تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[احتجاج مقبلي الجدار بمجنون ليلى]

ـ[دمشقية]ــــــــ[10 - 12 - 08, 10:39 ص]ـ

أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدار

وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا

رواه المفلسون عن مجنون ليلى أبي عامر كما وصفه الغزالي (إحياء علوم الدين2/ 165).

وقد أعرضوا عن صريح نهي النبي عن تعظيم القبور وإجماع العلماء على النهي عن مس القبور وتقبيلها وانتهى أمرهم إلى استبدال كلام العلماء بكلام المجانين ممن شغف العشق قلوبهم.

فإما الطعن في هذه الرواية وإما الطعن في إجماع علماء الأمة في النهي عن مس القبر وأنه عادة اليهود والنصارى.

وإما الطعن في هذه الرواية وإما الطعن في الصحابة الذين لم يبلغ حبهم لرسول الله حب أبي عامر مجنون ليلى.

بل أعرضوا عن موقف عمر حين اختص الحجر الأسود بالتقبيل دون غيره، لأن النبي قبله ولم يقبل غيره. ويؤيد ذلك ما قاله الحافظ ابن حجر ” قال شيخنا في شرح الترمذي فيه كراهة تقبيل ما لم يرد الشرع بتقبيله“ (الفتح3/ 463).

وهذا الشعر ليس آية قرآنية ولا سنة نبوية وإنما ذريعة الإفلاس وقشة العاجز حين لم يجد شيئا ثابتا من الكتاب والسنة يحتج به لتحقيق تقديس الحجر. وأخيرا وجد هذا البيت من الشعر فجعله دليلا لتقبيل شتى ألوان الجدران والحجارة.

ولم يسن لنا الشارع إلا حجرا واحدا نقبله وهو الحجر الأسود. ولا نقيس عليه حجرا ابيض ولا أحمر. وقد شرع الله لمن شغف حب الله ورسوله قلبه أداء حج أو عمرة وتقبيل الحجر الأسود لا هذا الجدار وذاك الجدار!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير