تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:49 م]ـ

الباب الثالث

الرد على من قوى الحديث

هذا الباب في نظري ضياع الوقت لولا أني رأيت بعض الرجال يدعون هذه شواهد تقوي حديث الترجمة بجهلهم البالغ أو باجتهادهم الخاطئ فاغتروا بهم بعض العامة ما كتبت ولا حرفا. ولذا أريد تلخيص هذا الباب على المهمات فقط.

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:53 م]ـ

1. تقوية الحديث بحديث الأقمار الذي أخرجه الحاكم وابن سعد (2/ 293) قالت عائشة لأبي بكر:- إني رأيت في المنام كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فقال أبو بكر:- خيرا قال يحي فسمعت الناس يتحدثون أن رسول الله لما قبض فدفن في بيتها قال لها أبو بكر:- هذا أحد أقمارك وهو خيرها.

ولا أريد الكلام على إسناد هذا الحديث ولا اختلاف الألفاظ والأسانيد عند مخرجيه وهذا كما تراه ليس فيه أي شيء يشهد لحديث الترجمة. أقل ما يمكن أن يؤخذ منه – لو صح- أن الله أخبرها بالمنام أن رسول الله سيدفن في بيتها فأين هذا من دفن الأنبياء في مكانهم الذي تقبض أرواحهم فيه. اللهم هداك!

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:54 م]ـ

2. تقوية الحديث بحديث دفن الأجساد.

رواه ابن سعد في (الطبقات 2/ 293) عن يحي بن بهماه مولى عثمان بن عفان قال:- بلغني أن رسول الله قال ’إنما تدفن الأجساد حيث تقبض الأرواح‘.

وهذا -لو صح- مخالف لما هو معلوم من الدين. لأن السنة الدفن في مقابر المسلمين إلا الشهداء كما هو معلوم. ولم ينقل عن أحد من السلف الدفن في غير مقابر المسلمين كما قال الشيخ الألباني (الجنائز- 174) أما الاستشهاد به على حديث الترجمة هو من أضعف الادعاءات. لأنه ليس فيه الاختصاص بالأنبياء بل للجميع. وحديث الترجمة- إن صح – يصير هذا الحديث منكرا لأن هذا يخالفه. فكيف ساغ الاستشهاد به.

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:54 م]ـ

3. تقوية الحديث بحديث موقوف على أبي بكر.

أنه قيل لأبي بكر أيدفن رسول الله فقال:- نعم فقالوا:- أين؟ فقال:- ’في المكان الذي قبض الله روحه فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب.‘ أخرجه ابن ماجه مع القصة مطولا والترمذي في شمائله وابن خزيمة (1624.1541) هذا الأثر صححه ابن حجر والألباني فقال الأول رحمه الله:-’إسناده صحيح لكنه موقوف والذي قبله (يعني حديث الترجمة) أصرح في المقصود.‘ (الفتح 1/ 697) أما الثاني رحمه الله فقال:-’ورواه ابن سعد بسند صحيح عن أبي بكر مختصرا موقوفا وهو في حكم المرفوع وكذلك رواه الترمذي في (الشمائل 2/ 272) في قصة وفاته.‘ (أحكام الجنائز – 174)

ففيه أمران:-

الأول:- قول الشيخ الألباني رحمه الله أنه في حكم المرفوع ليس دقيقا ولا صحيحا. لأن المكان فيه مجال للرأي. فقد قال النبي "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" أو كما قال النبي فيحتمل أن يكون مراد أبي بكر هذا بقوله ’فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب‘ ولذا قال ابن حجر ’إسناده صحيح لكنه موقوف والذي قبله أصرح في المقصود‘ مفهوم كلامه أنه ليس مرفوعا حكما ولا تصريحا. وكذا لم يفهم الرواة من قوله رضي الله عنه حين رووا بالمعنى رفع الحديث إلى النبي يؤيد قولي هذا ما رواه ابن سعد نفسه (2/ 298) فقال:- ’أخبرنا أبو الوليد الطيالسي أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت لما مات النبي قالوا أين يدفن؟ فقال أبو بكر:- في المكان الذي مات فيه‘. وليس فيه ما يفيد الرفع لأنهم فهموه هكذا. ويؤيد قولي ما يلي:- عن عائشة قالت قال رسول الله في مرضه الذي لم يقم منه:- "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" قالت فلولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا.‘ أخرجه البخاري (3/ 8.198.156/ 114) وفي رواية للبخاري "فلولا ذلك لأبرزوا قبره" يدل قول عائشة "لأبرز" وأخرجه مسلم (2/ 67)

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:56 م]ـ

فخلاصة القول إن الصحابة لما استشاروا في دفن النبي أبدى كل واحد منهم رأيه ما رواه صوابا فأبدى أبو بكر رأيه أن بيت عائشة هو المناسب لدفنه لحديث النبي "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" الله أعلم.

واجتمع رأي بعض الصحابة عليه وأبدت عائشة رأيها أن دفنه في البيت هو المناسب لأن لا يتخذ قبره مسجدا لحديث النبي "قاتل الله أقواما ... " فاجتمع الصحابة على دفنه صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة. وبه نجمع بين قول عائشة الصحيح "فلولا ذلك لأبرز ... " وبين قول أبي بكر ’إن الله لا يقبض روحه إلا في مكان طيب." والله أعلم.

الثاني:- الاستشهاد به لحديث الترجمة. وهذا أيضا خطأ من الشيخ الألباني رحمه الله- الذي من كتبه درسنا وبها فقهنا ومنها انتفعنا ما يعلم قدره إلا الله- لأنا أيدنا أن قول أبي بكر ليس في حكم المرفوع. وبه سقط الاستشهاد أصلا أولا.

ثانيا: ولو أعطيناه حكم الرفع فليس فيه ما يؤيد أن كل الأنبياء دفنوا في مكانهم الذي ماتوا فيه لأن قول أبي بكر يخص النبي فقط ولذا قال الإمام ابن حجر رحمه الله ’والذي قبله أصرح في المقصود. (يعني حديث الترجمة الضعيف) كذلك قال الشيخ صالح بن حامد بن سعيد الرفاعي بعدما ضعف أسانيد الحديث كلها وصحح الموقوف على أبي بكر ’وليس فيه موضع الشاهد‘

(انظر:- الأحايث الواردة في فضائل المدينة /338 تعليقه)

وبه انتهينا عن الشبهات كلها فحديث الترجمة يبقى على ضعفه. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير