ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 07 - 08, 12:09 ص]ـ
الإنتقاد الرابع
قال الدارمي 8 - أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مَعْنٌ - هُوَ ابْنُ عِيسَى - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِى فَرْوَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَأَلَ كَعْبَ الأَحْبَارِ كَيْفَ تَجِدُ نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى التَّوْرَاةِ فَقَالَ كَعْبٌ نَجِدُهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُولَدُ بِمَكَّةَ وَيُهَاجِرُ إِلَى طَابَةَ وَيَكُونُ مُلْكُهُ بِالشَّامِ وَلَيْسَ بِفَحَّاشٍ وَلاَ صَخَّابٍ فِى الأَسْوَاقِ وَلاَ يُكَافِئُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِى كُلِّ سَرَّاءٍ وَيُكَبِّرُونَ اللَّهَ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ يُوَضِّئُونَ أَطْرَافَهُمْ وَيَأْتَزِرُونَ فِى أَوْسَاطِهِمْ يَصُفُّونَ فِى صَلاَتِهِمْ كَمَا يَصُفُّونَ فِى قِتَالِهِمْ دَوِيُّهُمْ فِى مَسَاجِدِهِمْ كَدَوِىِّ النَّحْلِ يُسْمَعُ مُنَادِيهِمْ فِى جَوِّ السَّمَاءِ.
فعلق الداراني بقوله ((إن ذكر ابن حبان عروة بن الحارث في ثقات التابعين جعل الحافظ يشير إلى أنه أبو فروة الذي يروي عن ابن عباس ونحن نسك في ذلك فإن كان هو فالإسناد صحيح وإلا فلعله من ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 425)))
قلت الإحتمال الثاني الذي صدره الداراني بقوله ((لعله)) هو المتعين لوجهين
الأول أن أبا فروة المترجم في الجرح والتعديل ذكر أبو حاتم أن شيخ لمعاوية بن صالح ويروي عن عائشة
وأبو فروة الذي في السند يروي عنه معاوية بن صالح ويروي عن صحابي
الثاني أن ذكر ابن حبان لعروة بن الحارث في التابعين خطأٌ أصلحه بذكره له في أتباع التابعين أيضاً وهذا هو المتعين إذ أنه لا يعرف بالرواية عن الصحابة
وحتى لو روى عن ابن عباس فمن التسرع تصحيح السند كما فعل الداراني لاحتمال إرساله عن هذا الصحابي الذي يروي عنه
الإنتقاد الخامس
قال الدارمي 13 - أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ بَحِيرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِىُّ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِىِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ لَهُ رَجُلٌ كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «كَانَتْ حَاضِنَتِى مِنْ بَنِى سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِى بَهْمٍ لَنَا وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَاداً فَقُلْتُ يَا أَخِى اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا فَانْطَلَقَ أَخِى وَمَكَثْتُ
عِنْدَ الْبَهْمِ فَأَقْبَلَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَهُوَ هُوَ قَالَ الآخَرُ نَعَمْ. فَأَقْبَلاَ يَبْتَدِرَانِى فَأَخَذَانِى فَبَطَحَانِى لِلْقَفَا فَشَقَّا بَطْنِى ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِى فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ ائْتِنِى بِمَاءِ ثَلْجٍ. فَغَسَلَ بِهِ جَوْفِى ثُمَّ قَالَ ائْتِنِى بِمَاءِ بَرْدٍ. فَغَسَبِهِ قَلْبِى ثُمَّ قَالَ ائْتِنِى بِالسَّكِينَةِ. فَذَرَّهُ فِى
قَلْبِى ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ حُصْهُ. فَحَاصَهُ وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ اجْعَلْهُ فِى كَفَّةٍ وَاجْعَلْ أَلْفاً مِنْ أُمَّتِهِ فِى كَفَّةٍ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الأَلْفِ فَوْقِى أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَىَّ بَعْضُهُمْ فَقَالَ لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ. ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِى». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? «وَفَرِقْتُ فَرَقاً شَدِيداً ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّى فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِى لَقِيتُ فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِى فَقَالَ تْ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ. فَرَحَّلَتْ بَعِيراً لَهَا فَجَعَلَتْنِى عَلَى الرَّحْلِ وَرَكِبَتْ خَلْفِى حَتَّى بَلَغْنَا
إِلَى أُمِّى فَقَالَتْ أَدَّيْتُ أَمَانَتِى وَذِمَّتِى. وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِى لَقِيتُ فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ وَقَالَتْ إِنِّى رَأَيْتُ حِينَ خَرَجَ مِنِّى تَعْنِى نُوراً أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ»
فعلق الداراني بقوله ((إسناده ضعيف فيه بقية يدلس تدليس التسوية وقد عنعن))
ثم قال ((وأخرجه أحمد (4/ 184_185) والحاكم برقم (4230) والطبراني (322) من طريق حيوة ويزيد بن عبد ربه قالا حدثنا بقية ابن الوليد بهذا الإسناد وهذا إسنادٌ صحيح فقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة التدليس))
كذا قال وهذا والله من حداثته في هذا العلم وإلا فتصريح مدلس التسوية بالتحديث من شيخه لا ينفعه حتى يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند وهذا غير متحقق هنا
والداراني نفسه لم يقبل بتصريح بقية بالتحديث من شيخه فقط عند كلامه على الحديث رقم (9)
ثم إن الرواية التي فيها تصريح بقية بالتحديث من شيخه فيها إسقاط عبدالرحمن بن عمرو السلمي من بين خالد بن معدان وعتبة بن عبد السلمي
فقول الداراني ((بهذا الإسناد)) خطأٌ في التخريج
وقوله ((بقية ابن الوليد)) خطأٌ في الإملاء وصوابه ((بقية بن الوليد)) وإنما توضع الألف إذا نسب الرجل إلى جده أو إلى غير أبيه حقيقةً كقولهم ((المسيح ابن الله)) أو إلى أمه كقولهم ((المسيح ابن مريم))
وتقديمه لذكر الحاكم على الطبراني مخالفٌ للأولى فالطبراني أعلى طبقةً
¥