أما قولك: (والتفرد من الضعفاء -بله أصحاب المناكير- منكر لا يفيد عضدًا، ولا يستفيداعتضادًا.) فيصح إن كان التفرد بما لا أصل له من غير طريق هذا الضعيف , و إذا كان تفرد الضعيف برواية حديث عن صحابي معين يستنكر دائما , فما معنى تقوية الأحاديث بالشواهد؟!!! و ارجع لكتاب الشيخ طارق عوض الله عن (تقوية الأحاديث بالشواهد و المتابعات)
فقد ذكر كلاما نفيسا عن هذا الموضوع و عن تقوية الأحاديث بالشواهد.
و إذا كنت تنكر تقوية الأحاديث بالشواهد فأخبرنا , و إلا فلتذكر لنا ما معنى تقوية الحديث بالشواهد؟.
أما بالنسبة لموسى بن عبيدة , فلقد انتقيت أنت أيضا , و تركت من قوى أمره مثل أبي داود حيث قال فيه: (موسى بن عبيدة، و عبد الله بن عبيدة، و محمد بن عبيدة إخوة، موسى حدث عن أخويه و أحاديث موسى مستوية إلا أحاديثه عن عبد الله بن دينار).
و قال محمد بن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، و ليس بحجة.
و من تأمل أقوال النقاد فيه و جمع بينها , علم أن ضعفه محتمل.
و الغريب أنك في مداخلتك الأولى قلت أنه (ضعيف) أو (ضعيف جدا) و لم تجزم بشيء ثم تريد الآن أن تلزمنا أن ضعفه شديد!!!
و إنما نقلت قول ابن معين ليعلم أن وصفه له (ليس بشيء) و هي من ألفاظ الجرح الشديدة عندك لا يدل على ترك حديثه و إنما يكتب حديثه في الرقاق.
و قولك: (وأن ابن عدي -على خفة عبارته في الجرح كما سبق- لم يقوِّ موسى أو يقل بصلاحيتهللاعتبار.) , فأقول أنه أيضا لم يقل أن ضعفه شديد و أن حديثه لا يكتب و لا يعنبر به.
و بالنسبة لقول ابن حبان فكما ذكرت سابقا أنه يتعنت في الجرح أحيانا عندما يقف على بعض الأحاديث المنكرة للراوي.
أما بالنسبة لقولك: (ثم لم يلتفت أخونا إلى علة الانقطاع بين عبدالله بن عبيدة وعلي بن أبي طالب، وهيمما يزيد هذا السند وهاء إلى وهائه.)
فأقول لم تغب عني و لكن كما ذكرت في أبي بكر بن عبد الرحمن أن السقط واقع في طبقة التابعين و لا تسقط به الرواية.
أما بالنسبة لرواية قيس بن الربيع , فمن قال لك أنني أقول بتخطئة الرواة الثلاثة؟!؟! و يبدو أن الوهم و الخطأ عندك أكثر مما كنت أتخيل! و إنما أقول أن الحديث مضطرب و اضطرب فيه قيس و لكنه يصلح للاعتبار إذا وجد المرجح , و رواية دعاء يوم عرفة هي الأرجح لأنها جاءت من طريق آخر عن علي , مما يرجح أن لها أصل عن علي رضي الله عنه , و رويت من وجوه أخرى صالحة للاعتبار. قال الشيخ الجديع في تحرير علوم الحديث عند استعراض من يصلح حديثهم للاعتبار:
(ثالثاً: من وقع الاضطراب في حديثه؛ لكون ذلك واقعاً بسبب سوء الحفظ، والاضطراب تكافؤ في الوجوه، فإذا وجد المرجح تعين المصير إليه، والمرجح قد يكون إلى جانب القبول.).
و أما قولك: (لم يلتفت الأخ هنا إلى قضية التفرد في الطبقات المتأخرة -وهي إحدى مضايق الفهمالسليم لمنهج الأئمة المتقدمين-.
