تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج مختصر لحديث: [إن الله يحب المؤمن المحترف]]

ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[09 - 11 - 08, 07:21 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تخريج حديث: [إن الله يحب المؤمن المحترف]

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فقد صليت الجمعة يوم 9/ 11/1429هـ في أحد المساجد وقد تكلم الخطيب وفقه الله عن التجارة وأورد فيها حديث: [إن الله يحب المؤمن المحترف .. ] فأردت أن أبحث عن هذا الحديث لأعرف حكمه،

والآن أوان الشروع في المقصود وأسأل الله التوفيق والسداد وأن يكون هذا البحث خالصا لوجهه الكريم.

أولا: ألفاظ الحديث

جاء الحديث بعدة روايات فمنها: (إن الله يحب المحترف) وفي بعضها (العبد المؤمن المحترف) وفي بعضها (المؤمن المحترف) وفي بعضها (الشاب المحترف) وفي بعضها (العبد المحترف)

ثانيا: تخريج الحديث

هذا الحديث جاء من رواية 1 - عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وعنه سالم ابنه ومجاهد،

أما رواية سالم فقد رواها الطبراني في الكبير والأوسط وقال بعده (لم يرو هذا الحديث عن سالم إلا عاصم بن عبيد الله، تفرد به: أبو الربيع السمان، ولا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد)

والقضاعي في مسنده

والبيهقي في شعب الإيمان، وقال (تفرد به أبو الربيع عن عاصم وليسا بالقويين)

وابن عدي في الكامل في ترجمة أبو الربيع السمان وقال (مع ضعفه يكتب حديثه)

وابن النجار والحكيم الترمذي (نسبه إليهما السيوطي في الجامع) والديلمي.

وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (968) وقال (لا يصح)

وقال الهيثمي: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف)

وانتقد الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة إعلال الهيثمي للحديث بعاصم فقط لأنه معل برجل آخر أضعف من عاصم وهو أبو الربيع السمان وهو متروك)

وقال السيوطي في الدرر المنتثرة (في سنده متروك)

وقال المناوى (2/ 291): نقل الزين العراقى الزركشى تضعيفه عن ابن عدى وأقره وقال المصنف فى سنده متروك، قال السخاوى: لكن له شواهد).

وأورده الفتني في تذكرة الموضوعات وقال: (وفي المختصر .... ضعيف) ومراده بالمختصر: (مختصر الفيروزأبادي صاحب القاموس لكتاب المغني عن حمل الأسفار في الأسفار للحافظ العراقي في تخريج كتاب إحياء علوم الدين)

وأورده الزركشي في اللآلئ المنثورة وقال بعده: (أبو الربيع متروك).

ونقل الشوكاني في الفوائد المجموعة عن صاحب المختصر المذكور ضعفه.

وقد ساق الذهبي هذا الحديث في ميزان الاعتدال في ترجمة أبي الربيع السمان وفي ترجمة عبيد بن إسحاق أيضا في جملة ما أنكر عليهما من الأحاديث.

وأما رواية مجاهد فقد رواها محمد بن مخلد في فوائده (25)

وكذلك ابن ثرثال في جزئه المطبوع ضمن فوائد ابن منده (212)

ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب.

وقال أبو حاتم في العلل عن حديث مجاهد عن ابن عمر: (هذا حديث منكر)

ثانيا: حديث ابن عباس:

وجاء من طريق مجاهد عن ابن عباس

رواه محمد بن مخلد في فوائده (26)

وابن أبي الدنيا في جزء في إصلاح المال (193)

ورواه القضاعي في مسند الشهاب

وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 466) وأعله بليث بن أبي سليم ضعيف اختلط.

ثالثا: حديث أبي سعيد الخدري

وجاء من طريق الحسن عن أبي سعيد الخدري عند ابن أبي الدنيا في جزء إصلاح المال (205)

وأورده السخاوي في المقاصد الحسنة وبعض ما جاء في الباب من الآثار في معناه وقال: (ومفرداتها ضعاف ولكن بانضمامها تقوى) قال العجلوني في كشف الخفاء: (أي فيصير الحديث حسنا).

الخلاصة: أن الحديث ضعيف

قلت: فتبين أنه جاء من طريقين عن ابن عمر وقد سئل أبو حاتم عن طريق مجاهد فاستنكره، وفي الطريق الآخر عاصم وأبو الربيع، وجاء عن ابن عباس وفيه ليث بن أبي سليم، وجاء من حديث أبي سعيد الخدري وسنده عند ابن أبي الدنيا هكذا: (حدثني حسين بن علي بن يزيد حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا عبيدة عن أبي حمزة عن الحسن عن أبي سعيد مرفوعا) وبالبحث في رجاله تبين الآتي

1 - أبو سعيد الخدري صحابي معروف روى له الجماعة وهو من المكثرين.

2 - الحسن: لعله البصري حيث إنه بالرجوع إلى ترجمة أبي سعيد من تهذيب الكمال لم أجد أحدا روى عنه ممن اسمه الحسن سوى البصري،وهو معروف بالإرسال والتدليس، ونقل ابن أبي حاتم في المراسيل والعلائي في جامع التحصيل عن ابن المديني أن الحسن لم يسمع من أبي سعيد الخدري. فروايته عنه مرسلة.

3 - ولم أتبين من هم رجال الإسناد الباقين.

فتبين ضعفه لإرساله ولعل أحدا ينشط لإيضاح رجال الإسناد الباقين المبهمين

أما كونه ينجبر بما جاء في معناه فبعيد جدا وإن كان يصح معناه فنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيها صعوبة لا سيما وقد جاء التحذير الشديد من نسبة شيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون التأكد من ذلك فقد جاء في الحديث المعروف المتواتر أنه صلى الله عليه وسلم قال: [من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار] وجاء في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: [من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين].

هذا ما لدي وأرجو منكم يا أصحاب الفضيلة أن تمدوني بما عندكم فما أنا فيكم إلا كجالب التمر إلا هجر والله يصلح مني ومنكم النية والمقصد ويتولانا بحفظه ويكلؤنا برعايته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير