بقي موضوع السماع المطلق الذي صرحتَ به آنفا بقولك: (فكما أنه يزورك شخص فتسمعه وتراه ..... ) و استدلالك بالحديث: (والحديث يقول: ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده، إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم"وسيأتي تخريجه.
أقول: و هذا الحديث لا يصح، أما إذا كان عندك صحيحاً فبين لنا ذلك وإتنا بدراسة حوله.
أما إجابتك على السؤال: هل يسمع الميت صوت الطائرات وكل صوت مسموع للأحياء , وهل سماع الميت دائم أم مؤقت؟
أجبت: أما عن سماع أصوات الطائرات فلم يخبرنا بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أقولُ: عذراً أنا قصدت من سؤالي السابق أن أقرب المسافة بيني و بينك فسألتك هل يسمع الميت ...... إلى قولي:و كل صوت مسموع للأحياء؟ فأجبت بجوابك المذكور أنه رسول الله ? لم يخبرنا، لذلك أعيد صياغة السؤال مرة أخرى- هل سماع الميت مطلق أم مقيد هل يسمع كل شيء أم أنه يسمع فقط السلام و قرع النعال؟ إذا قلتَ بالإطلاق لزم من ذلك أنه يسمع كل صوت مسموع للأحياء حتى الأصوات العالية مثل صوت الطائرات ... إلخ و على ما فهمت من نقولك أن يسمع مطلقاً و يعلم وهذا يعني أنه يعلم كل ما يدور حوله!!!
أما إجابتك عن الشق الثاني من السؤال: (وهل سماع الميت دائم أم مؤقت؟)
أجبتَ: فستجد الإجابة في ثنايا أقوال العلماء.
أقول- بارك الله فيك: أنا سألتك سؤالاً و كنت أتمنى أن تأتيني بإجابة مباشرة حتى نستطيع الوصول إلى نتيجة سريعة،و لم أسألك عن ذلك حتى تقول لي: ستجد ذلك في كلام العلماء! و ما أطول ما نقلتَ لي من نقول دون أن تبين مواضع استشهادك بها، أنا أردت أن تخبرني بما تعتقد في هذه المسألة بأخصر عبارة،فإذا طلبتُ منك الدليل جئتَ بكلام من شئت من العلماء!!!
أما فيما يخص السؤال الثالث: (هل لديك دليل على أن النبي صلى الله عليه كان يكلم الموتى كما في قتلى المشركين في بدر؟)
أجبتَ: ماكان يفعله من زيارته لشهداء البقيع وإقرائهم السلام وسن ذلك لأمته هو تكليم لأناس يسمعون وليس فعله صلى الله عليه وسلم عبثا.
أقول: ألا ترى - بارك الله فيك-أنني كلما أردت منك إجابة مباشرة تقول لي ليس فعله ? عبثا و حاشا له .... إلخ حتى تفر من الإجابة المباشرة و تلتف علي، كان يكفيني في الإجابة عن السؤال أعلاه أن تقولَ نعم كان يكلم الموتى في غير موقعة بدر (و غير السلام على أهل القبور) ثم تأتي بالدليل، أو تقول لا و تنتهي المسألة.
نعم لقد سن رسول الله ? لأمته السلام على أهل القبور من المؤمنين، و لكنه لم يسن له فيما هو غير ذلك؛ كالجلوس إلى قبورهم و إخبارهم بأحوال الناس من بعدهم و بما و قع و يقع من أحداث، أما قولك هو تكليم لأناس يسمعون فهذا سماع مؤقت هو كسماع السلام و سماع قرع النعال، و لا يزيد عن ذلك، و الروايات التي نقلتَ لتأييد مطلق السماع كلها إما ضعيفة أو موقوفة أو ربما منام من المنامات!!!
هذا من جهة و من جهة أخرى قولك: وليس فعله صلى الله عليه وسلم عبثا.
أقول: أنا أعلم أن فعله ليس عبثاً، و هذا القول منك ليس إلزاماً لنا بما تذهب إليه من سماع الموتى بالمطلق و إنما الإلزام أن تأت بالدليل النقلي على أن رسول الله سن لنا التحدث إليهم (بم يفهم مطلق السماع) في كل ما أخبروا به و إلا فالتوسع في هذا الباب يعد من الأمور البدعية المحدثة.
أما قولك: ثم إن حديث تكليمه لقتلى المشركين هو دليل استند عليه العلماء وهم:
- الطبري في تفسيره:20/ 459
((وقوله (إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) يقول تعالى ذكره: كما لا يقدر أن يسمع من في القبور كتاب الله فيهديهم به إلى سبيل الرشاد، فكذلك لا يقدر أن ينفع بمواعظ الله وبيان حججه من كان ميت القلب من أحياء عباده، عن معرفة الله، وفهم كتابه وتنزيله، وواضح حججه.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) كذلك الكافر لا يسمع، ولا ينتفع بما يسمع.))
¥