تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالوصف بالصلاح والديانة لا يعني بالضرورة الوصف بالضبط والحفظ، ثم الوصف بالضبط والحفظ لا يلزم منه الديانة والصلاح؛ بدليل وجود جماعة من الكذابين الذين يملكون ذهنًا حافظًا ضابطًا، ولذا قيل: ((إذا كنتَ كذوبًا فكُن ذكورًا)).

وهذه قضايا مشهورة واضحة تستغني بشهرتها عن الإطالة فيها.

وبهذا يتضح لنا مراد يحيى القطان رحمه الله من كلامه في جعفر، ويبرأ يحيى وأهل السنة من الوقيعة في جعفر رحمه الله تعالى.

ولنَعُدْ إلى ((تهذيب المزي)) لنرى ما هناك كالتالي: ((عن علي بن المديني: سئل يحيى بن سعيد [وهو القطان] عن جعفر بن محمد؟ فقال: في نفسي منه شيء، قلت: فمجالد؟ قال: مجالد أحب إلي منه)).

ومراد يحيى بالكلام في جعفر هنا: الكلام في حفظه بدليل أنه قارن بينه وبين مجالد، ولو كان كلامه طعنًا في جعفر لخالفه ابن المديني وصحح له، لكن لم يكن شيء من هذا ولا ذاك.

ويوضح هذا أيضًا رواية إسحاق بن حكيم قال يحيى القطان، وذُكِرَ جعفرُ بن محمد، فقال: ((ما كان كذوبًا)).

إذن الرجل عند القطان لم يكن كذوبًا فهو يتكلم فيه من جهة أخرى، وهي جهة الحفظ والضبط كما شرحتُ لك.

ولذا رأينا القطان يستمع إلى جعفر، ويسمع منه حديثه الطويل في الحج، كما في ترجمته عند المزي.

بل وقال يحيى القطان لابن معين: ((لِمَ لا تسألني عن حديث جعفر بن محمد؟ قلت: لا أريده، فقال لي [يعني: لابن معين]: إن كان يحفظ فحديث أبيه المُسْنَد ـ يعني: حديث جابر في الحج)).

وهذا السياق واضح جدًا في كلام القطان في حفظ جعفر لا في شأنه وصلاحه ودينه، بدليل قوله: ((إن كان يحفظ فحديث ... )) يعني: لو كان جعفر يحفظ الحديث وضبطه فقد حفظ جعفر حديث جابر المشار إليه.

فيصحح يحيى القطان رحمه الله كما ترى حفظ جعفر رحمه الله لبعض مروياته، ولا ينكر له حفظه له، وإنما يُنْكِر عليه عدم حفظه لما أخطأ فيه من مرويات، ولم يضبطها على الجادة.

وهذا غاية الإنصاف من النقاد حيث يعترفون للرواة بحفظ بعض مروياتهم التي ثبت حفظهم لها، وينكرون عليهم ما دل الدليل على وهمهم فيه.

وبهذا يظهر لك مراد القطان رحمه الله من كلامه في جعفر يعني: كلامه عن حفظ جعفر وضبطه لمروياته، ومعلوم أن الكبير الشأن قد ينسى ويهم في بعض المرويات.

وباب ((من حدث ونسي)) بابٌ واسعٌ مشهورٌ أمره، فراجعه.

لكن المراد هنا تبرئة القطان من الطعن في شخص جعفر رحمة الله عليهما.

ويقال مثل ذلك أيضًا في كلام الإمام مالكٍ رحمه الله عن جعفر.

وأما كلام الذهبي رحمه الله عن يحيى فيعني به التعقب عليه في مقارنته بين جعفر ومجالد وتفضيل مجالد عليه، ولذا قال الذهبي رحمه الله: ((على أن جعفر أوثق من مجالد)).

والذهبي رحمه الله يعترض على تفضيل مجالد على جعفر، ولا يعترض على بقية كلام يحيى، بدليل سياق كلامه المذكور في السير، ونقله محقق التهذيب للمزي في حاشيته.

وأشكر لأخي حكيم بارك الله فيه توجيهي للمشاركة في مثل هذا.

وأشكر للشيخ الفقيه وباقي الأخوة الكرام حفظهم الله وبارك لنا فيهم على ما ذكروه وأفادوه.

أشكركم جميعًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 06 - 04, 09:46 م]ـ

جزاكم الله خيرا

هذه المسألة تحتاج الى مزيد ايضاح على ماذكره الاخوة

وهو في الحقية يحتاج الى شرح بعض الجمل الواردة في الترجمة التي نقلها شيخنا الفقيه

وفي كلام شيخنا الفقيه والشيخ يحيى القطان شيء كثير

من هذا التوضيح والشرح الا انه يحتاج الى مزيد

البخاري لم يخرج لجعفر بن محمد

تبعا لشيخه علي بن المديني

والذي تبع الامام يحيى بن سعيد القطان

وله في ذلك غرض صحيح

أشار الى بعضه شيخنا الفقيه وشيخنا يحيى القطان

وهو مع ذلك يحتاج الى مزيد

ولكني هنا اعلق على شيء

وهو قول الشيخ يحيى القطان

(وقد نبهك يحيى القطان رحمه الله على هذا حين قال: ((لم نجد الصالحين أكذب منهم في الحديث)) [المجروحين لابن حبان 1/ 67].

ومراد يحيى بالكذب هنا: الخطأ؛ وليس المراد الكذب المنافي للصلاح بدليل وصفه لهم بالصلاح)

هذا الأمر توقفت عنده كثيرا

وفي الحقيقة قد اختلفت الراويات فيه عن يحى القطان

فالالفاظ مختلفة

فلعل بعض ذلك قد روي بالمعنى

فمن الالفاظ المروية في ذلك

(ما رايت فيمن ينسب الى الخير)

او نحو من ذلك

وهذا ايضا يحتاج مزيد توقف

والله أعلم

ـ[ابن دحيان]ــــــــ[08 - 06 - 04, 10:18 م]ـ

لو صغت ملحمة فيكم لمانطقت

ببعض فضلكمُ يا نبعنا الصافي

الله يعلم ما في القلب أضمره

حباً يُسطره قلبي وإرهافي

شكر الله هذه الجهود السنية والتحريرات العلية

لكن الأمر كما قال الأخ ابن وهب يحتاج إلي توسع

وربما لم يخرج البخاري لجعفر بسبب شرطه اللقاء لكن العجيب أن حديث الحج اسنده جعفر عن ابيه عن جده

فهذا في غاية الصحة

وهو عند مسلم وهو العمدة في باب الحج وعليه شروحات وفوائد وفرائد

واحب توضيح هذه النقطة

قال في التهذيب:"قال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن مصعب بن عبدالله الزبيري: سمعت الدراوردي يقول: لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمر بني العباس. قال مصعب: كان مالك لا يروي عن جعفر بن محمد حتى يضمه إلى آخر من أولئك الرفعاء ثم يجعله بعده.

فهذا أشكل علي جدا

فظاهر قول الدرواردي أن مالك لم يروي عن جعفر لظروف سياسية فكيف يقول مصعب أن مالك لا يروي عنه إلا أن يعضد معه أحد

والشيخ الألباني قال عن جعفر الصادق "وهو ثقة من رجال مسلم " السلسلة الصحيحية

وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ثقة لا يسأل عن مثله

فكيف بعد هذا كله نوجه كلام الأخ يحيى بأنه ضعيف في باب الحفظ!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير