تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[وليد محمود]ــــــــ[30 - 08 - 08, 08:33 م]ـ

وجدت فى السنن الكبرى للبيهقى (نسخة الشاملة ص 233ج8 قال:

"أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت

يزيد بن هارون أنبأ اليمان بن المغيرة عن عطاء بن أبى رباح قال شهدت ابن الزبير اتى بسبعة أخذوا في لواطة

اربعة منهم قد احصنوا النساء وثلاثة لم يحصنوا فأمر بالاربعة فاخرجوا من المسجد فرضحوا بالحجارة وأمر

بالثلاثة فضربوا الحدود وابن عمر وابن عباس في المسجد".

عفوا لم ألحظ أنك خرجت هذا الأثر من قبل.

نرجو أن تخبرونا بما توصلتم إليه فى هذا الموضوع

بالإضافة إلى البحث عن القول الذى ينسب إلى عمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم أن حد فاعل فعل قوم لوط

أن يهدم أو يلقى عليه حائط. كما ذكر ابن القيم فى زاد المعاد والشوكانى فى نيل الأوطار فلم أجد لهم أثر بذلك.

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 11 - 08, 12:42 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

شيخنا الفاضل، جزاك الله خيرا على البحث الطيب.

وأتقدم بين يديكم سائلا لا مصوبا،

بارك الله فيك .. وليتك تجازت هذه المقدمات.

ومحل السؤال هو عن قول الزهري وسعيد بن المسيب رحمهما الله.

فأبدأ بسعيد بن المسيب رحمه الله.

فقد اختلفت الرواية عنه وقد بينتم ذلك جزاكم الله خيرا.

وقد قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله أن سعيد بن المسيب يقول بأنه كالزنا كما في الاستذكار، وقال الشافعي رحمه الله أن قول سعيد بن المسيب هو الرجم على كل حال.

وقد قدمتم في نقولكم أن الذي يروي عن ابن المسيب رحمه الله أن حده الرجم على كل حال إنما هو الزهري، والطريق إلى الزهري إلى سعيد إنما هو إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن سعيد.

ولكنكم اعتمدتم نفس هذا الطريق حينما أسقط سعيدا وجعله من قول الزهري.

لم أعتمدها لوحدها؛ بل برواية غيره لهذا الأثر عن الزهري، كما قلت في التخريج: وتأيد هذا برواية مالك عنه وهو أثبت وأوثق الرواة عنه؛ فكلامي – إذن – ليس منصبًا على رواية إبراهيم عن صالح، وإنما لرواية ثلاثة آخرين لهذا الأثر عن الزهري وأوثقهم مالك.

ولا يظهر لي الصواب، فهل يرويه إبراهيم بن سعد على الوجهين؟

يحتمل أن الزهري مرة يذكر رأي شيخه، ومرة يذكر رأيه هو ويفتي به.

أم أن الخلل ممن روى عن إبراهيم بن سعد؟ ولعل من رواه عن إبراهيم بن سعد بغير ذكر سعيد أكثر وأثبت، ولا يقصر من رواه عنه بإثبات سعيد عن الثقة.

الرواة عن إبراهيم بن سعد الذين لم يذكروا ابن المسيب هم:

1 – أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم: ثقة مأمون، حدث بالموصل بنحو ألفي حديث حفظًا، فلما رجع إلى بغداد كتب إليهم بالصحيح من أحاديث كان قد أخطأ فيها، أحسبه قال: نحو من ثلاثين أو أربعين. (تهذيب الكمال 3/ 19، تهذيب التهذيب 1/ 239). فاحتمال أن يكون هذا الحديث مما أخطأ فيه أبو معمر.

2 – إسحاق بن عيسى: لم أعرفه؛ فلينظر.

أما الرواة عن إبراهيم بن سعد ممن ذكر ابن المسيب، فهم:

1 – محمد بن الصباح: ثقة حافظ. (تهذيب الكمال 25/ 388، تهذيب التهذيب 9/ 203).

2 – يونس بن محمد المؤدب: ثقة ثبت. (تهذيب الكمال 32/ 540، تهذيب التهذيب 11/ 393).

3 – محرز بن عون: ثقة. (تهذيب الكمال 27/ 279، تهذيب التهذيب 10/ 52).

4 –

فاتضح من خلال هذا العرض كثرة الرواة عن إبراهيم بن سعد الذي ذكروا ابن المسيب، وأنهم من الثقات.

فهذا يؤكد القول بأنًّ الصواب عن إبراهيم بن سعد إنما هو عن الزهري، عن ابن المسيب قوله.

فلعلكم تدلون بدلوكم في ا لمسألة.

أما ما عضدتم به رواية الزهري عن سعيد بأن ابن جريج تابعه، فقد نقضتم هذه الطريق بعينها سندا ومتنا عند الكلام عن أثر عطاء، فلا يعتمد عليها.

نعم صحيح؛ لكن عدم اعتمادها بالنسبة لعطاء لا يعني عدم اعتمادها بالنسبة لأثر ابن المسيب فالأمر فيها أقرب هنا ... ثم إنَّه اتضح مما سبق أنَّ رواية الزهري عن ابن المسيب هي المعتمدة مع احتمال قوي وهو أنَّ إبراهيم بن سعد سمع الزهري يفتي بالرجم مطلقًا وسمع يسند ذلك إلى ابن المسيب ... وحينها لا تعارض.

وهنا يكون الزهري رحمه الله مع اختلاف الرواية عنه يخالف يحيى بن سعيد وقد ذكر أن يحيى بن معين سئل عن الزهري ويحيى بن سعيد في بن المسيب فلم يفضل.

وفي المقابل لا يخفى عليكم أنَّ الزهري لازم ابن المسيب ست سنين (تهذيب التهذيب 9/ 450)، فهو من العارفين بحديثه المقدمين على غيرهم عند الاختلاف.

وأما الزهري نفسه، فالرواية مختلفة عنه.

فقد روى عنه مالك رحمه الله ما تفضلت بذكره.

وروى عنه ابن أبي ذئب ومعمر أن حده حد الزنا.

وقال ابن عبد البر رحمه الله أن الرواية عنه ثابتة على الوجهين لاختلاف قوله في المسألة.

وهذا قوي، فمعمر من كبار أصحاب الزهري.

وابن أبي ذئب ثقة وهو فقيه وهذه من المسائل.

فلا أرى أن طرح أحد الروايتين سائغ من باب الرواية، ولعل ابن عبد البر رحمه الله أصاب حين ثبت الوجهان عن الزهري.

والله تعالى أعلم

بارك الله فيك على نقاشك، وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد، وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير