تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومثال آخر على جهل الجويني نجده في كتابه "الإرشاد" (ص152) يقول: «ومما تتمسك به الحشوية (!) مما روي عن النبي ? أنه قال: "إن الله خلق آدم على صورته" وهذا الحديث غير مدون بالصحاح». مع العلم بأنه متفق عليه، قد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وهو صحيح بإجماع الأمة كلها! لذا صرح غير واحد من الحفاظ بقلة بضاعته في الحديث، منهم الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير. قال الحافظ (1

256): «ونقل الرافعي عن إمام الحرمين في "النهاية" أنه قال: "في قلبي من الطمأنينة في الاعتدال شيء" ... وهو من المواضع العجيبة التي تقضي على هذا الإمام (الجويني) بأنه كان قليل المراجعة لكتب الحديث المشهورة، فضلاً عن غيرها. فإن ذكر الطمأنينة في الجلوس بين السجدتين ثابت في الصحيحين ... وهو أيضاً في بعض كتب السنن». وقال نحو هذه العبارة في موضع آخر (2

50): «ادعى إمام الحرمين في "النهاية" أن ذكر نفي المطر لم يرد في متن الحديث. وهو دال على عدم مراجعته لكتب الحديث المشهورة، فضلاً عن غيرها». أقول: إن إمامهم الجوني قليل المراجعة لكتب الحديث المشهورة، غير مكترث بكلام رسول رب العالمين ?، فكيف بمن هم دونه؟! إن هؤلاء لا يجوز أن يكونوا أئمة للمسلمين.

وقال ابن حجر في التلخيص (2

19) عن الجويني والغزالي: «قال إمام الحرمين: "رأيت في كتاب معتمد: أن عائشة روت ذلك". وتبعه الغزالي فقال: "قيل: إن عائشة روت ذلك". وهذا دليل عدم اعتنائهما بالحديث. فكيف يقال ذلك في حديث في "سنن أبي داود" التي هي أم الأحكام؟!». وقال في موضع آخر: (1

275): «وقع لإمام الحرمين في الغزالي في "الوسيط" وهمٌ عجيب. فإنه قال: "هذا الحديث مروي في الصحاح. وإنما لم يقل به الشافعي لأنه مرسل ابن أبي مليكة لم يلق عائشة. ورواه إسماعيل بن عياش عن بن أبي مليكة عن عروة عن عائشة، وإسماعيل سيئ الحفظ كثير الغلط فيما يرويه الشاميين، وابن أبي مليكة ليس من الشاميين". فاشتمل على أوهام عجيبة: أحدها قوله: إن بن أبي مليكة لم يلق عائشة، وقد لقيها بلا خلاف. ثانيها: إن إسماعيل رواه عن بن أبي مليكة، وإسماعيل إنما رواه عن ابن جريج عنه. ثالثها: إدخاله عروة بينه وبين عائشة، ولم يدخله أحد بينهما في هذا الحديث. رابعها: دعواه أنه مخرج في الصحاح، وليس هو فيها. فليته سكت». أقول: نعم، ليته سكت ولم يتكلم في فن لا يعقله.

وهذه أيضا شهادة الإمام الحافظ الذهبي –إمام أهل الجرح والتعديل في عصره– حيث قال في السير (18

471): «كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته، لا يدري الحديث كما يليق به لا متناً ولا سنداً».

والمصيبة أن هذا الجويني –الذي كان قليل المراجعة لكتب الحديث المشهور، والذي لا يدري الحديث سنداً ولا متناً– ومع ذلك وصفه أصحابه الأشاعرة بأنه "لو أدعى النبوة لما احتاج إلى معجزة"، على حد تعبير السبكي.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 06 - 04, 12:03 م]ـ

أحسنت على هذه الإضافة

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين

ومع ذلك وصفه أصحابه الأشاعرة بأنه "لو أدعى النبوة لما احتاج إلى معجزة"، على حد تعبير السبكي.

صدق لا يحتاج إلى معجزة لأنه سيقال: كذاب.

ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[07 - 03 - 05, 04:05 ص]ـ

أبا عبدالله: جزاك الله خيراً.

ـ[محمد السلفي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 05:14 ص]ـ

جزاك الله خيرا

وللأسف أننا في زمن كثر الطعن فيه على الصحيحين وخاصة صحيح البخاري من الجهال والزنادقة المنتسبين للإسلام!!!

ـ[عبدالله الفيفي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 08:05 م]ـ

وكذلك كتاب الاحياء لابي حامد الغزالي فقد قال فيه ابن الجوزي: هذا احياء علوم دينه وأما ديننا فهو بحمد الله كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم او كما قال.

ولماذا ايها الاخوة لا تناقش مسألة غرام العامة والطغام بالاحاديث الموضوعة المكذوبة. فلو علقنا مثلا حديثا من البخاري ومسلم على جدران المساجد لما ابه احد به ..... وفي المقابل تجد الاحاديث المكذوبة في كل مكان حتى على ابواب البقالات والمحالات التجارية بل ويتبرع بعضهم بتصويره على نفقتهم وتوزيعه ...

ـ[محمد السلفي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 08:58 م]ـ

صدقت والله

وإنها انتكاسة شديدة

فالممنوع مرغوب دائما عند العوام

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير