القعدة سنة أربع وثلاثمائة.
قلت: توفي بعد النسائي بسنة والنسائي ممن روى عن هشام بن عمار , فبذلك يزول إحتمال الإنقطاع , ولكن لا أدري أسمع حديث هشام قبل أن يتغير حديثه أم لا!؟
3 - هشام بن عمار:
قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(خ د ت س ق): هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمى، و يقال: الظفرى، أبو الوليد الدمشقى، خطيب المسجد الجامع بها. اهـ.
و قال المزى:
ذكره محمد بن سعد فى الطبقة السابعة من أهل الشام.
و قال معاوية بن صالح و إبراهيم بن الجنيد، عن يحيى بن معين: ثقة.
و قال أبو حاتم، عن يحيى بن معين: كيس كيس.
و قال العجلى: ثقة.
و قال فى موضع آخر: صدوق.
و قال أحمد بن خالد الخلال، عن يحيى بن معين: حدثنا هشام بن عمار و ليس بالكذوب، فذكر عنه حديثا.
و قال هاشم بن مرثد الطبرانى: سمعت يحيى بن معين يقول: هشام بن عمار أحب إلى من ابن أبى مالك.
و قال النسائى: لا بأس به.
و قال الدارقطنى: صدوق، كبير المحل.
و قال عبدان بن أحمد الجواليقى، عن هشام بن عمار: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة.
و قال فى موضع آخر: ما كان فى الدنيا مثله.
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: هشام ابن عمار لما كبر تغير فكل ما دفع إليه قرأه، و كلما لقن تلقن، و كان قديما أصح، كان يقرأ من كتابه. و سئل أبى عنه، فقال: صدوق و قال أبو عبيد الآجرى، عن أبى داود: سمعت يحيى بن معين يقول: هشام بن عمار كيس. قال أبو داود: و أبو أيوب ـ يعنى سليمان ابن بنت شرحبيل ـ خير منه ـ يعنى من هشام ـ، حدث هشام بأرجح من أربع مئة حديث ليس لها أصل مسنده كلها،
كان فضلك يدور على أحاديث أبى مسهر و غيره، يلقنها هشام بن عمار. قال هشام بن عمار: حدثنى، قد روى فلا أبالى من حمل الخطأ.
و قال فى موضع آخر: كان فضلك يدور بدمشق على أحاديث أبى مسهر، و أحاديث الشيوخ يلقنها هشام بن عمار، فيحدثه بها، و كنت أخشى أن يفتق فى الإسلام فتقا
و قال أبو أحمد بن عدى: سمعت قسطنطسن بن عبد الله الرومى مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين يقول: حضرت مجلس هشام بن عمار، فقال له المستملى: من ذكرت؟ فقال: حدثنا بعض مشايخنا، ثم نعس، ثم قال له: من ذكرت؟ فنعس، فقال
المستملى: لا تنفعوا به، فجمعوا له شيئا فأعطوه فكان بعد ذلك يملى عليهم حتى يملوا.
و قال أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهانى: سمعت محمد بن مسلم بن وارة الرازى يقول: عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام بن عمار لأنه كان يبيع الحديث.
و قال صالح بن محمد الأسدى: كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث، و لا يحدث ما لم يأخذ، فدخلت عليه يوما، فقال: يا أبا على حدثنى بحديث لعلى بن الجعد،
فقلت: حدثنا ابن الجعد، قال: حدثنا أبو جعفر الرازى، عن الربيع بن أنس، عن أبى العالية، قال: علم مجانا كما علمت مجانا، قال: تعرضت بى يا أبا على؟ فقلت: ما تعرضت بك، بل قصدتك.
و قال فى موضع آخر: كنت شارطت هشام بن عمار أن أقرأ عليه كل ليلة بانتخابى ورقة، فكنت آخد الكاغد الفرعونى، و أكتب مقرمطا، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلى العتمة، فإذا صلى العتمة يقعد و أقرأ عليه، فيقول: يا صالح ليس هذه ورقة هذه شقة.
و قال أبو بكر الإسماعيلى، عن عبد الله بن محمد بن سيار: كان هشام بن عمار يلقن، و كان يلقن كل شىء، ما كان من حديثه و كان يقول: أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا، و قال الله (تعالى): * (فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه) *، و كان يأخذ على كل ورقتين درهما و يشارط و يقول: إن
كان الخط دقيقا فليس بينى و بين الدقيق عمل. و كان يقول: و ذاك أنى قلت له:
إن كنت تحفظ فحدث، و إن كنت لا تحفظ فلا تلقن ما يلقن، فاختلط من ذاك،
و قال: أنا أعرف هذه الأحاديث. ثم قال لى بعد ساعة: إن كنت تشتهى أن تعلم فأدخل إسنادا فى شىء، فتفقدت الأسانيد التى فيها قليل اضطراب، فجعلت أسأله عنه فكان يمر فيها يعرفها.
و قال أبو بكر المروذى: ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار، فقال: طياش خفيف.
¥