ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:47 ص]ـ
الحديث التاسع:
قال رسول الله r: ( أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله، ما مرّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهرٌ شر لهم منه، إن الله عز وجل ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يُعِدّ فيه القوة للعبادة من النفقة، ويُعِدّ المنافق اتّباع غفلة الناس، واتباع عوراتهم، فهو غنمٌ للمؤمن، نقمة للفاجر).
أخرجه أحمد (2/ 330، 374، 524)، وابن أبي شيبة (6/ 97) رقم (8968)، وابن خزيمة (3/ 188)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (186)، والبيهقي في الكبرى (4/ 304)، والشعب (3607)، وفضائل الأوقات (54)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 980)؛ جميعهم من طريق:
كثير بن زيد، عن عمرو بن تميم، عن أبيه، أنه سمع أبا هريرة .. فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جداً، بل هو باطل:
1. عمرو بن تميم: مجهول الحال، وقال البخاري عن حديثه هذا: «في حديثه نظر»، وساق العقيلي هذا الحديث بسنده في ترجمة عمرو بن تميم ثم قال: «ولا يتابع عليه».
2. وأبوه مثله مجهول.
3. ولا يُدرى عن سماعه من أبي هريرة
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:47 ص]ـ
الحديث العاشر:
حديث: أن النبي r كان إذا أفطر قال: (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت).
وله عدة أسانيد:
1. فجاء في حديثٍ مرسل: أخرجه أبو داود (2358) وفي المراسيل (99)، ومن طريقه البيهقي (4/ 239)، وابن أبي شيبة (6/ 329) وعنده: وكان الربيع بن خثيم يقول: «الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت»، وابن المبارك في الزهد (1410)، وابن صاعد في زياداته على الزهد (1411)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (479) وفيه: عن حصين عن رجل عن معاذ. ويبدو أنه خطأ، ولفظه كما جاء عن الربيع بن خثيم موقوفاً عليه.
جميعهم من طريق: حصين، عن معاذ بن زهرة، عن النبي r به.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 227) وسماه: (محمد بن معاذ) وقال: مرسل. وذكره أيضاً في (7/ 364) باسم (معاذ بن زهرة).
قلت: وهذا الإسناد ضعيف:
أ - لأنه مرسل؛ معاذ تابعي، بل ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 482) في قسم أتباع التابعين.
ب - ومعاذٌ هذا مجهول، وذِكْر ابن حبان له، كعادته في توثيق المجاهيل، ولعله لا يُعرف إلا بهذا الخبر.
2. وجاء من حديث أنس:
أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 298) من طريق: إسماعيل بن عمرو البجلي عن داود بن الزبرقان عن شعبة عن ثابت البناني عن أنس t مرفوعاً.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا: داود بن الزبرقان، تفرد به إسماعيل بن عمرو».
وهو سند باطل:
أ - إسماعيل ضعفه كبار الحفاظ.
ب - وعلى ضعفه فقد تفرد به، ولا يحتمل ذلك منه.
ت - داود بن الزبرقان: متروك.
ث - وقد تفرد بهذا الإسناد عن شعبة، وشعبة من كبار الحفاظ فأين أصحابه الثقات عن هذا الخبر؟!.
3. وجاء من حديث ابن عباس:
أخرجه الدارقطني (2/ 185)، والطبراني في الكبير (12/ 146) من طريق: عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن عباس t مرفوعاً.
وهذا سند باطل أيضاً؛ عبد الملك بن هارون متروك.
4. وجاء من حديث علي:
أخرجه الحارث بن أسامة (كما في المطالب العالية 6/ 141) من طريق: عبد الرحيم بن واقد، عن حماد بن عمرو، عن السري بن خالد بن شداد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي t مرفوعاً.
وهذا سند باطل أيضاً:
أ - عبدالرحيم بن واقد: ضعيف، ضعفه الخطيب البغدادي.
ب - حماد بن عمرو -هو النصيبي-: متروك.
ت - السري بن خالد لا يُعرف، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 284) وسكت عليه.
فتبيّن مما تقدم أن هذا الخبر لا يصح من أسانيده شيء، وأقواها السند الأول -طريق: معاذ بن زهرة- على إرساله وعدم شهرة راويه. والله أعلم.
ولذا ضعف ابن القيم في زاد المعاد (2/ 49) هذا الحديث، فقال: ولا يثبت.
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:48 ص]ـ
الحديث الحادي عشر:
حديث: أن النبي r كان إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله).
هذا الحديث أخرجه أبو داود (2357)، والنسائي في الكبرى (2/ 255)، والدارقطني (2/ 185) وحسنه، وقال: «تفرد به الحسين بن واقد»، والحاكم (1/ 422) وصححه، وعنه: البيهقي في الكبرى (4/ 239).
¥