تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجه الحاكم (2/ 57 - 58) والبيهقي (6/ 69 - 70)، وقال:

((تفرّد به عثمان بن محمد الدراوردي)).

قلت: وتعقبه ابن التركماني، فقال:

قلت: لم ينفرد به، بل تابعه عبد الملك بن معاذ النصيبي، فرواه كذلك عن الدراوردي، كذا أخرجه أبو عمر في كتابيه (التمهيد) و (الاستذكار).

قلت: وكأنه لهذه المتابعة قال الحاكم عقبه:

((صحيح على شرط مسلم)) ووافقه الذهبي.

وإلا، فلولا المتابعة هذه، لم يكن الحديث على شرط مسلم، لأن عثمان بن محمد ليس من رجاله، وفوق ذلك فهو متكلم فيه، قال الدارقطني: ((ضعيف)).

وقال عبد الحق: ((الغالب على حديثه الوهم)).

ولكن قد يتقوّي حديثه بمتابعة النصيبي هذا له، وإن كان لا يعرف حاله، كما قال ابن القطان وتابعه الذهبي، وهو بالتالي ليس من رجال مسلم أيضا فهو ليس على شرطه أيضا، ولكنهم قد يتساهلون في الرواية المتابعة ما لا يتساهلون في الرواية الفردة، فيقولون في الأول: إنه على شرط مسلم باعتبار من فوق المتابعين، مثلما هنا كما هو معروف.

ولذلك فقد رأينا الحافظ ابن رجب في " شرح الأربعين النووية " (219) لم يعلّ الحديث بعثمان هذا ولا بمتابعة النصيبي، وإنما أعلّه بشيخهما، فقد قال عقب قول البيهقي المتقدم:

((قال ابن عبد البر: لم يختلف عن مالك في إرسال هذا الحديث. قال: ولا يسند من وجه صحيح. ثم خرجه من رواية عبد الملك بن معاذ النصيبي عن الدراوردي موصولا، والدراوردي كان الإمام أحمد يضعّف ما حدّث به من حفظه، ولا يعبأ به، ولا شك في تقديم قول مالك على قوله)).

قلت: يعني أن الصواب في الحديث عن عمرو بن يحيي عن أبيه مرسلا كما رواه مالك، ولسنا نشك في ذلك، فإن الدراوردي وإن كان ثقة من رجال مسلم، فإن فيه كلاما يسيرا من قبل حفظه، فلا تقبل مخالفته للثقة، لا سيما إذا كان مثل مالك رحمه الله تعالى.

والحديث أخرجه الدارقطني أيضا (ص 522) موصولا من الوجه المتقدم، لكن بدون الزيادة: ((من ضارّ ... )).

ثم رأيته قد أخرجه في مكان آخر (ص 321) من الوجه المذكور بالزيادة.

2 - وأما حديث ابن عباس فيرويه عنه عكرمة وله ثلاث طرق:

الأولى: عن جابر الجعفي عنه به.

أخرجه ابن ماجه (2/ 57) وأحمد (1/ 313) كلاهما عن عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن جابر الجعفي به. قال ابن رجب:

((وجابر الجعفي ضعّفه الأكثرون)).

الثانية: عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة به.

أخرجه الدارقطني (522). قال ابن رجب:

((وإبراهيم ضعّفه جماعة وروايات داود عن عكرمة مناكير)).

قلت: لكن تابعه سعيد بن أبي أيوب عند الطبراني في " الكبير " (3/ 127 / 1) قال: حدثنا أحمد بن رشدين المصري: نا روح بن صلاح: نا سعيد بن أبي أيوب عن داود بن الحصين به، إلا أنه أوقفه على ابن عباس.

لكن السند واه، فإنّ روح بن صلاح ضعيف، وابن رشدين كذبوه، فلا تثبت المتابعة.

الثالثة: قال ابن أبي شيبة كما في " نصب الراية " (4/ 384): حدثنا معاوية ابن عمرو: ثنا زائدة عن سماك عن عكرمة به.

قلت: وهذا سند رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، غير أن سماكا روايته عن عكرمة خاصة مضطربة وقد تغير بآخره فكان ربما يلقّن، كما في " التقريب ".

3 - وأما حديث عبادة بن الصامت، فيرويه الفضيل بن سليمان: ثنا موسي بن عقبة عن إسحاق بن يحيي بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة مرفوعا به.

أخرجه ابن ماجه، وعبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (5/ 326).

قلت: وهذا سند ضعيف منقطع بين عبادة وحفيدة إسحاق، قال الحافظ:

((أرسل عن عبادة، وهو مجهول الحال)).

4 - وأما حديث عائشة، فله عنها طريقان:

الأولى: يرويها الواقدي: نا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن أبي الرجال عن عمرة عنها.

أخرجه الدارقطني (522).

قال ابن رجب: ((والواقدي متروك، وشيخه مختلف في تضعيفه)).

الثانية: عن روح بن صلاح: ثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي سهيل عن القاسم ابن محمد عنها، وعن أبي بكر بن أبي سبرة عن نافع بن مالك أبي سهيل عن القاسم به.

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (2004 - مجمع البحرين).

((لم يروه عن القاسم إلا نافع بن مالك)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير