تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد روى الحديث متابعًا لعطاء وعدي عن سعيد بن جبير: عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، لكنه وقف الحديث، ولا يفرح بروايته؛ فإنه منكر الحديث، ومن الأئمة من تركه ([6]).

وروى الحديث متابعًا لسعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا: يوسف بن مهران، وروايته جاءت من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف.

وقد قال الإمام أحمد في يوسف هذا: «لا يعرف»، واتفق الأئمة أحمد ومسلم وأبو داود وأبو حاتم على أنه لم يروِ عنه سوى علي بن زيد بن جدعان، وقال فيه ابن جدعان: «كان يُشبَّه حفظه بحفظ عمرو بن دينار»، ووثقه ابن سعد وأبو زرعة الرازي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال فيه أبو حاتم الرازي: «يكتب حديثه ويذاكر به» ([7])، وفسَّر الذهبي كلمة أبي حاتم هذه بأنه يقصد حديثه هذا ([8]).

وعلي بن زيد من مشهوري المتكلَّم فيهم، وكان حماد بن سلمة أروى الناس عنه.

وعقّب الترمذي على هذا الإسناد بقوله: «هذا حديث حسن».

2 - دراسة إسنادي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:

رواه أبو حازم عن أبي هريرة، وعنه اثنان:

الأول: كثير بن زاذان، وهذا قال فيه ابن معين: «لا أعرفه»، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: «شيخ مجهول»، وقال الأزدي: «فيه نظر» ([9])، ولذا قال الذهبي بعد أن أسند الحديث: «حديث غريب، وكثير فيه جهالة» ([10])، وقال: «لا يثبت حديثه» ([11]).

الثاني: سعيد بن مسروق، وعنه قيس بن الربيع، وقيس ممن طال فيه الخلاف، ووثقه بعض قدماء المتقدمين، لكن أئمة النقد والمتتبعين أحاديث الرواة منهم ضعفوه، وبعضهم شدد في تضعيفه، فمنهم: يحيى بن سعيد القطان، وابن سعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ويعقوب بن شيبة، والجوزجاني، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم.

وكلا الإسنادين غريب، وفيهما تفرد شديد في الطبقات المتأخرين، وتلك التفردات محل النكارة والضعف.

3 - دراسة إسناد حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-:

فيه نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة، قال فيه أبو حاتم: «أدركته ولم أكتب عنه، وهو ضعيف الحديث لا يصدق» ([12])، والحديث فرد من أوله إلى آخره.


([1]) انظر: لسان الميزان (4/ 360).
([2]) لسان الميزان (2/ 307).
([3]) سؤالات حمزة السهمي (349).
([4]) تاريخ بغداد (5/ 276).
([5]) تفسيره (4/ 293).
([6]) انظر: تهذيب التهذيب (7/ 413).
([7]) انظر: طبقات ابن سعد (7/ 222)، المنفردات والوحدان لمسلم (ص179)، ثقات ابن حبان (5/ 551)، تهذيب التهذيب (11/ 373).
([8]) ميزان الاعتدال (4/ 474).
([9]) انظر: تهذيب التهذيب (8/ 369).
([10]) سير أعلام النبلاء (13/ 306).
([11]) الكاشف (4629).
([12]) الجرح والتعديل (8/ 471).

والله أعلم.

فائدة: قال أبو حفص عمر بن بدر الموصلي في المغني عن الحفظ والكتاب، باب: كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالفارسية (ص491): (لم يصح في هذا الباب شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير ثلاثة أحاديث: ... وقوله -صلى الله عليه وسلم- حكاية عن جبريل -عليه الصلاة والسلام-: " لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر وأدس في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة ").

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير