تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما عن تلاميذه فالظاهر أنَّ كثيرين قد أخذوا العلم عن ابن سفيان، على اعتبار أنَّه أشهر راوية للصحيح، لكن المصادر لم تذكر لنا منهم سوى القليل، فذكر الذهبي في ترجمته في كتابه تاريخ الإسلام أربعة منهم، ثم قال: وآخرون، وهم:

1 ـ أحمد بن هارون البرديجي ().

2 ـ عبد الحميد بن عبد العزيز القاضي، أبو حازم السكوني ().

3 ـ أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الهاشمي ().

4 ـ محمد بن عيسى بن عمرويه الجُلودي ().

وقد وقفتُ على خمسة آخرين أخذوا عنه، وهم:

1 ـ إسماعيل بن نجيد السلمي ().

2 ـ أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه ().

3، 4 ـ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى الكسائي وأبوه ().

5 ـ محمد بن أحمد بن شعيب ().

أما فيما يتعلَّق بعلومه ومعارفه، فسيأتي الكلام عليها في مبحثي: زياداته وتعليقاته على صحيح مسلم.

وفاته:

عاش الإمام ابن سفيان بعد شيخه مسلم أكثر من نصف قرن، حتى وافته المنيَّةُ ببلدته نيسابور في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة كما حكاه الحاكم، وعنه نقل كلُّ مَن ترجم له، ودُفن بها كما تقدَّم، رحمه الله رحمة واسعة.

المبحث الثاني

روايته لصحيح مسلم

تبوَّأ الإمام مسلم مكانة علمية مرموقةً في علم الحديث، وترسَّخت هذه المكانة بعد تأليفه كتابه الصحيح، فحرص أهلُ العلم على التتلمذ عليه والسماع منه، ولذلك كثر الآخذون عنه، وقد ذكر المزي ()، والذهبي ()، في ترجمته خمساً وثلاثين من تلاميذه، وزاد عليهما الباحث مشهور حسن سلمان خمسة عشر آخرين ()، وهو أوفى مَن ذكر تلاميذه ـ فيما رأيتُ ـ، وإن كان هذا العدد لا يُمثِّل حقيقة مَن سمع من الإمام مسلم، فهم أكثر من هذا بكثير.

أمَّا فيما يتعلَّق برواة صحيحه الذين سمعوه منه، ونقلوه للناس، فهم أقلُّ من

ذلك، بدليل أنَّ الضياء المقدسي المتوفى سنة (643هـ) حينما ألَّف جزءاً في الرواة عن مسلم () الذي وقعوا له، لم يزد على عشرة، وربَّما لأنَّه التزم أن يورد في ترجمة كلِّ راوٍ حديثاً بالإسناد المتصل منه إلى هذا الراوي عن مسلم، وهؤلاء هم على ترتيبهم في كتابه:

1 ـ أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري المعروف بابن الشرقي (ت325هـ).

2 ـ أحمد بن علي بن الحسن النيسابوري، ابن حسنويه المقرئ المعمِّر (ت350هـ).

3 ـ أحمد بن حمدون الأعمشي النيسابوري (ت321هـ).

4 ـ إبراهيم بن محمد بن سفيان ـ موضوع البحث ـ.

5 ـ عبد الله بن محمد بن ياسين الدوري (ت302هـ).

6 ـ محمد بن عبد الرحمن السرخسي الدغولي (ت325هـ)، وهو شيخ ابن حبان، وقد روى في صحيحه حديثاً واحداً لمسلم من طريقه ().

7 ـ محمد بن عيسى الترمذي، صاحب الجامع (ت279هـ).

8 ـ محمد بن مخلد بن حفص الدوري (ت331هـ).

9 ـ مكي بن عبدان بن محمد النيسابوري (ت325هـ).

10 ـ يعقوب بن أبي إسحاق، أبو عوانة الاسفراييني (ت316هـ).

يُضاف إليهم القلانسي راوي رواية المغاربة عن مسلم، وسيأتي الكلام عليها قريباً.

لكن هذا الكتاب مع شهرته التامة صارت روايته بالإسناد المتصل بمسلم مقصورة على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، غير أنَّه يروى في بلاد المغرب مع ذلك عن أبي محمد أحمد بن علي القلانسي عن مسلم، كما قال ابن الصلاح ().

وفي هذا يقول النووي: ((صحيح مسلم رحمه الله في نهاية من الشهرة، وهو متواتر عنه من حيث الجملة، فالعلم القطعي حاصلٌ بأنَّه من تصنيف أبي الحسين مسلم بن الحجَّاج، وأما من حيث الروايةُ المتصلةُ بالإسناد المتصل بمسلم؛ فقد انحصرت طريقه عنه في هذه البلدان والأزمان في رواية أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن مسلم، ويروى في بلاد المغرب مع ذلك عن أبي محمد أحمد بن علي القلانسي، عن مسلم ().

ويُفهم من كلامهما انحصار رواية الصحيح بالإسناد المتصل منذ القرن السابع الهجري في روايتين:

الأولى: رواية المشارقة:

وهي رواية ابن سفيان، سُميت بذلك؛ لأنَّ رواتَها مشرقيُّون، وهذه شجرة إسنادها كما جاءت عند النووي الذي ترجم لكلِّ رواتها ():

مسلم بن الحجاج النيسابوري

?

إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري

?

محمد بن عيسى الجُلودي النيسابوري

?

عبد الغافر الفارسي النيسابوري

?

محمد بن الفضل الفراوي النيسابوري

?

منصور بن عبد المنعم الفراوي النيسابوري

?

إبراهيم بن أبي حفص الواسطي (سكن نيسابور مدة طويلة)

?

الإمام النووي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير