تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن البخاري اقتصر على قول عمر (ما آلو إلا ما عجزت عنه) (التاريخ الكبير 7/ 304 رقم 1295)، ولم يذكر مجيء الرجل إلى القبر، وهذه الزيادة دخلت في القصة وهي زيادة منكرة ومعارضة لما هو أوثق منها مما رواه البخاري في صحيحه في ترك جمهور الصحابة التوسل بالنبي إلى التوسل بالعباس.).

وقال الشيخ أحمد ولد الكوري العلوي الشنقيطي في كتابه (بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التيجاني):

(والرد عليه من وجوه خمسة:

1 - هذا الأثر ضعيف لا يثبت بوجه من الوجوه، فمالك الدار هذا مجهول لا يدرى من هو، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر له راويا غير أبي صالح ولم يذكر فيه جرحا ولا توثيقا ولا ينافي ذلك قول الحافظ " بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار"، لأنه يعني صحة الإسناد إلى أبي صالح وقال الهيثمي في المجمع (3/ 125) والمنذري في الترغيب (2/ 41) ومالك الدار لا أعرفه.

2 - أن هذا الأثر مخالف لما ثبت من صلاة الإستسقاء التي ثبتت في النصوص الكثيرة والدعاء.

3 - مخالف للقرآن يقول تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا .. } [نوح 10 - 11].

4 - مخالف لهدي السلف إذ كانوا يصلون ويدعون في الإستسقاء كمافعل العباس بحضور الصحابة وفعل معاوية بيزيد بن الأسود الجرشي.

5 - هذه القصة لا حجة فيها لأن الرجل الذي فعل هذا مجهول لا ندري هل هو شيطان رجيم أم عفريت مارد أم زنديق شارد وتسميته بلالا إنما وردت عن سيف بن عمرو الضبي الأسدي ... مصنف الفتوح والدرة وغير ذلك قال يحي:" ضعيف "، وقال مرة:"فلس خير منه"، قال ابن حبان:" يروي الموضوعات عن الأثبات وقالوا إنه كان يضع الحديث "، قال أبو حاتم:" متروك "، وقال ابن حبان:" اتهم بالزندقة "، وقال ابن عدي:" عامة حديثه منكر "، وقال أبو داود:" ليس بشيء " اهـ).

وجاء في كتاب [وجاءوا يركضون .. مهلاً يا دعاة الضلالة] للشيخ الفاضل أبو بكر جابر الجزائري حفظه الله يقول:

(قلت: سبحان الله، كيف يصحّ هذا الأثروهو يناقض أكبر أصل من أصول الدين، ألا وهو توحيد القصد والطلب، إذ جاء فيه سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره أن يستسقي لأمته.

ونظراً لمنافاة هذا الأثر لأصول الدين، اتصلت بمحدث المدينة وعالمها اليوم أبي عبدالباري الشيخ حماد الأنصاري، فسألته، فقال: على الخبير وقعت، إنهذا الأثرقد تتبعته في مصادره، ودرست سنده، فوجدته باطلاً، لا يقبل سنداً ولا متناً، وبيان ذلك:

1 - أن في سنده الأعمش، وهو معروف بالتدليس، ولذلك فإن حديثه لا يُحتجُّ به ما لم يصرح بالسماع.

2 - مالك الدار، والذي عليه مدار هذا الأثر مجهول، سكت عنه البخاري، كما سكت عنه ابن أبي حاتم، والقاعدة عند علماء الحديث أن من سَكَتَ عنه البخاري وابن أبي حاتم فهو مجهول غير معروف، لقول ابن أبي حاتم في كتابه [الجرح والتعديل]: من سكتُّ عنه فإني لا أعرفه.

وقد سكت عن مالك الدار هذا.

3 - سيف الضبيّ، وهو الذي ذكر أن رجلاً أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، وهو يعني بالرجل بلال بن الحارث رضي الله عنه، سيف هذا كذاب متهم بالزندقة، قال فيه ابن أبي حاتم: سيف متهم بالزندقة، وأحاديثه منكرة.

وسند يقوم على مدلس، ومجهول، وكذاب متهم بالزندقة، كيف يقبل أثر ورد به؟ هذا أولاً.

ثانياً: كيف يقبل أثر يجيز سؤال الأموات، وهو هدم لأعظم أصل من أصول الدين، وهو التوحيد.

وثالثاً: أن هذا الأثر لا يعدو كونه رؤيا منامية، والرؤى لا تثبت بها الشرائع والأحكام، اللهم إلا أن تكون رؤيا الأنبياء، لأنها من الوحي.

وبهذا تكسّر الرمح الوحيد الذي كان بأيدي الراكضين، يدافعون به لإثبات البدع وتقرير الضلالات، وبقوا يخمشون بأظفارهم، ويعضّون بأسنانهم. وأنّى لهم أن يَههزِموا جيوش الحق بأظفار القطط؛ وأسنان التماسيح!!).

وارجع إلى كتاب (الإشعار بعلل أثر مالك الدار) لأبي عمر الدوسري جزاه الله خير:

http://www.saaid.net/feraq/sufyah/shobhat/17.htm

ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[24 - 10 - 08, 07:07 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير