[جعفر الخلدي بين جرب البدن وجرب التصوف]
ـ[دمشقية]ــــــــ[10 - 12 - 08, 10:33 ص]ـ
كان بي جرب عظيم فتمسحت بقبر الحسين
أخبرنا ابن ناصر قال أخبرنا المبارك بن عبدالجبار قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد العتيقي قال سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول سمعت جعفر الخلدي يقول: «كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبرالحسين فغفوت فانتبهت وليس علي منه» (المنتظم لابن الجوزي5/ 346).
أولا: نحن لا نعدل بأصحاب النبي e أحدا. وقد أقروا بالإجماع على ترك التوسل بالنبي e بعد موته عندما بينه عمر بن الخطاب كما في البخاري (1010).
ثانيا: أنه على فرض صدق ووثاقة جعفر الخلدي فإنه لا يروي لنا رواية وإنما يفعل فعلا منبثقا من عقيدته الفاسدة التي تجعله يتداوى بالتراب كما يتداوى النصارى بالصليب.
ثالثا: إذا كان تراب قبر الحسين ينفع ويشفي فلماذا سارع السيستاني القدوة عندكم إلى تركه والذهاب إلى لندن للعلاج؟ نرجو من الرافضة أن يطالبوا السيستاني الذي ذهب إلى لندن للعلاج أن يتذكر تراب قبر الحسين. أم أنه جربه فلم ير فيه ما ينفعه شيئا؟
ولعل جعفر هذا مبتلى بما هو شر من الجرب وهو التصوف الذي كان رأسا فيه. وكان قد طلب الحديث ثم نهاه الصوفية عن الاشتغال بطلب الحديث فطاوعهم وتركه.
يقول الشافعي: «لو أن رجلاً تصوف أول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق، وما لزم أحد الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله أبداً» ويقول: «أُسِّسَ التصوف على الكسل» [تلبيس إبليس لابن الجوزي 320 و371].
جاء في الوافي بالوفيات «وكان المرجع إليه في علم القوم وتصانيفهم وحكاياتهم وثقه الخطيب قال إبراهيم بن أحمد الطبري سمعت الخلدي يقول مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث فكتبت عنه مجلسا وخرجت فلقيني بعض الصوفية فقال إيش هذا فأريته فقال ويحك تدع علم الحرق وتأخذ علم الورق ثم خرق الأوراق فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس توفي في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين» (الوافي بالوفيات11/ 109).
وكان ملازما للجنيد الصوفي الجلد ورأسا في التصوف.
ومعروف ما عند ابن الجوزي من غرائب الحكايات. وهذه منها.
ويحتج بهذه الرواية الشيعة ليجيزوا بها التمسح بالتراب وبالقبور. وهذا فيه مفاسد عديدة. فإنه يسد باب الرزق على المستشفيات والأطباء.
ولو كان في التمسح بالقبور وبالتربة شفاء فلماذا يذهب أيها الشيعة مرجعكم الكبير السيستاني إلى لندن للعلاج؟ ألم يكن يكفيه أن يتمسح بتراب قبر الأئمة ليكون قدوة في ذلك لعامة شيعته؟ أم لعله كان في زيارة سرية سياسية وكان العلاج من باب التقية!!!
قال الحافظ: «وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبِعهم من بعدهم على ذلك» وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين. فلما مات منهم أحدٌ مثَّلوا صورته وتمسحوا بها. فيعبدوها بتدريج الشيطان لهم [فتح الباري 8: 688 – 669].
قال المرداوي: «ولا يستحب التمسح بالقبر على الصحيح من المذهب» (الإنصاف4/ 53).
قال ابن قدامة في المغني: «ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي r ولا تقبيله قال أحمد: ما أعرف هذا. قال ابن الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي r يقومون من ناحية فيسلّمون» [المغني 3/ 559 الفروع 2/ 573 وفاء الوفا 4/ 1403].
بل هذا يخالف ما ذهب إليه كبار الصوفية. فقد قال الغزالي: «ولا يمس قبراً ولا حجاراً فإن ذلك من عادة النصارى» وقال أيضاً: «فإن المس والتقبيل للمشاهد من عادة اليهود والنصارى» [إحياء علوم الدين1/ 259 و4/ 491].
وذكر النووي أن هذا مذهب الشافعي وجمهور العلماء [المهذب 1/ 139 روضة الطالبين 1/ 652 المجموع 5/ 266 و8/ 257 السراج الوهاج 1/ 114 شرح مسلم للنووي 7/ 41 - 42 العقد الثمين 186 الزواجر 1/ 194 - 195 شرح مسلم للنووي 5/ 11 - 14].