أخرجه الطبري في ((تفسيره)) (2/ 482): حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أيوب بن سليمان، قال: ثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم، أن الحسن حدثهم: أنَّ الناس كانوا على عهد رسول الله r يطلق الرجل أو يعتق، فيقال: ما صنعت؟ فيقول: إنما كنت لاعبًا. قال رسول الله ع: ((مَنْ طَلَّقَ لاعِبًا أَو أَعْتَقَ لاعِبًا فَقَدْ جَازَ عَلَيْهِ)).
وسليمان متروك الحديث، ولكن تابعه المبارك بن فضالة.
فأخرج ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (رقم 2248) قال: حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، أن النبي ع قال: ((مَنْ طَلَّقَ أَوْ أَعْتَقَ أَوْ نَكَحَ جَادًّا أَوْ لاعِبًا فَقَدْ جَازَ عَلَيْهِ)). والمبارك مدلِّسٌ.
وتابعهما عمرو بن عبيد.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 115) نا عيسى بن يونس، عن عمرو، عن الحسن، أن النبي ق: ((مَنْ طَلَّقَ أَوْ حَرَّرَ أَوْ أَنْكَحَ أَوْ نَكَحَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ لاعِبًا؛ فَهُو جَائِزٌ)). وعمرو ساقطٌ.
وتابعهم سالم الخياط.
أخرجه محمد بن الحسن في ((الحجة)) (3/ 201) قال: أخبرنا سالم الخياط قال: قال الحسن البصري: قال النبي ع ... فذكره.
وسالم ضعفه النسائي، وأبو حاتم، وابن معين، ووثقه أحمد في روايةٍ، ومشاه ابن عدي، وقال الثوري: ((كان مرضيًّا))، ولينه أحمد في روايةٍ والدارقطني.
فتتقوى روايته برواية المبارك بن فضالة، والله أعلم.
وأخرج عبد الرزاق (10250) عن ابن جريج قال: أخبرت عن النبي r أنه قال: ... فذكر نحوه، ولا يصحُّ لإعضاله.
فالذي يظهر لي أن الحديث قابل للتحسين إلا قوله ((الرجعة)) أو ((العتق))، فلم أجد ما يشهد لهما، والله أعلم.
وقد مال لتضعيفه - جملةً - شيخنا أبو عبد الله مصطفى العدوي في ((تفسير سورة البقرة)) له.
وقد رأيت بعض تلامذته ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2)) جعل قول الله تعالى ? وَلاَ تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللهِ هُزُوًا? مما قد يقوم مقام الحديث، كذا قال! وليس في الآية ما يدل على إيقاع الطلاق، أو النكاح أو العتق أو الرجعة إن وقع شيء منها هزلاً! وإنما هي نَهيٌ عن اتخاذ حدود الله هزوًا، وليس لازم ذلك إيقاع من لعب بها، والله أعلم.
* * *
وهذا آخر ما أردت تسطيره في هذا الجزء، والله U أسأل أن ينفعني به يوم القيامة، وأن يتقبله مني بقبول حسنٍ، وأن يجعله زادًا لحسن المصير إليه، وعتادًا ليمن القدوم عليه، إنه بكل جميلٍ كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وأعلم يقينًا أنني قد أخطأت - إذ إنني بعدُ طالب -، فأسأل القارئ الكريم أن يتفضل عليَّ بما يراه خطأً، وأنا راجع عن قولي إن تبين لي خطؤه، وأسأل الله العفو والسداد.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
[/ URL]([1]) أول من وقفت عليه ممن رمى الحاكم بذلك: الحافظ الزيلعي في ((نصب الراية))، وتبعه شيخ الإسلام، والذهبي، والسخاوي. ولكن قال العلامة المعلمي في ((التنكيل)) أن الحاكم إمام مقبول القول في الجرح والتعديل، وهو -: - معروفٌ بالتحرِّي والتثبتِ، وله تحقيقات نفيسة لم يسبق إليها، فحملني هذا على محاولة تحرير مرتبة توثيق الحاكم، وذلك بالنظر إلى الذين وثقهم في
((المستدرك)) ومقارنته بأقوال غيره من أهل العلم، ولقد جمعت قدرًا صالحًا، ولم أنته منه بعد، وإلى أن أنتهي منه أتابع من ذكرتُ من العلماء، والله الموفق.
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1)([2]) وهو محقق كتاب ((إغاثة اللهفان)) (2/ 448).
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[09 - 10 - 08, 06:46 ص]ـ
جزاك الله الف خير على هذا التخريج الماتع
وقد تكلم على هذا الحديث سابقا ولاكنه بختصار
انظره على هذا الروابط فلعل فيه ما يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=21690
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8684
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[12 - 10 - 08, 06:09 م]ـ
بارك الله فيكم