تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحديث الضعيف فى فضائل الأعمال]

ـ[أبوعمرالهلالى]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:41 ص]ـ

الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى و على نبيه و حبيبه المصطفى و على آله و أصحابه الكرام الشرفا ..

أما بعد .. قد شاع فى هذه الأزمنة المتأخرة الإطلاقات و أصبح طلاب العلم إلا من رحم يقلدون شيوخهم و ينقلون عنهم بعصبية و قد يصفون المخالف بالجهل و التنطع و هم مع ذلك ربما ما كلفوا أنفسهم أن يطالعوا أدلة شيخهم فضلا عن أدلة المخالف .. و هذا شائع فى الفقه و الحديث .. و من هذه الإطلاقات الكلام عن الحديث الضعيف .. مع أن المعروف عند المشتغلين بصناعة الحديث أن الحديث الضعيف يندرج تحته أنواع كثيرة .. فالحديث الضعيف الناشئ عن سوء الحفظ مثلا يدخل فيه من يخطئ قليلا و من هو كثير الخطأ و الوهم .. و كذلك هناك الضعيف الناشئ عن الإرسال أو التعليق أو التدليس و غير ذلك .. كما أن هناك من الرواة الضعفاء من يكتب حديثهم و يستشهد به .. و كذلك هناك رواة مختلف فى تضعيفهم إذا .. إطلاق الضعف فى حد ذاته ليس دقيقا بل ينبغى أن يقيد .. و بالتالى عندما يذكر أحد الدعاة حديثا فى فضائل الأعمال و قد ضعفه بعض أهل العلم نجد طلبة العلم حدثاء الأسنان يتكلمون فى الشيخ

و هنا أحب أن أناقش شيئا هاما: المعروف عند أهل العلم و هم الجمهور من الذين يجيزون قبول الأحاديث الضعيفة فى فضائل الأعمال لا فى باب العقائد و الأحكام أنهم قد وضعوا شروطا لذلك منها أن لا يكون الضعف شديدا و أن يكون الحديث مندرجا تحت أصل معمول به و أن لا يعتقد ثبوته .. و ظنى أن هذه الشروط تعد ضابطة لذلك الأمر .. و من جهة أخرى .. اشتهر على لسان بعض أهل الحديث فى عصرنا أن هناك من لا يرى قبول الأحاديث الضعيفة فى فضائل الأعمال و يذكرون منهم الإمام البخارى و الإمام أحمد و العلامة الألبانى رحمهم الله جميعا .. و هنا ظهر لى إشكال فلماذا إذا صنف البخارى رحمه الله كتاب الأدب المفرد و لا يخفى على أحد أنه فى فضائل الأعمال و أورد فيه أحاديثا لا ترتقى إلى درجة القبول كما أنه يستخدم أحيانا بعض الأحاديث الضعيفة كلفظ ترجمة فى صحيحه ..

و كذلك من المعروف عن الإمام أحمد أنه كان يفضل الأحاديث التى فى سندها شئ من انقطاع و نحوه على القياس و النظر و طبعا لم يكن هذا مطلقا بل له ضوابط يعلمها من اطلع على طريقة الإمام .. و تبعه أبو داوود فى ذلك .. و حاول الشافعى الإمام أن يضع قواعدا لقبول المراسيل و كذلك لحديث المدلس .. و الكلام على ذلك كثير .. و خلاصة القصد أننى لا أدعو للاحتجاج بالأحاديث الضعيفة بالطبع و لكنى أدعو إلى تقنين و ضبط الإطلاقات التى شاعت فى كلامنا نحن طلبة الحديث

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير