تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ظهر الرجل المبهم هذا في كلام أبي حاتم , وهوحجاج الفسطاطي , وهو حجاج بن نصير الفساطيطي القيسي, وهو ضعيف , وكان يتلقن.

وكذا استنكره ابن معين:

فذكر ابن عدي في الكامل (6/ 105) بسنده عن عباس الدوري , وهو في تاريخه (565) سمعت يحيى يقول:محمد بن عمرو أحب إلي من محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وابن أبي بكر قالا: ثنا عباس سمعت يحيى بن معين يقول: لم نسمع من عبد الله بن دينار عن أنس إلا الحديث الذي يحدث به محمد بن إسحاق , يعني حديث الرويبضة.

وهذا يدل على الغلط حيث لو كان له أسانيد عنه لاشتهر عند أهل العلم

قال الحافظ في "الفتح" (13/ 84):" ... أخرجه احمد وأبو يعلى والبزار وسنده جيد.

قلت: وهذا بالنسبة لظاهر السند لكن يعارضه ما سبق نقله عن الأئمة.

ولمحمد بن إسحاق في هذا المتن عدة أسانيد:

يمكن إجمالها في:

1 - فقيل عنه عن محمد بن المنكدر، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمام الدجال سنين خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة.

أخرجه أحمد (3/ 220) قال: حدثنا أبو جعفر المدائني، وهو محمد بن جعفر، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن المنكدر، فذكره

2 - وقيل عنه عن عن عبد الله بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجه أحمد 3/ 220) كما سبق.

3 - وقيل عنه عن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي

وهو التالي: وفيه التعريف مختلف: حيث قال: قال من لا يؤبه له.

وفي لفظ آخر: الامرؤ التافه يتكلم في أمر العامة.

وهذا تعبير لا يخرج من مشكاة النبوة.

وفي كل متن تعريف للرويبضة مختلف مما يدل على ضعف الحديث , ولعل البعض يحمله على سعة رواية ابن إسحاق , وهذا أمر معتبر , لكن اضطراب التعريف , وعدم تصريحه بالسماع يحول دون تصحيح المتن خاصة ما انفرد به من التعريف.

ث- حديث عوف بن مالك الأشجعي وهو ضعيف عنه , وله عنه طريقان:

1 - أخرجه الطحاوى في "مشكل الآثار " (1/ 404) , والبزار (2740) , و الطبراني في الطبراني في "معجمه الكبير" (18/ 68 / 125) , وفي مسند الشاميين (48) و الروياني (588) عن أبي كريب ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أمام الدجال سنين خوادع يكثر فيها المطر ويقل فيها النبت ويصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة يا رسول الله قال من لا يؤبه له".

هكذا معنعنا , لكن قال الخطيب في" الاحتجاج بالشافعي" (ص27): قال أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ثنا أبو العباس محمد ابن أحمد الأثرم ثنا حميد بن الربيع ثنا يونس بن بكير أخبرني محمد بن إسحاق حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك

قلت: حميد بن الربيع ضعيف لا يعتد بروايته , فتظل العلة في تدليس ابن إسحاق

وكذا المخالفة فقد خولف فيه يونس كما سبق , وهو سيء الحفظ.

والسند فيه علة أخرى وهي أبو عبلة الشامي شمر بن يقظان يروى عن عوف بن مالك روى عنه ابنه إبراهيم بن أبى عبلة ذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 367)

وعند البزار (2740) زاد: قال محمد بن إسحاق , وحدثني عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي بنحوه.

ونقل الحافظ في المطالب العالية (18/ 426/2) قال: " رواه البزار حدثنا أبو كريب به وقال في إسناده عن ابن إسحاق حدثني إبراهيم وقال في آخره وما الرويبضة قال المرء التافه يتكلم في أمر العامة

قلت: الذي في المطبوع من البزار بصيغة عن , وليس بالتحديث , فلعله وهم من الحافظ.

إنما صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار فقط.

قلت: وفي التصريح بالسماع نظر فإنه من طريق يونس بن بكير , وقد رواه غيره معنعنا

وذكره عبد الحق في "الأحكام الكبرى " (4/ 542) عن البزار بسنده السالف ونقل عن البزارقال:"وحديث عوف بن مالك لا نعرفه يروى إلا بهذا الإسناد وعبد الله بن دينار لم يرو عن أنس إلا هذا الحديث ولا رواه عنه إلا محمد بن إسحاق ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير