قلت: فكيف يكون ثقةً صحيح الحديث بعد هذا القول من ابن حبان، وقد روى عنه شعبة ووثقه يحيى بن معين (كما في الجرح والتعديل وهو مترجم باسم عباد بن ذكوان)
وذكره ابن عدي في الكامل ونقل عن علي بن المديني قوله فيه: " ليس بشيء " واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث كما استنكره عليه ابن حبان
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:10 م]ـ
الإنتقاد السادس والتسعون
قال الدارمي 1579 - حدثنا عفان حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عاصم بن ضمرة قال:" سمعت عليا يقول إن الوتر ليس بحتم كالصلاة ولكنه سنة فلا تدعوه "
قال الداراني:"إسناده صحيح إلى علي "
قلت: بل غايته أن يكون حسناً فعاصم بن ضمرة قد تكلم فيه ابن حبان وابن عدي
قال ابن حبان في المجروحين:" عاصم بن ضمرة السلولي من أهل الكوفة يروي عن علي روى عنه الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يرفع عن علي قوله كثيرا فلما فحش ذلك في روايته استحق الترك على أنه أحسن حالا من الحارث سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سئل يحيى بن معين أيما أحب إليك الحارث عن علي أو عاصم بن ضمرة عن علي قال عاصم بن ضمرة "
وقال ابن عدي في الكامل:" وعاصم بن ضمرة لم أذكر له حديثاً لكثرة ما يروي عن علي مما تفرد به ومما لا يتابعه الثقات عليه والذي يرويه عن عاصم قومٌ من الثقات البلية فيه من عاصم ليس ممن يروي عنه "
الإنتقاد السابع والتسعون
قال الدارمي 1586 - أخبرنا مالك بن إسماعيل ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال:" كان النبي صلى الله عليه و سلم يوتر بثلاث بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد "
قال الداراني:" إسناده صحيح "
قلت: بل إسناده منقطع فأبو إسحاق تكلم البخاري في سماعه من سعيد بن جبير
قال البخاري كما في علل الترمذي: " ولا أعرف لأبي إسحاق سماعا من سعيد بن جبير "
وعادة الداراني في مثل هذا أن يرده بحجة أن البخاري تكلم بهذا بناءً على مذهبه في السند المعنعن وهو مذهبٌ مردود عند الأستاذ الداراني
والحق أن توقف البخاري في سماع أبي إسحاق من سعيد بن جبير غايةٌ في الوجاهة، وذلك أن أبا إسحاق قد اشتهر بالإرسال الخفي
فقد رأى المغيرة بن شعبة وحجر بن عدي وابن عمر ولم يسمع منهم شيئاً
وتكلموا في سماعه من ذي الجوشن و علقمة وعطاء بن أبي رباح وخالد بن عرفطة
فمن كان هذا شأنه لا يستبعد أن يرسل عن أي أحد فلا تقبل روايته عن شيخ حتى يثبت أصل سماعه منه، وعليه يكون شك البخاري في سماعه من سعيد وجيهاً
الإنتقاد الثامن والتسعون
قال الدارامي 1612 - أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة قال:" شهدت معاوية يسأل زيد بن أرقم أشهدت مع النبي صلى الله عليه و سلم عيدين اجتمعا في يوم قال نعم قال فكيف صنع قال صلى العيد ثم رخص في الجمعة فقال من شاء أن يصلي فليصل "
قال الداراني: " إسناده جيد "
قلت: بل إسناده ضعيف فإياس بن أبي رملة انفرد عنه عثمان بن المغيرة بالرواية ولم يوثقه معتبر
الإنتقاد التاسع والتسعون
قال الدارمي 1636 - أخبرنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن زكريا عن الحجاج بن دينار عن الحكم بن عتيبة عن حجية بن عدي عن علي:" ان العباس سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص في ذلك قال أبو محمد آخذ به ولا أرى في تعجيل الزكاة بأسا "
قال الداراني:" إسناده جيد "
قلت بل إسناده معلول بالإرسال ولا يصح التشبث بقاعدة قبول زيادة الثقة فالحجاج بن دينار الواسطي متكلمٌ فيه وغاية أمره أن يكون حسن الحديث وقد خالفه منصور بن زاذان الثقة فرواه عن الحكم عن الحسن بن يناق مرسلاً
ولهذا رجح أبو داود والدارقطني والبيهقي الإرسال كما ذكر ذلك الشيخ الألباني في الإرواء حديث رقم 857 ووافقهم الشيخ الألباني غير أنه أورد شواهد للخبر حسنه بها
غير أني لم أجد في هذه الشواهد ذكراً للإستئذان الذي انفردت هذه الرواية
هذا والله أعلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:00 م]ـ
الإنتقاد المائة والأول بعد المائة
قال الدارمي 2709 - أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن سلمة بن أبي الطفيل عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والآخرة عليك "
قال الداراني:" إسناده جيد "
قلت: بل إسناده ضعيف فسلمة لم يرو عنه إلا اثنان وهذا إن أزال عنه جهالة العين فليس مزيلاً عنه جهالة الحال
والغريب من الأستاذ الداراني أنه تناقض فلم يرفع الجهالة عن أحد الرواة الذين روى عنه أكثر من اثنين
قال الدارمي 2329 - أخبرنا يحيى بن حماد ثنا أبان بن يزيد عن قتادة قال كتب إلي خالد بن عرفطة عن حبيب بن سالم:" ان غلاما كان ينبز قرقورا فوقع على جارية امرأته فرفع ذلك إلى النعمان بن بشير قال لأقضين فيه بقضاء شاف ان كانت أحلتها له جلدته مائة وان كانت لم تحل له رجمته فقيل لها زوجك فقالت اني قد أحللتها له فضربه مائة قال يحيى هو مرفوع "
قال الداراني:" إسناده ضعيف موقوفاً " وأعله بجهالة خالد بن عرفطة
قلت: وهذا غريبٌ جداً من الأستاذ الداراني فقد تقدم تصحيحه لمرويات الكثير من المجاهيل ممن لم يرو عنه إلا واحد
وخالد هنا روى عنه ثلاثة _ وهم قتادة أبو بشر وواصل مولى أبي عيينة _ كما ذكر ذلك الحافظ في التهذيب وذكره ابن حبان في الثقات، فمثله ينبغي أن يكون صدوقاً على قاعدة الأستاذ الداراني وإلا كان متناقضاً
¥