تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 – الاختلاف على عمرو بن أبي عمرو؛ فروى محمد بن إسحاق، والدراوردي، وسليمان بن بلال، وزهير بن محمد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً في لعن من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط، وليس فيها القتل.

وروى سليمان بن بلال والدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً في قتل الفاعل والمفعول به في البهيمة – وسيأتي بيان هذه الأحاديث إن شاء الله –.

فهذا يؤكد أنَّ عمرو بن أبي عمرو لم يضبط هذا الحديث واضطرب في روايته، فالرواة عنه في هذه الأحاديث من الأئمة الثقات، فالوهن من قبله لا غير.

5 – أنَّ أبا بكرٍ - رضي الله عنه – جمع الصحابة واستشارهم في قصة كتابة خالد بن الوليد – رضي الله عنه – إلى أبي بكر أنه وجد رجلاً في بعض نواحي المدينة ينكح كما تنكح المرأة، فجمع لذلك أبو بكر – رضي الله عنه – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وفيهم علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فقال: إنَّ هذا ذنبٌ لم يعمل به أمةٌ من الأمم إلا أمة واحدة، ففعل الله بهم ما قد علمتم، أرى أن يحرقوا بالنار، فاجتمع رأي الصحابة على ذلك [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3) . ولو كان هناك نصٌّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – لأشار به أحد الصحابة في ذلك المجلس أو أشيع فيما بعد ذلك، فعلم أنه لم يرد فيه شيءٌ.

ثانياً: رواية الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، فقد أخرجها الطبراني في الكبير (11527).

وهذا إسناد ضعيف جداً، ففيه عبد العزيز بن يحيى المديني، قال عنه العقيلي في الضعفاء (3/ 19): يحدث عن الثقات بالبواطيل، ويدعي من الحديث ما لا يعرف به غيره من المتقدمين عن مالك وغيره.

كما أنَّ الحسين هذا متكلم فيه بكلام شديد حيث تركه بعض الأئمة، واستنكرت عليه بعض الأحاديث، ينظر لذلك تهذيب التهذيب (2/ 296).

ثالثاً: رواية عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج؛ أخرجها الخرائطي في المساويء (ح 442وَ 574)، وفي اعتلال القلوب (1/ 191)، وابن حزم في المحلى (11/ 383)، والبيهقي في الشعب (4/ 375)، ولفظه: " اقتلوا الفاعل والمفعول به، والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي كل ذات محرم ".

وهذا إسنادٌ ضعيف، وذلك لأن ابن جريج لم يسمع من عكرمة – كما نصَّ على ذلك ابن المديني والمزي، ونقله العلائي مقراً له [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn4) – ، كما أنَّ ابن جريج روى هذا الحديث عن عكرمة بالعنعنة، وقد حذَّر الأئمة من عدم تصريحه بالسماع وأنه يأتي بمناكير وهي شبه الريح [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn5) .

رابعاً: رواية داود بن الحصين، فقد أخرجها عبد الرزاق في المصنف (13492)، والإمام أحمد في مسنده (2727) – ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 327)، وذم الهوى (201) –، والطبري في تهذيب الآثار (1/ 555 وَ 556)، والطبراني في الكبير (11568 وَ 11569)، وابن عدي في الكامل (1/ 222)، وابن عبد البر في الاستذكار (20/ 148 ت. التركي) [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn6) .

وهذه الرواية لا تصح، فداود هذا تكلم فيه، كما تكلم في روايته عن عكرمة خاصة، فقد أنكرها علي بن المديني وأبو داود [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn7) .

ثم إنَّ الراوي عنه هو إبراهيم بن أبي حبيبة تكلم فيه بكلام شديد يوجب تضعيفه [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn8) .

وقد اختلف عليه – أيضاً – اختلافاً كثيراً بزيادة ونقص في ألفاظه، يراجع له المسند (4/ 458) طبعة مؤسسة الرسالة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير