تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم عبد الباري]ــــــــ[30 - 10 - 08, 11:40 ص]ـ

بارك الله فيكم

سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: عَنْ (صَالِحِي بَنِي آدَمَ وَالْمَلَائِكَةِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ)

أين ذكر ذلك بن تيمية؟

صَالِحِي الْبَشَرِ أَفْضَلُ بِاعْتِبَارِ كَمَالِ النِّهَايَةِ وَالْمَلَائِكَةَ أَفْضَلُ بِاعْتِبَارِ الْبِدَايَةِ

أعتقد هنا وكما سبق وأشار الأخوة أن الملائكة مجبولون على الطاعات وخلقوا لها وهيئوا لها عكس البشر فلماذا يكونون أفضل من الذي يجاهد هواه وشيطانه وقرينه ليصل إلى درجة الكمال الذي جبل عليه الملائكة

أَكْمَلُ مِنْ أَحْوَالِ الْبَشَرِ.

ربما يكون الأنسان بجهاده وتحمله لمشقة الطاعة ومشقة البعد عن المعصية وذالك كله لأجل الله رغم المغريات التي تواجهه أكمل وأعظم عند الله ممن لا يجاهد في ذالك بل يؤديها بفطرته وجبلته

وَأَمَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ دُخُولِ الْجَنَّةِ فَيَصِيرُ صَالِحُو الْبَشَرِ أَكْمَلَ مِنْ حَالِ الْمَلَائِكَةِ.

لماذا يصيرون أكمل ويصير الملائكة خدامهم! أليس بجهادهم في الدنيا وأن الله أثابهم على ذالك الصبر والجهاد

إذا من الأفضل في الأصل؟

ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[06 - 10 - 09, 10:55 م]ـ

بارك الله فيكم

الحديث السالف ذكره في السؤال هل هو صحيح أم لا؟

وبالنسبة للأية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم الأية 6

ليس فيها تفضيل للملائكة على بني آدم بل بالعكس ذكر الله سبحانه وتعالى أنهم يفعلون ما يؤمرون أي جبلوا على ذلك وخلقوا عليه فليس لهم من يوسوس لهم بمخالفة الله سبحانه ولم تركب فيهم الأهواء التي تعيقهم عن طاعة الله وليس بهم عجز عن الطاعة كما ورد في التفسير العظيم لإبن كثير (1) بخلاف بني آدم فقد ركبت فيهم الأهواء ولهم قرين يوسوس لهم بالمعصية ويؤزهم لها أزا ومع ذلك منهم من ينتصر على هواه وشيطانه ليبلغ طاعة الله فهو يجاهد نفسه وهواه وشيطانه ويتغلب على فطرته بخلاف من لم يركب فيه كل ذالك بل خلق للطاعةوللعبادةفعلى هذا الأساس فضل بني آدم على الملائكة كما ورد ذالك أيضا عند تفسير الأية في البقرة (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت)

أما الأية: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون} النساء الآية 172

فقد قال بن كثير في تفسيره أن هذه الآية ليست دلالة على تفضيل الملائكة على البشر لأن الله عطف الملائكة على المسيح ولا يلزم كونهم أقوى وأقدر أن يكونوا أفضل وقيل إنما ذكروا لأنهم اتخذوا آلهة مع الله كما اتخذ عيسى ابن مريم فأخبر سبحانه أنهم عبيد من عباده وخلق من خلقه ــ تفسير ابن كثير ص462 ــ

فلو تفضلتم بارك الله فيكم بإيراد الأدلة من الآحاديث الصحيحة حول هذه المسألة

أما بالنسبة لتفضيل بني آدم على الجن

قال الشيخ أبو بكر الجزائري

"إن الجن ــ حتى الصالحين منهم ــ لأقل قدرا وأدنى كرامة وأنقص شرفا من الإنسان؟ إذ قرر الخالق عز وجل كرامة الإنسان وأثبتها في قوله ((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)) ولم يثبت هذا التكريم للجان لا في كتاب من كتب الله ولا على لسان رسول من رسله عليهم السلام، فتبين بذالك أن الإنسان أشرف قدرا من الجان، ويدل على ذالك أيضا شعور الجن أنفسهم بنقصانهم وضعفهم أمام الناس، يدل على ذالك أنهم كانوا إذا استعاد الإنس بهم تعاظموا وترافعوا لما في إستعادة الإنسان بهم من تعظيمهم وإكبارهم وهم ليسوا كذالك، فيزيدون رهقا؛ أي طغيانل وكفرا

قال تعالى في الحديث عنهم في سورة الجن ((وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا))

ويشهد لذلك أيضا إذا توسل بهم الإنسان أو بأسماء عظمائهم أو أقسم بأشرافهم أجابوه وقضوا حاجته، كل ذلك شعور منهم بالضعف والحقارة أمام ان آدم الكريم على الله إذا آمن بالله تعالى وعبده موحدا له في ربوبيته وعبادته وأسمائه وصفاته 0

أما الإنسان بدون ذلك فصالحوا الجان أفضل وأكرم من كفار بني آدم ومشركيهم " عقيدة المؤمن ص228

(1) أختي الكريمة ليس ذلك تفسير ابن كثير للآية رحمه الله تعالى لم يذكر أنهم مجبولون على الطاعة بل قال ما نصه "

وقوله: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} أي: مهما أمرهم به تعالى يبادروا إليه، لا يتأخرون عنه طرفة عين، وهم قادرون على فعله ليس بهم عجز عنه. وهؤلاء هم الزبانية عياذًا بالله منهم. " قلت: فتبين بذلك أنه لا دليل على أنهم مجبولون على الطاعة إلا ما روي عن كعب الأحبار وغيره من التابعين ممن يحتاج مع قوله إلى دليل صحيح مرفوع إلى النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأريد أن أقول أن قول ابن كثير عندما قيده في تفسير هذه الآية وقال: وهؤلاء هم الزبانية ليس خاصا بهم بل هو عام في الملائكة أنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير