[هل يوجد هذا الحديث في صحيح البخاري؟]
ـ[عبد الرحمن ضعيف]ــــــــ[22 - 07 - 08, 01:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله،
كنت حاضرا في أحد المجالس العلمية، و تحدث أحد الحاضرين عن حكمة الله في خلقه، و مما استدل به قصة أحد الأنبياء الذي جلس بجوار بئر أو نهر، فجاء رجل ليشرب و نسي ماله، ثم جاء راعٍ فوجد المال فأخذه و انصرف، ثم جاء رجل ثالث و أدركه الأول فطالبه بالمال ظانا أنه هو الذي أخذه ثم قتله، فسأل النبيُ اللهَ عن حكمته في ما جرى ...
و قال المتكلم أن هذا الحديث في صحيح البخاري. فهل كان مصيبا؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[23 - 07 - 08, 11:57 ص]ـ
اخي الحبيب
ليس هذا الحديث في الكتب التسعة فضلا عن صحيح البخاري
بل هو من الاسرائيليات كما أفاده الشيخ ابو اسحاق الحوني
. ذكر يحيى بن عاصم الغرناطي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=452&ftp=alam&id=1000008&spid=452) في كتاب (جنة الرضا في التسليم لما قدر الله وقضى) عن بعض الكتب الإسرائيلية: أن نبياً من أنبياء بني إسرائيل كان يجلس على قمة جبل، فرأى فارساً وبيده صُرة مال، وأتى على بئرٍ فوضع الصرة على حافة البئر ونزل فشرب، ثم نسي المال وانصرف، فجاء راعي غنم يسقي غنمه فوجد المال فالتقطه، وسقى الغنم وانصرف، ثم جاء رجلٌ شيخٌ كبير، فجاء البئر بعد انصراف الراعي فشرب وجلس، وتذكر الفارس مالَه فرجع، فوجد ذلك الرجلَ يجلس على حافة البئر، قال: أين المال؟ قال: ما أعرف شيئاً، قال: المال معك. ولم يشك الفارس أنه التقط المال، فلما أنكر الرجلُ أخرج الفارسُ رمحاً وقتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أيُقْتَل البريء ويفر الآخذ؟ فقال الله عز وجل له: إن لي حكمةً جَلَّت؛ أما هذا المال فكان مِلْكاً لوالد الراعي أعطاهُ والدَ الفارس، ولا يدري الراعي ولا الفارس، وأما هذا الذي قُتِل؛ فإنه قتل أبا الفارس، فسلطت ولي الدم عليه، فأخذ بثأر أبيه، فبَكى ذلك النبي وقال: لا أعود!
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=87935#top
ـ[عبد الرحمن ضعيف]ــــــــ[23 - 07 - 08, 02:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه الفائدة، و كنتُ قد استغربتُ من عزو المتكلم الحديث إلى صحيح البخاري، لكني أسأت الظن بنفسي و أحسنته بالأخ المتكلم غفر الله لي و له.
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[23 - 07 - 08, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في صاحب السؤال وفي الأخ أبي العز النجدي على الإجابة
وهنا مزيد من المعلومات عن يحيى بن عاصم الغرناطي وعن كتبه: جنة الرضا في التسليم لما قدر الله وقضى
منقولة من كتاب: أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض لمؤلفه المقري
قال المقري" و كان الشيخ الإمام العلامة الفقيه الوزير الكاتب أبو يحيى بن عاصم صاحب الشرح على تحفة أبيه، رحم الله الجميع، عند ما رأى اختلال أمر الجزيرة أعادها الله وأخذ النصارى دمرهم الله لمعظمها، ولم يبق إذ ذاك بيد المسلمين إلاّ غرناطة، وما يقرب منها، مع وقوع فتن بين ملوك بني نصر حينئذ ثم أفضى الملك إلى بعضهم، بعد تمحيص وأمور يطول بيانها، ألف كتابا سماه: " جنة الرضى، في التسليم لمّا قدر الله وقضى " وهو كتاب جدا غريب، رأيت بعضه بتلمسان، ونقلت منه ما نصه: " من استقرأ التواريخ المنصوصة، وأخبار الملوك المقصوصة، علم أنَّ النصارى دمرهم الله لم يدركوا في المسلمين ثارا، ولم يرحضوا عن أنفسهم عارا، ولم يخربوا من الجزيرة منازلا وديارا، ولم يستولوا عليها بلادا جامعة وأمصارا، إلاّ بعد تمكينهم لأسباب الخلاف، واجتهدوا في وقوع الافتراق، بين المسلمين والاختلاف؛ وتضربهم بالمكر والخديعة بين ملوك الجزيرة؛ وتحريشهم بالكيد والخلابة بين حماتها في الفتن المبيرة؛ ومهما كانت الكلمة مؤتلفة، والأهواء لا مفترقة، والعلماء بمعاناة اتفاق القلوب إلى الله مزدلفة؛ فالحرب إذ ذاك سجال، ولله إقامة الجهاد في سبيله رجال، وللممانعة في غرض المافعة ميدان رحب ومجال وروية وارتحال.
وقال في ترجمته:
و أما الرئيس أبو يحيى بن عاصم فهو الإمام العلامة، الوزير الرئيس، والكاتب البليغ الجليل الخطيب الجامع الكامل، الشاعر المفلق الناثر، الحجة، والخاتمة رؤساء الأندلس بالاستحقاق، القاضي محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن عاصم القيسي الأندلسي الغرناطي، قاضي الجماعة بها، كان رحمه الله تعالى من اكابر فقهائها وعلمائها، أخذ عن الإمام المحقق أبي الحسن بن سمعة، والإمام القاضي أبي القاسم بن سراج، الشيخ الراوية أبي عبد الله المنتوري، والإمام أبي عبد الله البياني وغيره من وذكر في شرحة تحفة والده أنّه ولى القضاء عام ثمان وثمانين وثمان مائة، وله عدة تآليف منها شرحه العجيب على تحفة والده في الأحكام، وهو كتاب نافع، فيه فقه متين، ونقل صحيح، وكانت بينه وبين عصريه الإمام مفتي غرناطة أبي عبد الله السرقسطي، مراجعات ومنازعات في مسائل فقهية. ومن تآليفه رحمه الله: كتاب جنة الرضى، في التسليم لمّا قدر الله وقضى؛ وكتاب الروض الأريض، كأنه ذيل به إحاطة أبن الخطيب، وله غير ذلك، وسنذكر شيئاً من كلامه بعد هذا إن شاء الله تعالى.
¥