فتفرد ابن مردويه بهذا الإسناد لهذا الحديثتفردًا تامًّا، وعدم وجدان هذا الإسناد في الطبقات المتقدمة= يفيد نكارة الروايةوخطأها)
فأقول ليس كل تفرد في الطبقات المتأخرة يرد , و الحديث له أصل من وجوه أخرى صالحة.
و ختاما أستغرب و أستعجب من جزمك بأن الصواب معك و أن حكمك هو الصحيح و عدم اعتبار قول الشيخ عبد الله السعد و هو من هو في علم الحديث و يسير على منهج المتقدمين , و الحمد لله أن رزقنا الله بعلماء مثل هؤلاء يؤخذ بقولهم.
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[03 - 12 - 08, 04:58 ص]ـ
بارك الله فيكما ونفع،،،حوار مثري ونقاش علمي،،ولكن!
ألا يستقيم أن تكونا أخوين وان اختلفتما؟؟
ـ[عبد المجيد أبو عاصم]ــــــــ[03 - 12 - 08, 08:27 ص]ـ
يبدو أنك أخي أيمن لم تقرأ ردي السابق.
ولا أدري لماذا أبهمت الذي قال (منكر الحديث) في حماد بن أبي حميد، ولعل السبب لأنك تعلم أنها عبارة خبير الصنعة وهو الإمام البخاري، وتعلم ما تعني كلمة (منكر الحديث) عنده،
يقول ابن كثير حمه الله إن البخاري لطيف في العبارة فإذا قال عن رجل: (فيه نظر) فاعلم أنه في المراتب الدنيا من الضعف.
أقول: فكيف إذا صرح بأنه منكر الحديث، فلا تسل عن حاله بعد ذلك، واضرب به، ولعلك تعرف قول البخاري: من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل رواية حديثه.
فإن كانت عبارة البخاري (منكر الحديث) مجملة عندك، فإني أقول لك قد فسرها رحمه الله لك ولكل من أتى بعده بما قرأت
وعد لقراءة ما سبق بتمعن ففيه إزالة لكثير من الإشكالات التأصيلية عندك
نفع الله بالجميع، وأبان لنا الطرق
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[03 - 12 - 08, 10:56 ص]ـ
ولا يجوز أخذ الأحاديث بجدية مفرطة تجاه الخصوم فذلك منهج المبتدأئين في العلم والمتطفلين عليه، فياطلاب الحديث هونوا على أنفسكم، ودعوا الحدة في الخطاب والهجوم في الأسلوب، ولا تأثر فيكم كلمات وعبارات النقاد السابقين، فأولئك كان نقدهم في السابق بناء، ولو غلظ للمصلحة، أما اليوم فالحدة فرقة وهدم
وسامحوني على هذا الكلام لأني أرى كثيرا على طلاب الحديث-وأنا منهم- شيئا من ذلك، فلنتواص على الخير، وعسى الله أن يعفو عني وعنكم جميعا والله المستعان.
والله العظيم انه لكلام يكتب بماء الذهب
وحكمة تستحق أن تثبت في هذا الملتقى وفي جميع الملتقيات الدينية
وأذكر اني دخلت موقعا لأحد الفرق الضالة ففوجئت بأنهم يتخذون من ما يحدث من مثل هذا بين علمائنا
بابا كبير أ فيه يقولون انظروا كل أمة تلعن أختها وكثير من هذا الكلام السيئ
فقلت لاحول ولاقوة الا با الله لو رؤ هذا الكلام لما فعلوا ما فعلوا
وتذكرت قول الشافعي الا يمكن أن نختلف ونكون أصحابا
ووالله لو غلبنا جانب حسن الظن لما حدث هذا
فأنتم والله جميعا يا مشايخنا نحبكم جدا وأنتم أعظم الناس في قلوبنا ونفديكم بأرواحنا وأموالنا والله على ذلك شهيد
فكونوا بين بعضكم كما أنتم بيننا
ودمتم يا أنصار الله ورسوله
صلى الله عليه وسم
.
¥