ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:45 ص]ـ
الحديث السادس:
قال رسول الله r: ( يستقبلكم وتستقبلون) ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله وحيٌ نزل؟ قال: (لا) قال: عدوٌ حضر؟ قال: (لا) قال: فماذا؟ قال: (إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة) الخ الحديث.
أخرجه ابن خزيمة (3/ 189) ومن طريقه العقيلي في الضعفاء (3/ 985)، والضياء في المختارة (6/ 118).
من طريق: عمرو بن حمزة القيسي، عن خلف أبو الربيع -إمام مسجد ابن أبي عروبة-، عن أنس بن مالك به.
وهو حديث لا يصح، بل هو منكر:
1. فيه عمرو بن حمزة القيسي، لا يتابع في حديثه كما قاله البخاري (التاريخ الكبير 6/ 325)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 984). وقال ابن عدي في الكامل (5/ 143): «ومقدار ما يرويه غير محفوظ». وقال الدارقطني: ضعيف.
2. فيه خلف، وقد اختلف في شخصه، هل هو خلف بن مهران العدوي البصري -وهذا لا بأس به-؟.
أم هو شخصٌ آخر وهو إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة -وهذا متكلم فيه-؟.
وهو ما ذهب إليه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 193)، وأبو حاتم.
وقد أشار ابن خزيمة إلى ضعفه فقال: «إن صح الخبر؛ فإني لا أعرف خلفاً أبا الربيع هذا بعدالة ولا جرح، ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي هو دونه».
فائدة: قال العقيلي عقب روايته هذا الخبر: «قد روي في فضل شهر رمضان أحاديث بأسانيد صالحة مختلفة».
والله أعلم.
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:46 ص]ـ
الحديث السابع:
قال r ذات يوم وقد أهلّ رمضان فقال: (لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها) فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله حدثنا. فقال: (إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا قال فما من عبد يصوم يوما من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله (حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعين لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات).
أخرجه ابن خزيمة (3/ 190) من طريق: جرير بن أيوب البجلي، عن الشعبي، عن نافع بن بردة، عن أبي مسعود به.
ورواه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (3/ 142).
وهذا الحديث باطل سنداً ومتناً.
فيه جرير بن أيوب البجلي: متروك الحديث، بل قال أبو نعيم: كان يضع الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث.
ولذا قال ابن خزيمة: «إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي».
وأما متنه فظاهر البطلان. والله أعلم
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:46 ص]ـ
الحديث الثامن:
قال r: ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة).
أخرجه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642)، والحاكم (1/ 421)، والبيهقي (4/ 303)، وابن خزيمة (3/ 188)، وابن حبان (3426)، والبغوي في شرح السنة (1705) من طريق المصنف. وأخرجه المصنف في علله الكبير (1/ 329)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 306) وقال: «غريب من حديث الأعمش، لم يروه عنه إلا قطبة بن عبد العزيز وأبو بكر». وأخرجه أيضاً البيهقي في الشعب (3327) وفضائل الأوقات (41) من طريق أبي كريب به.
جميعهم من طريق: أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب، عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
وهذا الحديث معلول كما ذكر الترمذي فقال: «حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر».
ونقل عن البخاري أنه قال -بعد أن روى هذا الخبر من طريق: أبي الأحوص عن الأعمش عن مجاهد قوله-: «وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش».
وقد اختلف على أبي بكر بن عياش اختلاف آخر، فقد رواه ابن ماجه (1643) عن أبي كريب عن أبي بكر عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.
واختلف على الأعمش اختلاف كثير، فرواه ابن نمير عنه عن حسين الخراساني عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً ببعض هذا الخبر. عند أحمد (5/ 256).
ورواه أحمد (2/ 254) عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد -هو شك يعني الأعمش- قال: قال رسول الله r: ( إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة).
قلت: وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات أثبات، خرّج لهم الجماعة، غير أنه معلول؛ لما تقدم من وقوع الاختلاف الكثير فيه على الأعمش.
وقد جاء من طريق آخر فيه اختلاف على الأعمش غير ما تقدم.
وأصح ما في هذا الخبر الحديث المتقدم في الصحيحين من حديث أبي هريرة t مرفوعاً: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).
وليس فيه: (مردة الجن). ولا قوله: (ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة
¥