ـ[رمضان عوف]ــــــــ[11 - 06 - 08, 06:58 م]ـ
بارك الله فيك كم تمنيت أن ترد وسبحان الله العظيم
وأزيد وليس تعقيب (ابتسامة)
خرجه من طريق أبي داود: الضياء في المختارة (4/ 409/1582). والبيهقي (1/ 160).
وأخرجه من طريق زيد بن الحباب: البزار (14/ 17/7409). وابن شاهين في الناسخ (92). وعلَّقه عن زيد: ابن حبان في الثقات (6/ 120).
قال البزار بعد أن أخرج حديثين بهذا الإسناد - هذا أحدهما -: " ولا نعلم أسند توبة العنبري عن أنس إلا هذين الحديثين، ولا رواهما عنه إلا مطيع بن راشد ".
ذكر ابن حبان هذا الحديث في ترجمة توبة بن كيسان العنبري (6/ 120)، بعد أن سبق له أن ترجم لتوبة في ثقات التابعين (4/ 88)، ثم قال ابن حبان عن توبة: " فإن صح هذا فهو من التابعين، وقد ذكرناه في التابعين ".
يعني: إن صح هذا الحديث والذي فيه إثبات السماع لتوبة العنبري من أنس بن مالك، إن صح فتوبة من التابعين، وذلك أنه لا يعرف لتوبة رواية عن صحابي سوى أنس، ولا يعرف له سماع منه سوى من هذا الطريق، فإن صح هذا الحديث وإلا فليس هو من التابعين، كذا علقه ابن حبان ولم يجزم بصحته ولا أخرج حديثه في صحيحه.
ذلك لأن مطيع بن راشد: قليل الرواية جداً، ومع قلة روايته جاء فيها بما يخالف حديث ابن عباس الصحيح المتفق على صحته من: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب لبناً ثم دعا بماء فمضمض، ثم قال: «إن له دسماً».
ومطيع بن راشد مع قلة روايته، ومخالفته لرواية الثقات، لم يرو عنه سوى زيد بن الحباب، وهذه الثلاثة كافية للقدح في الرجل؛ لكونه غير معروف بالطلب لقلة مشايخه، ولا بحمل هذا العلم لقلة روايته، ثم هو بعدُ لا يوافق الثقات في روايتهم حتى يوصف بالضبط، فحري بمثله أن يضعَّف؛ فضلاً عن أن يقول فيه الذهبي: " لا يعرف " [الميزان (4/ 130)].
وأما الذين ذهبوا إلى تقوية أمره فليس لهم حجة سوى قول زيد بن الحباب: " دلني شعبة على هذا الشيخ "، وقالوا بأن شعبة كان حسن الرأي فيه، وشعبة كما أنه لا يروى إلا عن ثقة، فلا يدلُّ إلا على ثقة.
وهذه عندي حجة واهية! فلماذا لم يسألوا أنفسهم: لماذا لم يرو عنه شعبة مع حسن رأيه فيه؟!
إن إمساك شعبة عن الرواية عنه لدليل كافٍ على سوء رأيه فيه، وإلا لروى عنه هذا الحديث أو غيره.
ثم إن دلالة شعبة لزيد على هذا الشيخ لها دلالة أخرى، وهي أن زيد بن الحباب معروف باهتمامه بطلب الحديث وسعة رحلته في الطلب، فلا ينبغي لمثله أن يفوته شيخ لم يسمع منه، وهذا ظاهر.
ثم إن قول الحافظ ابن حجر في التهذيب (8/ 214): " وقال أبو داود: أثنى عليه شعبة "؛ فهو على عادته من نقل زيادات مغلطاي في إكماله لتهذيب المزي (11/ 241)، فلا يبعد أن يكون هذا القول مجرد اجتهاد من مغلطاي ليس له معتمد من النقل سوى محاولة إظهار قصور المزي فحسب.
وبناء على ما تقدم فإن مطيع بن راشد: مجهول بنقل الحديث، ينبغي أن يضعف لمخالفته لرواية الثقات؛ وحديثه ضعيف.
وبهذا يُعلم أن توبة العنبري ليس من التابعين لعدم ثبوت روايته عن أنس.
والحديث حسن إسناده الحافظ في الفتح (1/ 313)، وتبعه عليه الألباني في تخريج السنن (1/ 355)!!! والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 06 - 08, 07:19 م]ـ
ما شاء الله، نفع الله بكم.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة (4/ 331) رقم (3687) - عن زيد بن الحباب،
قال البوصيري عقبه: (هكذا رواه أبو داود في سننه، ورواه أحمد بن منيع: ثنا إسماعيل، أبنا أيوب، عن محمد، عن أنس، أنه كان يمضمض من اللبن ثلاثًا. موقوف).
وقال ابن حزم -في المحلى (7/ 436) -: (وصح أنه -عليه السلام- شرب لبنًا ولم يتمضمض).
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[16 - 06 - 08, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرى أن هناك مبالغة في الرد على من حسن الحديث خصوصاً وأن المسألة دائرة على:
وربما يكون ما في مسألتنا من ذلك،
ولعل أصل هذا
وأخشى أن هذا استنباط
وهناك وجهة قوية لمن حسن الحديث، يمكن تلخيصها بما يلي:
أولاً: ظاهر نقل أبي داود لكلام زيد بن الحباب مع سكوته على الحديث (مع أنه قد روى حديث ابن عباس الآخر) في جانب التعديل لا التجريح بنقل الغرائب وغيره.
¥