تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد تقدم الكلام في سيف؛ وأنه ضعيف لا يحتج به، ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم لا تدل على استحسان فعل من اشتكى إليه القحط، وهو صلى الله عليه وسلم لم يقل إني شفعت لهم في السقيا، أو طلبتها من الله لهم، أو أجبت هذا المشتكي. وإنما أخبر أنهم يسقون , وهذا لا يفيد إقرار هذا الفعل ولا الرضى به. ولا عن فاعله. وهو في حياته صلى الله عليه وسلم رما أعطى الرجل المسألة فيخرج بها يتأبطها ناراً. وقد يجري لمن يدعو الصالحين ومن هو دون الأنبياء كثير من هذا النوع. كما ذكره شيخ الإسلام وغيره، ولكنهم قرروا أن هذا لا يدل على الإباحة ولا على الإجابة بهذا السبب. بل وقد لا يشعر المسئول بشيء من ذلك. فإذا كان هذا يقع والمسئول لا شعور لديه، ولا قدرة على الاستجابة فالاحتجاج به خروج عن الحجج الشرعية التي يرجع إليها أهل العلم والإيمان.

ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم وخطابه بمثل هذا لا يدل على حسن حال الرائي وتصويب فعله. هذا لو ثبتت هذه الرؤيا بوجه صحيح شرعي فكيف ودلائل الوضع تلوح عليها؟ وقد يراه بعض الفساق والكفار ورؤيته نذارة للمجرمين وبشارة للمؤمنين؛ وكون عمر بكي ولم ينكر هذه الرؤيا فليس هذا من الأدلة على أنه يشتكي إلى الرسول، ولم يقل الرائي لعمر: أني ذهبت واشتكيت القحط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولم ينقله أحد. والنصارى والكفار يتوجهون إلى من عبدوه مع الله ويسألونه المطالب، وكشف الشدائد ومع ذلك قد تحصل إجابتهم لما لله في ذلك من الحكمة والفتنة. وقد قال تعالى {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك} وقد استجيب لبلعام بن باعورا في قوم موسى. والحجة الصريحة الواضحة ما فعله عمر بن الخطاب وأقره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمعوا عليه، كما في الصحيحين وغيرهما " أن عمر استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نستسقي بنبيك فتسقينا، وإنا نستسقي بعم نبيك فاسقنا، قم يا عباس فادع الله فدعا العباس فسقوا " هذا قد أجمع عليه الصحابة وأقروه، ولم يقل أحد منهم استق برسول الله، أو ليس لك العدول عنه، بل هم أفقه من ذلك وأعلم بدين الله. ثم لو كان حقا كيف يتركه الجم الغفير ويعدلون عنه، مع أنه هدى وصواب؛ وهذا لا يكاد يقع ممن هو دونهم رضي الله عنهم، فكيف بهم رضي الله عنه؟ ومن ترك هذه النصوص والواضحات الصريحة وعدل عنها إلى رؤيا منامية وحكايات عمن لا يحتج به في المسائل الإيمانية فهو ممن وصف الله تعالى بقوله {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا رأيتهم الذي يتبعون المتشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ")) [مصباح الظلام ص 302 – 305].

وبعد هذا البحث نخلص أن هذا الأثر لا يصح سندا ومتنا، وأقل ما يقال في هذا الأثر أنه متكلم في إسناده ومتنه، فكيف نأخذ ديننا من مثل هذه الحكايات؟!

هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وهذا رابط المصدر:

http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2642&selected_id=-2643&page_size=5&links=False&gate_id=0

ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[24 - 10 - 08, 06:34 م]ـ

جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم ونفع الله بكم

ـ[محمد فكرى الدراوى]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:21 م]ـ

جزاكم الله خيرا ايها الاخوة الافاضل وبارك الله فيكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير