تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[هادي الجرادي]ــــــــ[23 - 05 - 08, 05:59 م]ـ

ـــــ فأما رواية ابن أبي عدي فلعل التصرف في حذف أبي جعفر من يحيي نفسه لقرينة روايته الحديث مختصراً، فلم ينشط الإمام يحيي ـ رحمه الله ـ في المجيء بتمام الرواية سنداً ومتناً.

ـــــ وأما رواية عبد الله بن رجاء عن حرب بن شداد عن يحيي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبي جعفر، فالوهم في زيادة إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، من عبد الله بن رجاء وهو ثقةٌ في الأصل لكنه كثير الغلط والتصحيف فقد قال عمرو بن علي الفلاس: وهو صدوق كثير الغلط والتصحيف ليس بحجة. كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 55)

وقال هاشم بن مرثد الطبراني عن يحيي بن معين: كثير التصحيف وليس به

بأس.

وقال الدوري عن ابن معين: ليس من أصحاب الحديث. كما في تهذيب التهذيب.

ـــــ وأما رواية أبان بن يزيد العطار فروايته مع الجماعة على الجادة والصواب، وأما روايته عن يحيي بذكر أبا هريرة، فقد خالف هشام بن أبي عبد الله الدستوائي وهو من أثبت أصحاب يحيي بن أبي كثير.

قال إسحاق بن هاني قلت لأبي عبد الله أي أحمد ين حنبل: ((أيما أحب إليك في حديث يحيى بن أبي كثير؟ قال هشام أحب إلى ممن روى عن يحيى بن أبي كثير، قلت: فحسين المعلم وحرب بن شداد وشيبان؟ قال: هؤلاء ثقات. قلت له: فهمام؟ قال: ليس منهم أصح حديثاً ولا أحب إلى من هشام، قلت: فأبان العطار، قال: هو مثل همام وشيبان)).

و قال أبو حاتم الرازي: ((سألت عليّ بن المديني من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير؟

قال: هشام الدستوائي، قلت: ثم من؟ قال: ثم الأوزاعي، وحجاج الصواف،وحسين

المعلم)).وهكذا غيرهم من الأئمة، فهشام مقدم على أبان العطار عند الاختلاف.

إذاً الراجح كما قلنا آنفاً:ــ

يحيي بن أبي كثير عن أبي جعفر عن عطاء بن يسار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

نجد أن السند فيه:ـ

يحيي بن أبي كثير: وهو كما سبق ثقة ثبت أمام، لا يُبحثُ عنه.

عطاء بن يسار: وهو ثقة من كبار التابعين وعلمائهم، وقد أُخْتُلِفَ في سماعه من بعض الصحابة، وسمع من بعضهم. وهاهنا قد صرح بالتحديث كما سبق ذكره عند النسائي.

بقي أبو جعفر: فمن يكون أبو جعفر هذا؟!

من العلماء من قال أنه: راشد بن كيسان وليس كذلك، فإن راشد هذا كنيته أبو فزارة وليس أبو جعفر، وكذلك فإنه لا يوجد في شيوخه عطاء، ولا ممن روى عنه يحيي بن أبي كثير.

ومن العلماء من قال أنه: كثير بن جهمان وليس كذلك، فإنه لم يذكروا من شيوخه عطاء، ولا ممن روى عنه يحيي بن أبي كثير.

ومن العلماء من قال أنه: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر،

ومنهم من قال أنه: أبو جعفر المؤذن المدني الأنصاري، رجلٌ مجهول.

والذي أرجحه من هذين القولين، الأخير:ـ

فقد ذكره الإمام مسلم في كتابه الوحدان والمنفردات (160) بروايته عن عطاء.

وهو الذي رجحه الدارمي، والترمذي، وابن القطان،والحافظ المنذري، والحافظ ابن حجر، وصاحب عون المعبود، والإمام الشوكاني، والعلامة الألباني، والشيخ أبو إسحاق الحويني، وغيرهم.

أما قول من قال أنه محمد بن علي بن الحسين فليس بمستقيم، فإن أبا جعفر هذا يروي عن عطاء وعن أبي هريرة، بينما محمد بن علي يروي عن عطاء ولكنه لم يدرك أبا هريرة، فتعين أنه المؤذن المجهول.

وقد يقول قائل: لماذا لا يكون ثقة؟ فقد نقلت قول أبي حاتم أن يحيي بن أبي كثير لا يروي إلا عن ثقة؟.

أقول: نعم .. قد قالها أبو حاتم، ولكن هل المقصود بهذه المقالة أن كل شيوخ يحيي ثقات؟

أم أن الغالب في شيوخ يحيي التوثيق والعدالة؟!

... الذي توصلت إليه من النظر والبحث أن منهم من هو ليس بثقة، وإنما هو من كان حديثه في رتبة الحَسَن، ومنهم الضعيف، ومنهم المجهول، ومنهم المتروك، وعلى هذا الأئمة المتقدمين منهم والمتأخرين.

فعلى سبيل المثال:ـ

ـ[هادي الجرادي]ــــــــ[23 - 05 - 08, 06:04 م]ـ

1ــ محمد بن الزبير التميمي الحنضلي البصري: فقد قال فيه أبو حاتم نفسه:" ليس بالقوي، في حديثه إنكار" كما في الجرح والتعديل (7/ 257). وقال فيه البخاري:" منكر الحديث" في الضعفاء الصغير (1/ 104)، "وفيه نظر" في التاريخ الكبير (1/ 86). والرجل متروك قد تركه الأئمة.

2ــ هلال بن علي بن أسامة: قال أبو حاتم: "يكتب حديثه وهو شيخ" (9/ 76).

3ــ أبو إبراهيم الأشهلي الأنصاري المدني: قال أبو حاتم: "لا ندري من هو ولا من أبوه" (9/ 332).

4ــ أبو مزاحم المدني: قال الدارقطني: "لا يعرف، يترك "، كما في موسوعة أقوال الدارقطني

5ــ أبو حفصة، مولى عائشة: قال الدارقطني:" مجهول، يكتب حديثه" كما في تهذيب التهذيب.

فعُلِمَ من هذا أن المقصود بقول أحد الأئمة في أحد الرواة: لا يروي إلا عن ثقة، أنه على سبيل التغليب، وليس على سبيل القطع بكل فرد من أفراد من روى عنه.

فإذا اتضح هذا، تبين لنا أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة في إثبات الأحكام، وبالتالي يُعْلَم قول من قال أن الحديث علي شرط مسلم، غير متجه بحال.

وكذلك قول الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وإن كان أخف من المقولة الأولى، ولكنه كذلك غير صحيح.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وكتبه / أبو أحمد هادي بن أحمد الجرادي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير