" [حولوا متاع عائشة على جمل صفية]، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب". قالت عائشة: فلما رأيت ذلك قلت: يا لعباد الله! غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلي الله عليه وسلم! قالت: فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
"يا أم عبدالله! إن متاعك كان فيه خف، وكان متاع صفية فيه ثقل، فأبطأ بالركب، فحولنا متاعها على بعيرك، وحولنا متاعك على بعيرها". قالت: فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟! قالت: فتبسم فقال:
"أو في شك أنت يا أم عبدالله؟! ". قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله، فهلا عدلت؟! وسمعني أبو بكر - وكان فيه غرب؛ أي: حدة -؛ فأقبل علي فلطم وجهي. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
"مهلا يا أبا بكر! ". فقال: يا رسول الله! أما سمعت ما قالت؟! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق؛ فإنه مدلس.
وسلمة بن الفضل كثير الخطأ؛ كما قال الحافظ. وقال الهيثمي (4/ 322):
"رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن إسحاق؛ وهو مدلس. وسلمة بن الفضل، وقد وثقه جماعة: ابن معين وابن حبان وأبو حاتم، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال "الصحيح". وقد رواه أبو الشيخ ابن حبان في "كتاب الأمثال"، وليس فيه غير أسامة ابن زيد الليثي؛ وهو من رجال "الصحيح"؛ وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات"!
كذا قال! وفي آخر كلامه وقفة عندي؛ فقد قال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 40):
"رواه أبو يعلى في "مسنده"؛ وأبو الشيخ في "كتاب الأمثال" من حديث عائشة، وفيه ابن إسحاق؛ وقد عنعنه".
قلت: فهذا صريح في مخالفة ما ذكره الهيثمي.
ومن المحتمل أن يكون أبو الشيخ أخرجه من طريقين، في أحدهما ابن إسحاق دون الطريق الأخرى، وفي هذه الليثي فقط كما أفاده الهيثمي؛ فإن صح كلامه؛ فالحديث حسن عندي على أقل المراتب. والله أعلم.
وفي مجمع الزوائد: (4/ 325)
-
*عن عائشة أنها قالت وكان متاعي فيه خف وكان على جمل ناج وكان متاع صفية فيه ثقل وكان على جمل ثفال بطيء يبطئ بالركب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حولوا متاع عائشة على جمل صفية وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب قالت عائشة فلما رأيت ذلك قلت يالعباد الله غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم [عبدالله] إن متاعك كان فيه خف وكان متاع صفية فيه ثقل فأبطأ بالركب فحولنا متاعها على بعيرك وحولنا متاعك على بعيرها قالت فقلت ألست تزعم أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فتبسم فقال أو في شك أنت يا أم عبد الله قالت قلت ألست تزعم أنك رسول الله فهلا عدلت وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أي حدة فأقبل علي ولطم وجهي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا أبا بكر فقال يا رسول الله أما سمعت ما قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه.
فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وسلمة بن الفضل وبقية رجاله رجال.
* وقال البوصيري -بعد أن ساق الحديث: "رواه أبويعلى بسند ضعيف، لتدليس ابن إسحاق"اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، 3/ 43
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 05 - 08, 04:13 ص]ـ
في الفتاوى الحديثية للحويني1
يسأل القارئ:
((إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه)).
والجواب بحول الملك الوهاب: حديث منكر.
أخرجه أبو يعلى في ((المسند)) (4670) قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي البصري، حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: كان متاعي فيه خف، وكان على جمل ناخ، وكان متاع صفية فيه ثقل، وكان على جمل
ثقال بطيء يتبطأ بالركب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حولوا متاع عائشة على جمل صفية، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب)). قالت عائشة: فلما رأيت ذلك
قلت: يا لعباد الله، غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أم عبد الله، إن متاعك كان فيه خف، وكان متاع صفية فيه ثقل، فأبطأ بالركب، فحولنا متاعها على بعيرك، وحولنا متاعك على بعيرها)). قالت: فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟ قالت: فتبسم، قال: ((أو في شك أنت يا أم عبد الله؟)) قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله، أفهلا عدلت؟ وسمعني أبو بكر، وكان فيه غرب - أي: حدة - فأقبل علي فلطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مهلا يا أبا بكر)). فقال: يا رسول الله، أما سمعت ما قالت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الغيرى ... )) الحديث.
وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في ((الأمثال)) (56) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، حدثنا حسن بن عمر بن شقيق بهذا الإسناد بطوله.
وهذا سند ضعيف، وسلمة بن الفضل ضعفه النسائي وغيره، وقال البخاري: (في حديثه بعض المناكير)، ومشاه غيرهم، وابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه، وفي المتن نكارة ظاهرة من جهة قول عائشة: (ألست تزعم أنك رسول الله ... )، والحديث ضعفه البوصيري.
أما الحافظ ابن حجر فقال في ((الفتح)) (9/ 325): (إسناده لا بأس به)، وقد عرفناك ما فيه من البأس.
¥