[حديث التكبير بعد سورة الضحي]
ـ[عبدالرحمن نور الدين]ــــــــ[06 - 09 - 08, 08:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دار حوار بين بعض الإخوة - وكنت جالساً معهم - حول بعض أحكام التجويد , ثم انتقل الحوار إلي حكم التكبير بعد سورة الضحي (أو الشرح).
فقلت: ورد فيه حديث , ولكن لا اعلم صحته من ضعفه.
فقالوا لي: راجعه.
فوجدت الشيخ عبد الله زقيل تكلم في المسألة؛ فقال:
"
كثيرا ما نسمعُ من بعضِ القراءِ في بعضِ إذاعاتِ القرآنِ الكريِم وغيرِها ترديدهم للتكبير والتهليل عقب سورة الأضحى.
فما هو الأصل في هذا الترديد؟
1 – الأصل الذي بناه القراء لهذا الترديد:
لقد بنى القراء هذا الترديد على حديث رواه الحاكم في المستدرك (3/ 304) فقال:
حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري الإمام بمكة في المسجد الحرام، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ، ثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت " وَالضُّحَى " قال لي: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، واخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك، وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي بقوله: البزي قد تكلم فيه.
وأورده الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الضحى (8/ 423) فقال:
روينا من طريق أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين، وشبل بن عباد فلما بلغت " وَالضُّحَى " قالا لي: كبر حتى تختم مع خاتمة كل سورة فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أبي أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك.
2 - بيان علة الحديث:
وهذا الحديث في إسناده أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ، وهذه أقوال علماء الجرح والتعديل في الرجل:
ذكره الذهبي في الميزان (1/ 144 – 145) وقال: قال العقيلي: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أُحَدِّث عنه.
وأورد له الذهبي هذا الحديث وقال: هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي. قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.
وقال أيضا في السير (12/ 51): وصحح له الحاكم حديث التكبير، وهو منكر.
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (1/ 310): وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: ابن أبي بزة ضعيف الحديث؟ قال: نعم، ولست أحدث عنه.
وقال العقيلي: يوصل الأحاديث.
وقال ابن كثير في التفسير (8/ 423): فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، من ولد القاسم بن أبي بزة.ا. هـ.
وبعد هذه النقولات يتبين أن ابن أبي بزة ضعيف في الحديث، وأن الحديث قد تفرد به، وأنكر حديثه الأئمة .... " انتهي
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/33.htm
ويظهر والله أعلم أن هناك لبس في هذا الراوي؟
حيث أنه صاحب ابن كثير - صاحب القراءة المعروفة -.
وحيث أنه خرج له الجماعة - بما فيهم البخاري ومسلم -!!
وقال عنه ابن حجر في تقريبه: ثقة.
ونقل توثيقه المزي في تهذيبه عن: يحيي بن معين , والعجلي والنسائي وابن سعد وغيره.
وذكره ابن حبان في ثقاته.
فهل الحديث صحيح؟ وهل الراوي ثقة؟
وإن لم يكن , فما حكم قراءته؟؟؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[06 - 09 - 08, 11:44 م]ـ
نوقش هذا الموضوع كثيرا في هذا الملتقى وفي غيره، وكتبت فيه كتب ورسائل، فبإمكانك الاستفادة من ذلك عن طريق محركات البحث.
وليس الإشكال في درجة الحديث، وإنما الإشكال في اعتقاد بعض الناس أن حديث الحاكم أصل للتكبير، وهذا خطأ فاحش؛ لأن كثيرا من القراء المسندين قد كبروا قبل ولادة البزي فكيف اعتمدوا على حديثه قبل ولادته؟!
والتكبير متواتر عند القراء وإن جهل ذلك من لم يمارس هذا الفن، فنفسُ الأسانيد التي وصلتنا بها القراءات العشر قد وصلنا بها التكبير، فلا أدري ما الذي جعلها متواترة في مسألة دون الأخرى؟!
وكثير ممن قال ببدعية التكبير لأنه معتمد على حديث لا يثبت هم في الحقيقة يجهلون مبادئ علم القراءات ولا يعلمون بأن التكبير قد قرأ به جميع القراء في بعض الطرق وليس هو من مفردات ابن كثير المكي.
ـ[عبدالرحمن نور الدين]ــــــــ[07 - 09 - 08, 12:37 ص]ـ
جزاك الله أخي الفاضل أبو عبدالله الفاصل علي مرورك الكريم.
ولكن سؤالي عن صحة الحديث , وبيان حال ابن أبي بزة.
وحجة من ضعفه , أم أنه يدخل في الجرح المجمل؟
وجزاكم الله خيرا.
¥