فقال الداراني ((في إسناده ثلاث علل عبدالله بن صالح ومعاوية بن يحيى ضعيفان والإرسال))
قلت معاوية في هذا السند هو ابن صالح وليس ابن يحيى
نعم يونس بن ميسرة يروي عنه معاوية بن يحيى
ولكن معاوية بن صالح يروي عنه أيضاً (انظر ترجمة يونس في تهذيب الكمال)
وعبدالله بن صالح لا يروي إلا عن معاوية بن صالح ولا يروي عن معاوية بن يحيى (انظر ترجمة عبدالله في تهذيب الكمال)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 12:30 ص]ـ
الإنتقاد الثالث عشر
قال الدارمي [52] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني يزيد هو بن عبد الله بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر وأعطى لواء الحمد ولا فخر وأنا سيد الناس يوم القيامة ولافخر وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر وأتى باب الجنة فآخذ بحلقتها فيقولون من هذا فأقول انا محمد فيفتحون لي فأدخل فأجد الجبار مستقبلي فاسجد له فيقول أرفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي يا رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة فأجد الجبار مستقبلي فاسجد له فيقول أرفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي يا رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان فأدخله الجنة فاذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة وفرغ من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي في النار مع أهل النار فيقول أهل النار ما أتغنى عنكم انكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئا فيقول الجبار فبعزتي لأعتقنهم من النار فيرسل إليهم فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتاق الله فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار بل هؤلاء عتقاء الجبار
قلت ضعف الداراني سند هذا الحديث عند الدارمي ثم ذكر أن الإمام رواه بسندٍ حسن
وأقول نعم ظاهر السند الحسن
غير أن بعض ألفاظه يخالف الثابت في الصحيح من أحاديث الشفاعة
أول هذه الألفاظ قوله في آخر من يخرج من النار ((فيقول الجبار فبعزتي لأعتقنهم من النار فيرسل إليهم فيخرجون من النار))
قلت الثابت في الصحيح أن هؤلاء يخرجهم الله بقبضته لا أنه يرسل إليهم ولفظ الإرسال مقتضاه أنه سبحانه يرسل ملائكته وهذا يخالف خبر القبضة صراحةً
وحديث القبضة مروي في صحيح البخاري (7001) ومسلم (302) من حديث أبي سعيد الخدري ولفظ البخاري ((فيقول الجبار: بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار))
وهؤلاء جاءتهم تسميتهم في الحديث بعتقاء الرحمن أو عتقاء الله فدل على أنهم المقصودون بحديث الدارمي
واللفظ الثاني المخالف لخبر الصحيحين هو قوله ((فيقول لهم أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار بل هؤلاء عتقاء الجبار))
والثابت في الصحيحين أن أهل الجنة هم الذين يسمونهم بهذا الإسم _ وهو اسم عتقاء الله _
بل مفاد خبر الدارمي أن تسمية الجهنميين غير شرعية ولا تجوز لأن الله عز وجل يردها على أهل الجنة
وقد ثبت في الصحيح ما يشعر بشرعيتها
فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أنس 7012 عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال ((ليصيبنَّ أقواماً سفع من النار، بذنوب أصابوها عقوبة، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته، يقال لهم: الجهنميون))
وروى أيضاً من حديث أنس 6191 أن النبي صلى الله عليه وسلم ((يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين))
ولم يذكر تلك الزيادة
وحديث المذكور من طريق قتادة عنه وأما حديث الدارمي فمن طريق عمرو بن أبي عمرو عن أنس
وقتادة ثقة ثبت وعمرو صدوق له أوهام فلا تقبل زيادة عمرو على قتادة
والذي يظهر أن الحمل على عمرو في تلك الألفاظ المنكرة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 12:25 ص]ـ
الإنتقاد الرابع عشر
قال الدارمي [89] حدثنا عبد الله بن مطيع ثنا هشيم عن أبي عبد الجليل عن أبي حريز الأزدي قال قال عبد الله بن سلام للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انا نجدك يوم القيامة قائما عند ربك وأنت محمارة وجنتاك مستحي من ربك مما أحدثت أمتك من بعدك
فقال الداراني ((إسناده ضعيف لضعف عبدالله بن ميسرة ويشهد له حديث أبي هريرة الصحيح انظر مسند الموصلي (6502)))
قلت في سنده علة لم ينبه لها الداراني وهي الإنقطاع بين أبي حريز الأزدي وعبدالله بن سلام فالأزدي عامة روايته عن التابعين
وأما خبر أبي هريرة الذي زعم الداراني أنه يشهد لحديث عبدالله بن سلام
فهو حديث ((ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال. أناديهم: ألا هلم! فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك. فأقول: سحقا سحقا))
قلت وهذا إنما يشهد لبعض حديث عبدالله بن سلام
وإلا فأين الشاهد لكون النبي صلى الله عليه وسلم ستحمر وجنتاه خجلاً من إحداث أمته وأن عبدالله بن سلام وجد هذا في التوراة؟!!
هذا توسع غير مرضي في باب الشواهد من الأستاذ الداراني
¥