تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - قال الترمذي عن بشر بن رافع (ليس بالقوي)، أي أن ضعفه يحتمل ويقبل في المتابعات على (رأيك)، لكن البخاري شيخ الترمذي قال: لا يتابع في حديثه، فهو في مرتبة من لا يعتد به في المتابعات عند البخاري مع أن الترمذي تلميذه قال: (ليس بالقوي)، والخلل ليس من عند الترمذي ولكن في فهمك أنت لكلام الترمذي، قال ابن عبد البر في كتاب الانصاف: (اتفقوا على إنكار حديثه وطرح ما رواه وترك الاحتجاج به لا يختلف علماء الحديث في ذلك).

3 - قال الترمذي عن سهيل بن عبد الله القطعي (ليس بالقوي)،قال عنه البخاري مرة (ليس بالقوي)، ونفسرها بقوله هو فقد قال في موضع آخر: (لا يتابع في حديثه يتكلمون فيه).

فواضح من هذه الأمثلة وغيرها كثير أن الترمذي إذا قال عن راو: ليس بالقوي، وقال البخاري فيه (منكر الحديث) لا يلزم بأنه ضعيف دون المتروك الساقط لما رأيت من الأمثلة التي نص فيها البخاري على أن من (ليس بقوي) لا يتابع على حديثه، ووجدنا أن من نص عليه الترمذي بأنه (ليس بقوي) من تُرك وكُذب فتنبه.

على أنه وردت عدة عبارات عن البخاري تبين أن (منكر الحديث) تعني أنه بمنزلة المتروك لا بمنزلة الضعيف ومن ذلك قوله في اسحاق بن أسيد (منكر الحديث تركوه).

وقال في عمر بن عبد الله اليمامي: منكر الحديث ذاهب، وقال في حفص بن عمر الطنافسي "منكر الحديث رماه يحيى بالكذب" فهذه العبارات كلها وغيرها تدلك على مقصود البخاري من عبارة (منكر الحديث)، وأنها منزلة المتروك والكذاب والساقط كما نص على ذلك الذهبي وابن كثير والعراقي، وليس كما فهمت من كلام الترمذي، ويصح كلامك لو قال الترمذي إن مراد البخاري من (منكر الحديث) هو (مجرد التضعيف)، ولم يقل ذلك، ولكنه شيء فهمته أنت، وفهم الجهابذة أمثال العراقي والذهبي ... مقدم على فهمك ولا شك.

وفي الختام أطلت في الرد، وليس ذا من عادتي رغم انشغالي بتحضير الدكتوراه وانشغالي بالأسانيد والأحاديث التي بين يدي، ولكن استخرت الله لأقدم لك، وللمنتدى هذه الوقفات العلمية الحديثية الدقيقة، وحرصت على القواعد والأصول بعيداً عن النقد الذاتي لشخص أخي أيمن، وبعيداً عن تتبع كلام الخصم كله كما يصنع البعض، ولكن نرجع إلى القواعد والأصول ونقررها لنوقن جميعاً أن علم العلل وضوابط الجرح دقيق جداً، فإن اتفقنا في التطبيق فالحمد لله؛ وإلا فما زال أئمة الفقه والحديث يختلفون، ويبقى الود والصفا، وسعة الصدر ورحابته، وأنا موقن أنك قد ترد على بعض تلك الوقفات وأحترم لك الرأي، ولكن أوصي نفسي وإياك العناية بالأصول والقواعد، ولتعلم أن هذا العلم لا منتهى له، فترد علي، وأرد عليك، وهكذا فتضيع علينا الأوقات، وقد يفوتنا يوم عرفة، ونحن لازلنا نتجادل مختلفين هل يصح فيه دعاء معين أو لا. فاعمل بما أدى إليك اجتهادك إن كنت ترى أنك من أهله، ولا تثرب على الآخرين بنفس عبارات النقاد، فذلك عين العلم والفقه، ونتمنى أن يظهر الله الحق على يديك، وسامحني إن كنت قد غلظت في العبارة من غير أن أشعر، وعفا الله عني وعنك، والله المستعان.

ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[04 - 12 - 08, 03:10 م]ـ

الأخ عبد المجيد أبو عاصم , للأسف الشديد نعم غلظت في العبارة , مع أنني استخدمت معك ألطف أسلوب , و للأسف الشديد أيضا كلامك به أخطاء كثيرة و كبيرة و تكرار لا داعي له لهذه الأخطاء , و سأحاول أن أبين هذه الأخطاء على كثرتها , و الله المستعان.

أولا: قولك: (أنك تفسر كلام الإمام بكلام إمام غيره، وعلى حسب فهمك، وهذا خطأ منهجي كبير) , ما دليلك على هذا الكلام و هذا محض وهم منك لأنني لم أفسر أي شيء على حسب فهمي , و لكن استعنت بتفسير الإمام الترمذي و فهمه لكلام غيره من أهل الحديث , و إذا كان فهمه لا يعجبك فأنت حر في ذلك.

ثانيا: أنك تستعين كثيرا بكلام الأئمة المتأخرين , دون دليل واضح على كلامهم من تصرفات و أقوال المتقدمين , و دون ذكر حتى نص كلامهم , و تكتفي مثلا بقول: (كما قرر ذلك الذهبي في الموقظة) , دون ذكر نص كلامه الكامل و دليله على ذلك , و مع احترامنا لهم إلا أن اجتهادهم غير مقبول في مسائل عديدة لأنه يخالف صنيع المتقدمين , و نحن نسير و لله الحمد على مذهب المتقدمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير