هل حقاً هَذَا حال مَنْ تمكن من علم العلل وخفاياها، وأحاط بكامل طرق الحديث إلى حدٍ كبير، أن يأتيك بالعلل والمصائب – كذا – التي في أسانيد حديث ما حتى أنك قَدْ تستغرب هل يوجد عنده حديث صحيح أصلاً إلا القليل النادر، وأين المثال الذي يقرر صحة هذه القاعدة؟ أين هَذَا العالم الذي قَدْ أحاط بعلم العلل وبخفاياه وبكامل طرق الحديث إلى حد كبير، وهو مَعَ هَذَا حاله كما ذكرتَ!
ألم يذكروا في حد المحدث أنه: " من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية، ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها ". قاله أبو الفتح ابن سيد الناس في ((النكت على ابن الصلاح)) (1/ 53)، أليس هَذَا التعريف قريباً من وصف المرحلة التي ذكرتموها؟، فهل هَذَا حال حفاظنا! أرى أن هَذَا الكلام يحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر.
ومثل هَذَا قيل في تعريف ((الحافظ)) أن: " يكون ما يعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله "، وكذا ((الحاكم)) الذي: " أحاط علماً بجميع الأحاديث حتى لا يفوته منها إلا النذر اليسير على رأي بعض أهل العلم ".
قُلْتَ أيها الحبيب:
الفائدة الثانيه
ان الاصل في احاديث الاحكام التي ليست في صحيح البخاري ولافي صحيح مسلم الضعف وغالبا الضعف الشديد
الشيخ الحبيب لو طالعنا ((بلوغ المرام)) للحافظ العسقلاني رَحِمَهُ اللَّهُ، وهو من الكتب التي عنيت بجمع أحاديث الأحكام، لوقفنا على جملة وفيرة من أحاديث الأحكام التي لم يخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما وقد بلغت الغاية في الصحة بل بلغ بعضها حد التواتر – مَعَ الصحة -، وأقرب مثال على ذَلِكَ هو ما افتتح بِهِ الحافظ كتابه من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْهُ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنْ الْمَاءِ فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ ".
وهو حديث صحيح غاية أخْرَجَهُ مالك والشافعي وابن أبي شيبة و الأربعة، وصححه جمع من الأئمة: ابن خزيمة والترمذي وابن معين وابن حزم والحاكم ... وغيرهم كثير.
ومثله الحديث الذي يليه وغيره كثير، فهل بعد هَذَا يقال:
الفائدة الثانيه
ان الاصل في احاديث الاحكام التي ليست في صحيح البخاري ولافي صحيح مسلم الضعف وغالبا الضعف الشديد
.
وفي الختام أقول كما بدأت جزاكم الله خيراً، وأرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم، و اقبله من باب عرض التلميذ على الشيخ ليقوم له خطأه، ويصحح له زلله.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - 07 - 08, 03:13 ص]ـ
أخي الكريم أبي حازم حفظك الله
اولا لايفوتني أن أشكرك على حسن أخلاقك وجميل عباراتك وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على رجاحة عقلك
فجزاك الله خيرا
بالنسبة للإشكال الأول عندما تشاهد كثيرا من من بدأ في هذا العلم لاسيما في هذا الزمان سوف تلاحظ كثرة تصحيحهم للأحاديث لمجرد اعتقادهم صحة اسنادها
ثم ماتلبث بعد فترة من ممارستهم فإذا بهم يضعفون كثيرا مما صححوه مما قد يكون لسبب أو آخر صحيحا أو حسنا أما من تمكن فإن اجتهاداته تختلف هذا ماشاهدته من تتبعي لأحوال مخرجي الحديث في هذا الزمان
أما بالنسبة للإشكال الثاني فأنا لم أقل أن أحاديث الأحكام التي ليست في البخاري أو مسلم كلها ضعيفة وإنما الغالب فيها الضعف بل والضعف الشديد في كثير منها حتى أنه من كثرة الضعيف فيها صار ذا لك أصلا وإذ دققت سوف تجد ماذكرتُه لك صحيحا إن شاء الله
وأشكرك جزيل الشكر على تفاعلك مع الموضوع
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[19 - 07 - 08, 10:35 ص]ـ
فوائد عاليه وغالية , والفائدة الرابعة عشرة تراودني فكرتها منذ زمن , ولا بد من جمع الجهود في سبيل تنفيذها , بعد تيسر المراجع والإمكانات , وشكرا جزيلا.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:44 ص]ـ
شكرا محمد ابو سعد على مورك وبالنسبه للفكره فسوف ينصر الله دينه بنا او بغيرنا
ـ[عبدالرحمن بن محمدالمسلم]ــــــــ[22 - 08 - 08, 08:53 م]ـ
أسأل الله أن يجزيك عنا خير الجزاء , وأن يفتح لك باب القبول والرضا.
محبك / عبدالرحمن بن محمد.
.
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[23 - 08 - 08, 07:46 ص]ـ
الفائدة العاشرة:
أن كون الحديث ضعيفا أو موضوعا ومكذوبا لايعني ذلك ترك العمل به فقد يكون العمل به دا خلا تحت الأوامر العامة في الشريعة أو لحديث آخر صحيح.
الفائدة الحادية عشرة:
أن حديثا ضعفه أو قال ليس في بابه حديث صحيح من مثل البخاري وأحمد ابن حنبل ويحي ابن معين فالأصل فيه الضعف ولو صححه كثير من المتأخرين وكان ظاهرسنده الصحة.
?????????????????????????????????????????
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[29 - 08 - 08, 01:11 م]ـ
عبد الرحمن بن محمد
امين يارب العالمين
واحبك الله وشكرا على مرورك الكريم
عبد الله الكتبي
سلمك الله
ما الذي تستشكله الامر الاول بديهي والثاني من مارس هذا الفن علم انه هو الحق
قال بن رجب-- ماترك البخاري ومسلم حديثا الا وله علة خفيه --
فكيف اذا نص البخاري رحمه الله على ضعفه
¥