[14] أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود ثنا جعفر بن عثمان القرشي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن أبي ذر الغفاري قال قلت يا رسول الله كيف علمت انك نبي حين استنبئت فقال يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال نعم قال فزنه برجل فوزنت به فوزنته ثم قال فزنه بعشرة فوزنت بهم فرجحتهم ثم قال زنه بمائة فوزنت بهم فرجحتهم ثم قال زنه بألف فوزنت بهم فرجحتهم كأني انظر إليهم ينتثرون علي من خفة الميزان قال فقال أحدهما لصاحبه لو وزنته بأمته لرجحها
فقال الداراني ما مفاده أن رجال الإسناد ثقات إلى أن عروة بن الزبير لم يدرك أبا ذر
وقال في حق جعفر بن عبدالله بن عثمان ((وثقه أبو حاتم وابن حبان))
ثم قال ((وقال ابن كثير في السيرة (2/ 228_229) ((وقال ابن إسحاق حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالو ل له أخبرنا عن نفسك قال ((نعم، أنا دعوة إبراهيم _______)) وذكر مثل هذا الحديث
ثم قال ((وهذا إسنادٌ جيدٌ قوي)) أ. ه
قلت: على كلام الداراني مآخذ
الأول قوله في عروة بن الزبير لم يدرك أبا ذر فيه نظر
بل الصواب أنه أدركه صغيراً
فقد توفي أبو ذر عام 32
قال ابن المديني مات عروة سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وعنه سنة اثنتين وعنه سنة 3 وفيها أرخه أبو نعيم وابن يونس وغيرهما وذكره بن زبر فيمن مات في سنة 2 ثم في سنة 4 (انظر تهذيب التهذيب)
وقال مصعب والزبير بن بكار مات وهو بن 67 سنة
قلت لو طرحنا 67 من 94 لكان الناتج 27
فعليه نقول أن عروة كان في الخامسة من عمره عندما توفي أبو ذر
غير أنه سيكون في السابعة أو الثامنة إذا أخذنا بقول ابن المديني
وقال ابن أبي خيثمة كان يوم الجمل بن ثلاث عشرة سنة فاستصغر ومات سنة أربع أو خمس وتسعين
قلت عام الجمل وقع سنة 36 وعليه تكون ولادة عروة عام 23 ويكون في التاسعة من عمره عندما وفاة أبي ذر وهذا قريب من قول ابن المديني
وقد اختار هذا القول خليفة بن خياط (انظر تهذيب التهذيب)
وقال مسلم بن الحجاج في كتاب التمييز حج عروة مع عثمان وحفظ عن أبيه فمن دونهما من الصحابة
ولا يستقيم قول الداراني إلا مع قول هارون بن محمد مات سنة 99 أو مائة أو إحدى ومائة
وهذا مخالف لقول الجمهور
وأما قول مصعب الزبيري أنه ولد لست خلون من خلافة عثمان
فقال ابن حجر ((أما ما حكاه عن مصعب من أنه ولد لست خلت من خلافة عثمان وكان بينه وبين عبد الله عشرون سنة فلا يستقيم لأن عبد الله ولد سنة إحدى من الهجرة وعثمان ولي الخلافة سنة 23 فيكون بين المولدين على هذا تسع وعشرون سنة فتأمله فلعله لست سنين خلت من خلافة عمر فيكون بينه وبين أخيه مدة الهجرة عشر سنين وخلافة أبي بكر سنتين ونصف وستا من خلافة عمر الجملة ثماني عشرة سنة ونصف فتجوز في لفظ العشرين))
قلت غير أني أشك في سماعه من أبي ذر
فقد أرسل عن علي كما قال أبو حاتم
هذا مع ادراكه له
المأخذ الثاني على كلام الداراني قوله في جعفر بن عبدالله بن عثمان وثقه أبو حاتم
وهذا وهم تابع فيه الذهبي
قال الحافظ في اللسان (2/ 320) ((وقوله الذهبي وثقه أبو حاتم وهمٌ ففي كتاب ابن أبي حاتم أخبرنا عبدالله ين أحمد بن حنبل فيما كتب إلي سألت أبي عن جعفر فقال ثقة)) انتهى بتصرف
وقال فيه العقيلي (1/ 200) ((في حديثه وهم واضطراب)) وهذا جرح لا يمكن دفعه وقد استنكر عليه العقيلي الحديث الذي نتكلم عليه
وأما ما نقله الداراني ابن كثير من قوله في رواية ابن إسحاق ((إسناده جيدٌ قوي)) ففيه نظر فخالد بن معدان لم يسمع من جماعة من الصحابة ولم يعين الصحابي الذي روى عنه ولم يذكر عنه سماعاً فيحتمل أن يكون من الصحابة الذين لم يسمعهم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 10:51 م]ـ
الإنتقاد الثاني عشر
قال الدارمي [53] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن بن غنم قال نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق بطنه ثم قال جبريل قلب وكيع فيه أذنان سميعتان وعينان بصيرتان محمد رسول الله المقفى الحاشر خلقك قيم ولسانك صادق ونفسك مطمئنة قال أبو محمد وكيع يعني شديدا
¥