تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ملاحظة: رواية أبي هريرة من أطرق طرق هذا الحديث تعقيدا وفيها بعض الإشكالات، وهناك بعض المواضع بحاجة إلى مزيد تحرير.

[رَابِعًا: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -]

وجاء عنه من رواية: أَبِي سَلَمَةَ، وأبي صالح، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب

أَوَّلًا: رِوَايَةُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:

- مِنْ طَرِيقِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ قُرَّةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، بِهِ:

ورواه عن الأوزاعي هكذا:

1 - إسماعيل بن سماعة، كما عند: الترمذي في جامعه (2317) - ومن طريقه مقرونا رواه الكَلَابَاذِيُّ في «بحر الفوائد» ص141 - وابن طاهر في «صفة التصوف» (740).

2 - محمد بن شعيب، كما عند: ابن ماجه في سننه (3976) و ابن حبان في صحيحه (229) وأبي الشيخ في «الأمثال» (ص91 - 92) برقم (54) وابن عدي في الكامل (6/ 54) والحكيم في نوادره (ق160/أ) والرافعي في «التدوين» (3/ 152). وابن عساكر في تاريخه (41/ 426) عن زاهر بن طاهر عن البيهقي عن الحاكم، ولم أجده في شيء من مصنفات البيهقي ولا الحاكم.

3 - الوليد بن مزيد، كما عند: ابن نصر في فوائده (ص110) برقم (126) والقضاعي في «مسند الشهاب» (192) والبيهقي في «الشعب» (4987) و «المدخل» (291) و «الآداب الكبرى» (833) والأربعين الصغرى (ص109 - 110) و ابن عبد البر في «التمهيد» (9/ 198 - 199) و ابن عساكر في تاريخه (41/ 426) (56/ 306) وبعده: قال أبو عبد الله الهروي: قرأته على العباس بن الوليد فأخذ بثوبي فقال: أعده. فأعدته عليه، فقال: سبحان الله! ما أحسنه من حديث. ورواه ابن طاهر في «صفة التصوف» (740) وسقط منه الزهري.

4 - علي بن محمد بن لؤلؤ البغدادي، كما عند ابن عبد البر في التمهيد (9/ 198).

5 - عمارة بن بشر ()، كما ذكر الدارقطني في العلل (1389)

6 - بشر بن بكر، ذكره العقيلي (2/ 9) قال: قاله أحمد بن عيسى المصري، عن بشر بن بكر، والدارقطني في العلل (1389).

وهذا الإسناد ثابت عن الأوزاعي، لا مرية في ذلك، وهو المشهور عنه، إلا أنه لا يصح عن الزهري، ولا يحتج بمثله عنه، والعلة فيه من:

قرة بن عبد الرحمن بن حَيْوِيل بن ناشرة المعافري المزني المصري.

- قال أحمد: قرة بن عبد الرحمن صاحب الزهري، منكر الحديث جداً.

- وقال يحيى بن معين: كان يتساهل في السماع وفي الحديث وليس بكذاب.

وقال مرة: ضعيف الحديث، وقال مرة: ليس بقوي الحديث.

- وقال الآجري: سالت أبا داود عن عقيل بن خالد وقرة بن حيوئيل، فقال: عقيل أعلى (وفي تهذيب الكمال: أحلى) منه مئة مرة.

ونقل المزي عن الآجري أن قال: قلت ـ يعنى لأبى داود ـ: قرة بن عبد الرحمن بن حيويل؟ قال: في حديثه نكارة، يقال له: ابن كاسر المُد ().

- وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وكذا قال النسائي، فيما نقله المزي.

- وقال أبو زرعة الدمشقي: قرة بن عبد الرحمن بن حيويل: ذكره أحسن من حديثه.

- وقال أبو زرعة الرازي: الأحاديث التي يرويها مناكير.

- وقال العجلي: يكتب حديثه.

- وقال ابن عدي: ولم أر في حديثه حديثا منكرا جدا فأذكره وأرجو أنه لا بأس به.

- وقال الدارقطني: ليس بقوي الحديث.

فتبين من عبارات الأئمة ضعفُ هذا الرجل، وعدم صحة حديثه، فكيف وقد انفرد عن مثل الزهري بهذا الإسناد، بل وخالف أصحاب الزهري؟.

بقي أمر يجب التنبيه عليه هنا، قد تمسك به بعضهم في توثيق قرة ومحاولة تصحيح الحديث من هذه الطريق، وهو قول الأوزاعي: كان ابن حيويل أعلمهم بالزهري.

وهذا ثابت عن الأوزاعي رحمه الله، فقد رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص96 رقم 383) عن أبي مسهر، عن يزيد بن السمط، عن الأوزاعي، به.

ورواه الفسوي في «المعرفة» (1/ 357): فقال: حدثنا العباس بن الوليد بن الصبح، حدثنا أبو مسهر حدثني يزيد بن السمط قال: سمعت قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل قال لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه. قال يزيد بن السمط: وكان الأوزاعي يقول: ما أحد أعلم بالزهري من ابن حيوئيل.

ورواه ابن عدي من طريق آخر عن أبي مسهر.

وقد عقب عليه الحافظ ابن حجر بقوله: «فيظهر من هذه القصة أن مراد الأوزاعي: أنه أعلم بحال الزهري من غيره، لا فيما يرجع إلى ضبط الحديث، و هذا هو اللائق، والله أعلم». اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير