تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلا أن بعض الأئمة اختار الفصل بين الاصطلاحين والتمييز بينهما، وهو الإمام العسكري أبو أحمد الحسن بن عبد الله المتوفى سنة 382هـ، فقد كتب عدة كتب في التصحيف والتحريف، منها: "شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف" و "تصحيفات المحدثين"، وكان تفريقه مبنيا على أن التصحيف هو ما كانت فيه المخالفة مع تشابه صورة الخط، فإذا أدت المخالفة إلى تغيير الخط فهو التحريف، وذلك في كتابه "شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف" (1/ 77) حيث ذكر مثالا أخطأ فيه الراوي في قول الشاعر (إذا ما سرى في القوم) فقرأها (سرى بالقوم) فعقب عليه العسكري بقوله: "هذا من التحريف لا من التصحيف " انتهى.

كما أنه في مقدمة "تصحيفات المحدثين" (1/ 4) قال: " هذا كتاب شرحت فيه من الألفاظ المشكلة التي تتشابه في صورة الخط فيقع فيها التصحيف " انتهى.

وظاهر من هذا التفريق أنه يضيق فيه معنى لفظ التصحيف الذي يستعمله المحدثون، فهم يطلقونه على كل تغيير، والعسكري يقصره على التغيير الذي تبقى فيه صورة الخط واحدة.

والذي يبدو أن هذا الفصل بقي محصورا في استعمال الإمام العسكري فقط، دون أن يتعدى إلى غيره من أهل العلم، حتى كان عصر الحافظ ابن حجر في المتأخرين، فحاول ضبط التفريق بين الاصطلاحين، قصدا منه لتسهيل العلم وتحديده، فاختار أن يفرق بينهما بقوله:

" إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق، فإن كان ذلك بالنسبة إلى النقط فالمصحف، وإن كان بالنسبة إلى الشكل فالمحرف " انتهى. "نزهة النظر" (47)

ولم يكن الحافظ ابن حجر متابعا العسكري في هذا التفريق، يظهر ذلك جليا في تغيير (عُبَاد) مثلا إلى (عَبَّاد)، فهذا التغيير يسميه الحافظ ابن حجر تحريفا، لأن الذي تغير فيه هو الشكل فقط، أما العسكري فإنه يسميه تصحيفا لبقاء صورة الخط.

وتابع الحافظ على اصطلاحه كثير مما جاء بعده، كالسيوطي.

انظر: "تدريب الراوي" (2/ 195، 386)، والمناوي في شرح النخبة (2/ 431)، والقاري في شرحها أيضاً.

قال: " وابن الصلاح وغيره سمي القسمين محرفاً ولا مشاحة في الاصطلاح، والفرق أدق عند أرباب الفلاح ".

ولم يستعمل الحافظ ابن حجر هذا التفريق في كتاب آخر من كتبه، بل رادف بينهما في كثير من المواضع، فمن ذلك:

ما جاء في "الإصابة" (1/ 219) في ترجمة جاهمة السلمي قال:

" وقال ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن إسحاق بهذا الإسناد، لكن حرف اسم الصحابي ونسبته، قال: عن جهم الأسلمي " انتهى.

وفي موضع آخر من "الإصابة" (1/ 270) قال:

" صحف ابن لهيعة اسمه ونسبته، وإنما هو جاهمة السلمي " انتهى.

والله أعلم.

للامانه فأنا ناقل للفائدة عندما بحثت عن معنى التصحيف فستفد واردت ان افيد

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[13 - 06 - 08, 12:53 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[13 - 06 - 08, 02:08 م]ـ

جزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير