: الاعتكاف جائز في كل مسجد و يعتكف الرجل في مسجد بيته.
ذكر هذه الأقوال ابن حزم في "المحلى" (5/ 193 - 195 مسألة رقم 633).
الثانية: قال الشيخ الألباني في "قيام رمضان" – الطبعة الثانية – ص (36):
(ثم وقفت على حديث صحيح صريح، يخصص المساجد المذكورة في الآية بالمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة))، وقد قال به من السلف فيما اطلعت: حذيفة بن اليمان، وسعيد بن المسيب، وعطاء غلا أنه لم يذكر المسجد الأقصى، وقال غيرهم بالمسجد الجامع مطلقاً، وخالف آخرون فقالوا: ولو في مسجد بيته.
ولا يخفى أن الأخذ بما وافق الحديث منها هو الذي ينبغي المصير إليه، والله سبحانه وتعالى أعلم). انتهى كلام الشيخ الألباني رحمه الله.
الثالثة: قد صحح هذا الحديث:
الذهبي في"سير أعلام النبلاء": (15/ 18) إذ قال بعد أن أخرجه بسنده: (صحيح غريب عالٍ).
والشيخ الألباني وقد سبق كلامه وفيه:
(ثم وقفت على حديث صحيح صريح .... )
وكذا قال في "السلسلة الصحيحة" رقم (2786): (هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين).
قلت: وهو كما قالا.
تنبيه:
أخي المسلم إذا فاتك الاعتكاف في عام من الأعوام في أحد هذه المساجد الثلاثة، فاعتكف في أي مسجد تقام فيه الجمعة، وأبواب الخير – والحمد لله – كثيرة ومنها (الرباط) كما جاء في الحديث ((وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط)). أخرجه مسلم (1/ 219) رقم الحديث (251) عن أبي هريرة.
الرد على رسالة [دفع الاعتساف عن محل الاعتكاف]
كنت قد انتهيت من رسالتي في 11 رمضان عام 1408هـ وفي 8 محرم عام 1409 هـ. وقبل أن أُقدم رسالتي للطبع، وقفت على رسالة لأخينا في الله جاسم بن سليمان الدوسري، فوجدت فيها أخطاءً، فأحببت أن أنبه على بعضها فأقول:
أولاً: قوله: (محمود بن آدم لم يوثقه غير ابن حبان) هذا قصور، بل قد وثقه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 290 - 291) فقال: ( .... وكان ثقة صدوقاً).
ثانياً: قوله: ( .... وعبد الرزاق لا يقارن في جودة حفظه وإتقانه بمحمود بن آدم المستور على أحسن أحواله .... ) هذا قصور أيضاً، فإن محمود بن آدم ثقة كما كمر، ثم هو لم يتفرد برفعه، بل قد وافقه على رفعه سعيد بن منصور وهشام بن عمار وغيرهما، كما مر في الشبهة الثانية فراجعها.
ثالثاً: قوله: ( .... فعلم أن حذيفة إنما قال ذلك اجتهاداً منه، ولم يكن ابن مسعود ملزماً باجتهاده).
قلت: هذا قلب للحقائق، وإلا فالصواب عكسه، ذلك أن حذيفة استند إلى نص فهو متبع له، وابن مسعود ليس عنده نص فاجتهد، وكان اللازم عليه أن يتبع هذا النص، إذ لا اجتهاد مع النص.
وهناك أخطاءٌ أخرى.
الخلاصة
وخلاصة البحث أن الاعتكاف مشروع في كل مسجد تقام فيه الجمعة، وهو في المساجد الثلاثة أكمل.
وهذا اختيار شيخنا العلامة المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي يرحمه الله تعالى.
نصيحة
احرص أخي المسلم أن تعتكف مع إخوانك طلبة العلم من أهل السنة والجماعة،###
الخاتمة
هذا والله أسأل أن يرزقنا التمسك بالكتاب والحكمة (السنة) حتى نلقاه عليهما، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليماً.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت. أستغفرك وأتوب إليك.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابى
نقل
محمد بن سعد ال شريف المصرى
ـ[محمد بن سعد ال شريف]ــــــــ[10 - 05 - 08, 10:24 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 08, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
¥