تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مفهوم قول الإمام شعبة]

ـ[رمضان عوف]ــــــــ[11 - 06 - 08, 12:52 م]ـ

في سنن أبي داود (197) حدثنا عثمان بن أبى شيبة عن زيد بن الحباب عن مطيع بن راشد عن توبة العنبرى أنه سمع أنس بن مالك يقول إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شرب لبنا فلم يمضمض ولم يتوضأ وصلى.

قال زيد دلنى شعبة على هذا الشيخ.

هل يفهم من قول الإمام شعبة هذا أنه توثيق للراوي ثم ماهو درجة هذا الحديث

ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[11 - 06 - 08, 04:40 م]ـ

قال العظيم آبادي في عون المعبود 1/ 229 في شرح الحديث:

"فيه دليل على أن المضمضة من اللبن وغيره من الأشياء التي فيها الدسومة ليس فيها أمرا ضروريا بل على سبيل الاختيار

قال الحافظ وأغرب بن شاهين فجعل حديث أنس ناسخا لحديث بن عباس ولم يذكر من قال فيه بالوجوب حتى يحتاج إلى دعوى النسخ

انتهى (قال زيد) بن الحباب الراوي عن مطيع (دلني شعبة) بن حجاج أحد الناقدين للرجال

والدليل ما يستدل به والدليل الدال يقال قد دله على الطريق يدله دلالة (على هذا الشيخ) أي مطيع بن راشد فدلالة شعبة لزيد على مطيع بن راشد لأخذ الحديث منه تدل على أن شعبة كان حسن الرأي في مطيع بن راشد وإلا لم يدل شعبة على من كان مستور الحال وضعيفا عنده

قال السيوطي قال الشيخ ولي الدين ومطيع بصري

قال الذهبي إنه لا يعرف لكن قال زيد بن الحباب إن شعبة دله عليه وشعبة لا يروي إلا عن ثقة فلا يدل إلا على ثقة وهذا هو المقتضى لسكوت أبي داود عليه

انتهى

قلت وكذا سكت عنه المنذري

وقال الحافظ في الفتح إسناده حسن والله أعلم " أهـ

ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[11 - 06 - 08, 04:48 م]ـ

وفي تهذيب التهذيب 4/ 95 قال الحافظ ابن حجر عن مطيع هذا:

"وقال أبو داود: أثنى عليه شعبة".

ـ[رمضان عوف]ــــــــ[11 - 06 - 08, 04:52 م]ـ

هل من مستزيد بارك الله فيكم

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 06 - 08, 06:50 م]ـ

بارك الله فيكم ونفع بكم.

لا يخفاكم أنه قد كان من عادة الرواة الحرص على معرفة الغرائب، وتذاكرها، ومن ذلك: دلالة بعضهم بعضًا عليها، ويطلقون عليه: (الإفادة).

ومما يوضح ذلك:

قول ابن محرز -في معرفة الرجال (2/ 243) -: حدثنا محمد بن المنهال الضرير البصري، عن يزيد بن زريع، قال: أفادني علي بن عاصم أحاديث عن خالد الحذاء؛ فأتيتُهُ من فوري، فسألتُه عنها، فقال: (ما أعرفها)،

قال -يعني: ابن زريع-: وأفادني عن هشام بن حسان أحاديث؛ فأتيته بها، فقال لي: (من أين لك هذه؟!) قلت: أفادنيها رجلٌ من أهل واسط عنك، قال: (ما سمعت منها شيئًا قط).

فهذا نموذج من إفادة الرواة بعضهم بعضًا بالغرائب والأحاديث عن الشيوخ.

ولذلك؛ فقد يكون بعض الرواة معروفًا بحديثٍ يرويه، يأخذه الرواة عنه، ثم يُشهرون أنه يرويه، فتأتي الرواة تسأله عنه، قال ابن الجنيد -في سؤالاته لابن معين (ص327، 328) -: سألت يحيى بن معين عن الهذيل بن الحكم، فقال: «قد رأيته بالبصرة، وكتبت عنه، ولم يكن به بأس»، قلت: ما روى [يعني: ما تقول في الحديث الذي روى] عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (موت الغريب شهادة)؟ قال يحيى: «هذا حديثه الذي كان يُسأل عنه، ليس هذا الحديث بشيء، هذا حديث منكر».

وربما يكون ما في مسألتنا من ذلك، فشعبة رأى هذا الشيخ يروي هذا الحديث لا يرويه غيره، فدلَّ زيدَ بن الحباب عليه، مفيدًا إياه بحديثٍ غريبٍ وجده عند ذلك الشيخ، فذهب وسأله عنه، ثم تحمله عنه ورواه.

ومما قد يؤيد ذلك: أن شعبة لم يروِ عن هذا الشيخ حديثَهُ؛ مع أنه دلَّ زيدًا عليه، ولا يدلُّه عليه إلا مع علمه بما عنده، فربما تجنب شعبة رواية حديثه هذا بعدًا عن رواية الغرائب، وكراهية لها.

كما أن شعبة نفسُهُ يروي عن توبة العنبري شيخِ مطيع بن راشدٍ هذا، لكنه لم يسمع هذا الحديث منه، فاستغربه لما سمعه من مطيع، ودلَّ زيدًا عليه لغرابته.

وكذلك؛ فالذهبيُّ لم يعتمد كلمة زيد بن الحباب المذكورة في توثيق مطيع بن راشد ولا تقوية أمره، قال -في ميزان الاعتدال (4/ 130) -: (مطيع بن راشد، لا يُعرف، عن توبة العنبري، قال زيد بن الحباب: دلني عليه شعبة).

ويشكل على هذا ما ذكره الحافظ -في التهذيب- قال: (وقال أبو داود: أثنى عليه شعبة).

ولعل أصل هذا: ما ذكره مغلطاي -في إكمال تهذيب الكمال (11/ 241) قال: (قال أبو داود: أثنى عليه شعبة).

وأخشى أن هذا استنباط استنبطه مغلطاي من نقلِ أبي داود حكايةَ زيد بن الحباب مع شعبة عقب إخراجِهِ حديثَ مطيع، أو رواية له بالمعنى، فإن صح ذلك؛ فربما خولف مغلطاي فيه.

هذا،

وقد شكك ابن حبان في صحة الحديث، ولم يعتمده كليًّا، قال -في كتاب أتباع التابعين من الثقات (6/ 120) -: (توبة بن كيسان العنبري أبو المورع، يروي عن الشعبي ونافع وعكرمة بن خالد، روى عنه الثوري وشعبة، وقد روى زيد بن الحباب عن مطيع بن راشد قال: حدثنا توبة العنبري، قال: ثنا أنس بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب لبنًا فلم يتمضمض ولم يتوضأ وصلى. فإن صح هذا؛ فهو من التابعين، وقد ذكرناه في التابعين).

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير