هل عقدُ اللحية أعظم جرما من حلقها؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[17 - 08 - 08, 04:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قال الإمام أبو داود (36) -رحمنا الله وإياه-:
حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني ثنا المفضل يعني ابن فضالة المصري عن عياش بن عباس القتباني: أن شييم بن بيتان أخبره عن شيبان القتباني أن مسلمة بن مخلد استعمل رويفع بن ثابت على أسفل الأرض قال شيبان فسرنا معه من كوم شريك إلى علقماء أو من علقماء إلى كوم شريك يريد علقام فقال رويفع:
إن كان أحدنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ نو أخيه على أن له النصف مما يغنم ولنا النصف.
وإن كان أحدنا ليطير له النصل والريش وللآخر القدح ثم قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا رويفع لعل الحياة ستطول بك بعدي فأخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وترا، أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدا - صلى الله عليه وسلم - منه بريء ".
فهل عقدُ اللحية أعظم جرما من حلقها؟
وهل ورد ما يؤيد، أو يخالف: ما أشار إليه هذا الحديث؟
ـ[ابولينا]ــــــــ[17 - 08 - 08, 09:42 ص]ـ
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: قِيلَ الْمُرَاد عَقْدهَا فِي الْحَرْب وَهُوَ مِنْ زِيّ الْأَعَاجِم، وَقِيلَ الْمُرَاد مُعَالَجَة الشَّعْر لِيَنْعَقِد، وَذَلِكَ مِنْ فِعْل أَهْل التَّأْنِيث.
كتاب فتح الباري لأبن حجر العسقلاني
(مَنْ عَقَدَ لِحْيَته)
: أَيْ عَالَجَهَا حَتَّى تَنْعَقِد وَتَتَجَعَّد، وَقِيلَ: كَانُوا يَعْقِدُونَهَا فِي الْحُرُوب، فَأَمَرَهُمْ بِإِرْسَالِهَا، كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ تَكَبُّرًا وَعُجْبًا.
كتاب عون المعبود في شرح ابو داود
(مِنْ عَقَدَ لِحْيَته)
قِيلَ هُوَ مُعَالَجَتهَا حَتَّى تَنْعَقِد وَتَتَجَعَّد وَقِيلَ كَانُوا يَعْقِدُونَهَا فِي الْحُرُوب تَكَبُّرًا وَعَجَبًا فَأَمَرُوا بِإِرْسَالِهَا وَقِيلَ هُوَ فَتَلِهَا كَفَتْلِ الْأَعَاجِم
شرح النسائي
من عقد لحيته قال الأكثرون هو معالجتها حتى تنعقد وتتجعد وهذا مخالف للسنة التي هي تسريح اللحية وقيل كانوا يعقدونها في الحرب زمن الجاهلية فأمرهم عليه الصلاة والسلام بإرسالها لما في عقدها من التأنيث أي التشبه بالنساء وقيل كان ذلك من دأب العجم أيضا فنهوا عنه لأنه تغيير خلق الله وقيل كان من عادة العرب أن من له زوجة واحدة عقد في لحيته عقدة صغيرة ومن كان له زوجتان عقد عقدتين كذا ذكره الأبهري
الكتاب: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
المؤلف: الملا على القاري
قوله: (من عقد لحيته)، اللحية عند العرب كانت لا تقص ولا تحلق، كما أن ذلك هو السنة، لكنهم كانوا يعقدون لحاهم لأسباب:
منها: الافتخار والعظمة، فتجد أحدهم يعقد أطرافها، أو يعقدها من الوسط عقدة واحدة ليعلم أنه رجل عظيم، وأنه سيد في قومه.
الثاني: الخوف من العين؛ لأنها إذا كانت حسنة وجميلة ثم عقدت أصبحت قبيحة، فمن عقدها لذلك؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بريء منه.
الكتاب: مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين