وجاء تعريف الرويبضة مرفوعا من حديث أنس إلا أنه معل وهذا تفصيله:
ب- ورد هذا الحديث عن أنس وله عنه طرق:
1 - قال الطبراني في "الأوسط" (3258) حدثنا بكر قال نا عبد الله بن يوسف قال نا أبن لهيعة قال نا عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن عبد الله بن ابي طلحة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين يدي الساعة سنون خداعة يتهم فيها الأمين ويؤتمن المتهم وينطلق فيها الرويبضة قالوا وما الرويبضة قال السفية ينطق في أمر العامة
قلت: وهو سند ضعيف منكر , بكر هو الدمياطي , ضعيف
وابن لهيعة ضعيف
وعبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة ثقة من صعار التابعين
وعبد الله بن ابي طلحة تابعي كبير ثقة
2 - وروي عن عبد الله بن دينار عن أنس:
وقد اختلف علي عبد الله بن دينار فيه: فرواه عبد الرزاق (20803) عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن عبد الله بن دينار- هو القرشي العدوي المدني - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"بين يدي الساعة سنين خوادع يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وتنطق الرويبضة في أمر العامة قال قيل وما الرويبضة يا رسول الله قال سفلة الناس ".
قلت: وهو مرسل صحيح وهو أصح من الموصول الآتي.
أما الخلاف فيه: فكذا قال سعيد بن عبد الرحمن الجحشي , عن عبد الله بن دينار - وثقه النسائي وفي التقريب صدوق- وخالفه ابن إسحاق فوصله بذكر أنس
وهو التالي:
2 - أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 105) , والطحاوى في "مشكل الآثار " (1/ 405) عقب حديث عوف وأحال على لفظه فقال: وبه- يعني من طريق أبي كريب ثنا يونس بن بكير - عن ابن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن أنس مثله غير أنه قال: قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال:" الفويسق يتكلم في أمر العامة".
وخرجه الإمام أحمد (3/ 220) والطحاوي في " مشكل الآثار " (1/ 405) , والطبراني في " الأوسط " (3270) , وأبو يعلى (3715) , و ابن أخي ميمي الدقاق في الفوائد (1/ 129) كلهم عن عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ويتكلم فيها الرويبضة قيل:وما الرويبضة؟ قال:الفويسق يتكلم في أمر العامة".
قلت: وهذا السند على ما فيه من علة ظاهرة وهي المخالفة فقد استنكره أطباء العلل:
1 - ذكره ابن أبي حاتم في ((العلل)) (2/ 423/2792) وقال أبوه: لا أعلم أحدا روى عن عبدالله بن دينار هذا الحديث عن محمد بن اسحاق , ووجدت في رواية بعض البصريين عن عبدالله عن المثنى الانصاري عن عبدالله بن دينار عن أبي الازهر عن انس عن النبي بنحوه قال أبي:"ولا ادري من أبو الازهر هذا!! قلت: من الذي رواه عن عبدالله بن المثنى؟ فقال:حجاج الفسطاطي. قال أبي:لو كان حديث ابن اسحاق صحيحا لكان قد رواه الثقات عنه".
قلت: وهذ استنكار منه للسند , وقد قيل إن عبدالله بن دينار ليس هو الثقة المعروف بل هو شامي لا يعرف , ففي تاريخ دمشق (28/ 41) ساق ابن عساكر بسنده عن سعيد بن عمرو البردعي - وهذا في سؤالات البرذعي (1/ 329 وص331) قال:قلت يعني لأبي زرعة الرازي: عبد الله بن دينار الشامي؟ قال:شيخ ربما أنكر! قلت: يقال: إن عبد الله بن دينار الذي يروي عن أنس حديث الرويبضة هو هذا؟ قال: لا , ابن إسحاق ما له , وهذا!!
قال أبو عثمان البردعي: وقد كان رجل من أصحابنا ذاكرني بهذا الحديث عن شيخ ليس عنده بمأمون عن أبي قتيبة عن عبد الله بن المثنى عن عبد الله بن دينار عن أبي الأزهر عن أنس فذكرت لأبي زرعة هذا أنه صاحب أنس ولم أجسر أن أذكر له أنه من رواية هذا الرجل لأنه لم يكن يرضاه فقلت له هو هذا الشامي فأجابني بهذا".
قلت: معنى هذا أن هذا الرجل غير الثقة قد نسب عبد الله بن دينار شاميا , وهو غلط منه بل هو الثقة القرشي المعروف لذا استنكر هذا السند؛ لأن ابن إسحاق لا يعرف له رواية عنه , فنحن أمام سند غريب , ويقرب من الغلط أكثر من الصحة , ولو مشينا على الظاهر , فابن إسحاق مدلس , واختلف عليه فيه أيضا
لكن العلة الصحيحة جاءت من غرابة السند ذاته.
¥