تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى ابن وهب، عن مالك قال: كنت آتي نافعا، وأنا غلام حديث السن، فينزل ويحدثني، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد، فإذا طلعت الشمس خرج، وكان يلبس كساء، وربما وضعه على فمه لا يكلم أحدا، وكنت أراه بعد صلاه الصبح يلتفت بكساء له أسود.

وروى إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه: كنا نختلف إلى نافع، وكان سيئ الخلق، فقلت: ما أصنع بهذا العبد؟ فتركته ولزمه غيري، فانتفع به.

وقال معمر: كان أيوب السختياني يحدثنا عن نافع، ونافع حي.

وقال مالك: إذا قال نافع شيئا، فاختم عليه.

وقال عبد الرحمن بن خراش: نافع ثقة نبيل.

وروى أيوب أن عمر بن عبد العزيز ولي نافعا صدقات اليمن.

وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني نافع بن أبي نعيم واسماعيل بن إبراهيم بن عقبة وابن أبي فروة قالوا: كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر في صحيفة، فكنا نقرؤها عليه، فيقول: يا أبا عبد الله! أتقول: حدثنا نافع؟ فيقول: نعم.

وروى الأصمعي، عن نافع بن أبي نعيم، عن نافع أنه قيل له: قد كتبوا علمك، قال: كتبوا؟ قيل: نعم، قال: فليأتوا به حتى أقومه.

وروى عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه، عن نافع، أنه لما احتضر بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ذكرت سعدا وضغطة القبر.

وقال حماد بن زيد وجماعة: توفي نافع سنة سبع عشرة ومائة وشذ الهيثم بن عدي وأبو عمر الضرير فقالا: مات سنة عشرين ومائة.

وقال إسماعيل بن أمية: كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبى، ويقول: لا، إلا الذي سمعته.

وقد اختلف في محتد نافع وأصله على أقوال:

فقيل: هو بربري.

وقيل: نيسابوري.

وقيل: ديلمي.

وقيل: طالقاني.

وقيل: كابلي.

والأرجح أنه فارسي المحتد في الجملة.

قال النسائي: أثبت أصحاب نافع: مالك، ثم أيوب، ثم عبيد الله، ثم يحيى بن سعيد، ثم ابن عون، ثم صالح بن كيسان، ثم موسى بن عقبة، ثم ابن جريج، ثم كثير بن فرقد، ثم الليث بن سعد.

وقد اختلف سالم ونافع على ابن عمر في ثلاثة أحاديث، وسالم أجل منه، لكن أحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب. وبلغنا أنهم تذاكروا حديث إتيان الدبر الذي تفرد به نافع عن مولاه، فقال ميمون بن مهران: إنما قال هذا نافع بعدما كبر وذهب عقله. وروي أن سالما قالوا له: هذا عن نافع، فقال: كذب العبد، أو أخطأ العبد، إنما كان ابن عمر يقول: يأتيها مقبلة ومدبرة في الفرج.

وعن أبي إبراهيم المنذر الحزامي قال: ما سمعت من هشام بن عروة رفثا قط إلا يوما واحدا، أتاه رجل، فقال: يا أبا المنذر! نافع مولى ابن عمر يفضل أباك عروة على أخيه عبد الله بن الزبير، فقال: كذب عدو الله، وما يدري نافع عاض بظر أمه! عبد الله خير والله وأفضل من عروة.

قلت: وقد جاءت رواية أخرى عنه بتحريم أدبار النساء، ما جاء عنه بالرخصة فلو صح، لما كان صريحا، بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل، وهذا الذي عليه أكثر أهل العلم، وتحريم الإتيان في الدبر.

وقد ذكرنا أن الأصح وفاة نافع سنة سبع عشرة ومائة.

وقال ابن عيينة وأحمد بن حنبل: سنة تسع عشرة ومائة.

وقول ميمون بن مهران: كبر وذهب عقله، قول شاذ، بل اتفقت الأمة على أنه حجة مطلقا.

قال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث.

وقال العجلي والنسائي: مدني ثقة.

وقال ابن خراش: ثقة نبيل.

قلت: وقد كادت الأمة أن تجمع او أجمعت على أن أصح ترجمة هي: مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورحم الله الجميع ورضي عنهم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير