تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[11 - 11 - 10, 10:18 م]ـ

هل صحيح ما نسمعه من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان له جار يهودي، وكان يُحسن إليه. سبب سؤالي هو ما قرأته عن عدم صحة هذا!

الجواب:

الحمد لله

أولا:

القصة المذكورة في مجاورة النبي صلى الله عليه وسلم لأحد اليهود، ودرت في كتب الحديث:

عن بريدة رضي الله عنه قال:

(كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اذهبوا بنا نعود جارنا اليهودي. قال: فأتيناه، فقال: كيف أنت يا فلان؟ فسأله، ثم قال: يا فلان، اشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله. فنظر الرجل إلى أبيه، فلم يكلمه، ثم سكت ثم قال وهو عند رأسه، فلم يكلمه، فسكت، فقال: يا فلان، اشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله. فقال له أبوه: اشهد له يا بني. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. فقال: الحمد لله الذي أعتق رقبة من النار)

رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم/553) باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب، وغيره، وإسناده ضعيف.

وقد وردت القصة أيضا من حديث أبى هريرة رضي الله عنه، عند العقيلي في " الضعفاء الكبير " (2/ 242)، وإسناده أيضا ضعيف. قال العقيلي: " وقد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " انتهى.

ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، رواه الجوزقاني في " الأباطيل والمناكير " (2/ 195)، ورجح الدارقطني أنه من مراسيل ثابت، وليس مسندا عن أنس بن مالك رضي الله عنه. ينظر: " العلل " للدارقطني (12/ 31 - 32).

وروي أيضا من حديث ابن أبي حسين، رواه عبد الرزاق في " المصنف " (6/ 34 - 35) وأيضا (10/ 315 - 316) وابن أبي حسين – واسمه عمر بن سعيد بن أبي حسين – من الذين عاصروا صغار التابعين، ولم يدرك أحدا من الصحابة. انظر: " تهذيب التهذيب " (7/ 453) فالإسناد مرسل، منقطع.

والخلاصة: أن طرق القصة كلها ضعيفة، لا يصح منها شيء.

وننبه هنا إلى زيادة اشتهرت عند كثير من الناس اليوم، أن هذا الجار اليهودي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، ويضع القمامة والشوك في طريقه.

والحق أن هذه الزيادة لا أصل لها في كتب السنة، ولم يذكرها أحد من أهل العلم، وإنما اشتهرت لدى المتأخرين من الوعاظ والزهاد من غير أصل ولا إسناد، والأصل في المسلم الوقوف عند الثابت والمقبول، خاصة وأن متنها فيه نكارة، إذ من المستبعد جدا أن يؤذي اليهودي النبي صلى الله عليه وسلم في جواره له من غير اعتراض الصحابة ولا دفاعهم عن نبيهم عليه الصلاة والسلام.

ثانيا:

مما يدل ـ أيضا ـ على بطلان الزيادة التي أشرنا إليها من أن هذا الجار كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، أن الحديث قد ثبت على وجه آخر سوى المذكور هنا:

فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ!! فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ).

رواه أحمد (13565) والبخاري (1356) وأبو داود (3095).

ففي هذا الحديث أن الغلام اليهودي كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل في بعض رواياته ـ كما في مسند أحمد (12381) ـ أنه: (كَانَ يَضَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ وَيُنَاوِلُهُ نَعْلَيْهِ .. )

فأين هذا مما ذكر من أنه كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم؟!!

ولا يمنع ذلك أن يكون هذا الغلام جارا للنبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/154589

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 12:02 ص]ـ

ةتتمة الرواية ان النبي صلى الله عليه وسلم يقو ((اي جوار هذا؟؟ وفي رواية اللهم انى اعوذ بك من جار المقامة اما جار البادجية فيرحل

فلعلها مذكورة في تنبيه الغافلين او عند الصفوري او الكبائر

؟

جزاكم الله خير أما هذه التتمة فقد جاء بنحوها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول.

رواه الحاكم في مستدركه وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه و قد تابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن المقبري

وحسنه الإمام الألباني انظر حديث رقم: 1290 في صحيح الجامع.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير