قلت: ثلاث مائة في الشهر، يعني قال: ففرضها لي. قلت: نعمة طائلة. إذا حصل للفارس قديما وحديثا في الشهر ثلاث مائة درهم مع نصيبه من المغانم.
قال علي بن المديني: روى أبو إسحاق، عن سبعين رجلا أو ثمانين لم يرو عنهم غيره، وأحصيت مشيخته نحوا من ثلاث مائة شيخ، وقال علي في موضع آخر: أربعمائة شيخ، وقيل: إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا.
وقال الأعمش: كان أصحاب ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق، قالوا: هذا عمرو القارئ الذي لا يلتفت. ابن فضيل، عن أبيه قال: كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كل ثلاث.
قال ابن سعد في "الطبقات": هو عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد، ابن ذي يحمد بن السبيع، ثم قال: وأكثر من سماه لم يتجاوز أباه.
قال سفيان، عن أبي إسحاق: رأيت عليا1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أبيض الرأس واللحية.
وقال شريك: سمعه يقول: ولدت في سنتين من إماره عثمان.
وعن أبي بكر بن عياش: حدثنا أبو إسحاق، قال: غزوت في زمن زياد يعني: ابن أبيه ست غزوات أو سبع غزوات. فمات قبل معاوية، وما رأيت قط خيرا من زياد، فقال له رجل: ولا عمر بن عبد العزيز؟ قال: ما كان زمن زياد إلا عرس. رواه أبو القاسم البغوي، عن محمد بن يزيد الكوفي عن أبي بكر. أنبأنا غير واحد سمعوا ابن طبرزد، أن عبد الوهاب الحافظ أخبره.
قال: أنبأنا أبو محمد بن هزارمرد، أنبأنا ابن حبابة، حدثنا البغوي بهذا. وبه إلى البغوي: حدثنا محمود بن غيلان، عن يحيى بن آدم قال: قال أبو بكر بن عياش: سمعت أبا إسحاق السبيعي، يقول: سألني معاوية، كم كان عطاء أبيك؟ قلت: ثلاث مائة، ففرض لي ثلاث مائة. وكذلك كانوا يفرضون للرجل في مثل عطاء أبيه، ثم قال أبو بكر: فأدركت أبا إسحاق، وقد بلغ عطاؤه ألف درهم من الزيادة.
وقال شعبة: كان أبو إسحاق أكبر من أبي البختري، لم يدرك أبو البختري عليا ولم يره. وبه: حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق قال: ضربني علي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالدرة عند الميضأة.
حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: قال أبي: قم فانظر إلى أمير المؤمنين، فإذا هو على المنبر شيخا أبيض الرأس واللحية، أجلح ضخم البطن ربعة عليه إزار ورداء ليس عليه قميص، ولم يرفع يده. فقال رجل: يا أبا إسحاق أقنت؟ قال: لا.
حدثنا محمود، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر، سمعت أبا إسحاق، يقول: زعم عبد الملك أني أكبر منه بثلاث سنين يعني: ابن عمير.
حدثني شريح، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، سمعت صلة بن زفر منذ سبعين سنة، قال: هذا يدل على أنه طلب العلم في حياة عائشة وأبي هريرة.
وقال ابن عيينة: دخلت على أبي إسحاق، فإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها وهو في المسجد، فقلت: كيف أنت؟ قال: مثل الذي أصابه الفالج، ما ينفعني يد ولا رجل؟ فقلت: أسمعت من الحارث؟ فقال لي ابنه يوسف: هو قد رأى عليا1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فكيف لم يسمع من الحارث؟ فقلت: يا أبا إسحاق: رأيت عليا؟ قال: نعم.
قال سفيان: واجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق، قال: لا والله، بل أنت خير مني، وأسن مني.
قال سفيان: وقال أبو إسحاق: كانوا يرون السعة عونا على الدين. وبه: حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي، حدثنا أبو بكر بن عياش، سمعت أبا إسحاق يقول: ما أقلت عيني غمضا منذ أربعين سنة.
حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا ابن فضيل، حدثنا أبي قال: أتيت أبا إسحاق بعدما كف بصره، قال: قلت: تعرفني؟ قال: فضيل؟ قلت: نعم قال: إني والله أحبك، لولا الحياء منك لقبلتك فضمني إلى صدره، ثم قال: حدثني أبو الأحوص عن عبد الله لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ، نزلت في المتحابين.
قال يونس: كان أبي يقرأ كل ليلة ألف آية. وقال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق: يا معشر الشباب اغتنموا، يعني: قوتكم وشبابكم، قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس.
¥