تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان أصل هذه القصة]

ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[21 - 11 - 08, 04:59 م]ـ

قصة نسمعها من الخطباء حول طاعة المرأة لزوجها

القصة باختصار:

ذهاب أحد الصحابة في سفر وتركه زوجته ومكوثها في البيت ولم تزر والدها في مرضه ولم تشهد جنازته وإخباره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن الله غفر لوالدها بطاعتها لزوجها.

هل لهذه القصة أساس من الصحة , وأين أجدها في كتب الحديث المختلفة؟

أرجو ممن يعرف بيان ذلك وله الأجر والمثوبة من الله تعالى.

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[21 - 11 - 08, 07:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

أخي الحبيب أسامة عبد الرافع00رفع الله قدرك في العليين، وزادك الله حرصاً على حسن أهتمامك بمعرفة صحيح السنة من سقيمها، وهذ هو الواجب على كل مسلم أن يفعله0

أمََّا بخصوص هذه القصة، فهي لا تصح، لضعف أسانيدها، وإليك أخي بيان ذلك:

أولاً: أخرجها عبد بن حميد في مسنده: (رقم1367) 0و الحارث في مسنده - كما في بغية الحارث رقم499 - من طريق يوسف بن عطية قال ثنا ثابت عن أنس أن امرأة كانت تحت رجل فمرض أبوها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أبي مريض وزوجي يأبى أن يأذن لي أن أمرضه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أطيع زوجك فمات أبوها فاستأذنت زوجها أن تصلي عليه فأطاعت زوجها ولم تصل على أبيها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله لأبيك بطواعيتك لزوجك 0

وهذا إسناد ضعيف جداً، بل تالف إذ فيه يوسف بن عطية، فقد اتفق كل من ترجم له على ضعفه، وقد لخص حاله الحافظ في التقريب بقوله: (2/ 345) 0" متروك "0و إذا أردت التوسع في ترجمته راجع0التاريخ الكبير للبخاري: (7/ 387) 0والجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (9/ 226 - 227) 0وميزان الاعتدال للذهبي: (4/ 468) 0

ثانياً: أخرجه الطبراني في الأوسط: (رقم7648) 0من طريق محمد بن موسى نا محمد بن سهل بن مخلد الإصطخري نا عصمة بن المتوكل نا زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن جابر عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا خرج وأمر امرأته أن لا تخرج من بيتها وكان أبوها في أسفل الدار وكانت في أعلاها فمرض أبوها فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال أطيعي زوجك فمات أبوها فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أطيعي زوجك فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم إن الله غفر لأبيها بطاعتها لزوجها 0

وهذا أيضاً ضعيف، قال الإمام الألباني في الإرواء: (7/ 76 - 77) 0أخرجه الطبراني في (الاوسط) (1/ 169 / 2) من طريق عصمة بن المتوكل نا زافر عن سليمان عن ثابت البناني عن أنس بن مالك به. وقال؟ وقال: لم يروه عن زافر إلا عصمة). قلت: وهو ضعيف قال العقيلى في (الضعفاء) (ص 325): (قليل الضبط للحديث يهم وهما. وقال أبو عبد الله (يعنى البخاري): لا أعرفه) ثم ساق له حديثا مما أخطا في متنه. وقال الذهبي: (هذا كذب على شعبة). وشيخه زافر وهو ابن سليمان القهستاني ضعيف أيضا. قال الحافظ في التقريب): (صدوق كثير الأوهام). وقال الهيثمي في (المجمع) (4/ 313): (رواه الطبراني في (الأوسط) وفيه عصمة بن المتوكل وهو ضعيف) 0انتهى كلام الألباني رحمه الله0

وأضيف إلى كلام الألباني رحمه الله، أنّ فيه يزيد الرقاشي، وهو: يزيد بن أبان الرقاشي وقد ضعف حديثه الأئمة، قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: (7/ 245) 0" كان ضعيفاً قدرياً "0وضعفه يحيى بن معين وابن حنبل وأبو حاتم الرازي وشعبة والنسائي0 انظر الجرح والتعديل: (9/ 252) 0وتهذيب الكمال: (32/ 67وما بعده) 0

هذا ما يسره الله لي، والحمد لله على كل حال، وصلى الله وبارك على نبي الهدى00وعلى آله وصحبه أجمعين

ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[22 - 11 - 08, 11:04 ص]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم (أبا محمد السوري):

فقد أجدت في بيانك درجة صحة القصة ومكان وجودها في كتب الحديث.

هل على الخطباء والمدرسين بيان صحة الحديث من ضعفه في خطبهم ودروسهم؟

وهل يجوز ذكر الأحاديث الضعيفة والسقيمة في الخطب والدروس لأخذ العبرة والدروس منها أم فقط ملزمون بذكر الأحاديث الصحيحة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير