الملاحظة الثالثة: إدخاله في كتابه ماليس على شرطه، مثال ذلك ما أورده في سبب نزول قوله تعالى: [ولمَّا جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا] 0فقد أورد رواية ابن إسحاق قال حدثتي عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه00القصة00ثم قال وهذا حديث حسن وابن إسحاق إذا صرح بالتحديث فحديثه حسن0
أقول: لا غبار على هذا الكلام، بيد أنَّ الرواية هنا مرسلة - وهو الذي سمى كتابه بالصحيح المسند - إذ أنَّ عاصم هذا تابعي من الطبقة الرابعة من طبقات التابعين، وهي الطبقة التي " جلَّ روايتهم عن كبار التابعين كالزهري وقتادة "0كما قال الحافظ في مقدمة تقريبه0
ولو أنَّه أورد- مع هذه الرواية المرسلة - رواية ابن عبَّاس التي أخرجها الطبري في تفسيره (1/ 578) 0وأبو نعيم في الدلائل (1/ 82) 0من طريق ابن إسحاق قال حدثتي محمد بن محمد مولى زيد بن ثابت - مجهول - عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عبَّاس00القصة00لكان من الممكن أن يتقوى الضعيف المسند - حديث ابن عبَّاس - بالحسن المرسل - رواية عاصم - ولكان ذلك أولى من الأكتفاء على مرسل عاصم، ولا أدري لماذا أغفلها، وهي على اليقين بين يديه0
الملاحظة الرابعة: عدم رجوعه - في كثير من الروايات - إلى المصادر الحديثية المعتبرة، والوقوف على هذه الروايات من مظانها بشكل مباشر، بل نراه يعتمد على ما ينقله المتأخرون من أهل النقل والتحقيق كالحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر والحافظ الهيثمي رحمهم الله جميعاً، وفي هذا ما فيه من مظنة الوقوع في الخطأ واللبس0والأمثلة على هذا كثيرة في كتابه "0انتهى كلامي حرفياً من بحثي الصحيح والمعلول في مروايات أسباب النزول0
أخي الحبيب محمد البيلي هذا ما يسره الله لي في التعليق على كتاب الشيخ الفاضل مقبل "الصحيح المسند من أسباب النزول"0 والتي أرجو أن يتقبلها أهل العلم بالقبول الحسن0فوالذي نفسي بيده ما أردتُ من ذلك التشهير بهذا العلم - فمن أنا أمام هذا العلم - وإنَّما أردتُ النصح والخير والمدارسة العلمية00اللهم اشهد0
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[27 - 05 - 08, 12:42 م]ـ
أنتظر أن تتحفنا بكتابك أخى الفاضل.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[27 - 05 - 08, 01:48 م]ـ
أنتظر أن تتحفنا بكتابك أخى الفاضل.
إن شاء سيكون قريباً، ولك مني نسخة هدية بإذن الله تعالى0
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[28 - 05 - 08, 09:59 ص]ـ
يسر الله لك إتمامه.