ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[05 - 02 - 09, 02:29 م]ـ
أماتخريج حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه
فقدأخرج البخاري ومسلم وغيرهم عن أنس رضي الله عنه
(أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ فلقتين وفي رواية مرتين)
أقول: موقوف صحيح إن سلم من إرسال قتادة
ومرتين فيه منكرة والذي يظهر لي أنها تصحيف لفرقتين
أما كونه: موقوفا أو مرسل صحابي فواضح فأنس رضي الله عنه لم يكن بمكة
وأما كون: مرتين منكرة فلكون أكثر رواه الحديث لم يقلها وإنما قالوا مرتين ويظهر لي أنها تصحيف ولبعض المحدثين كلام مثله
وإذا قلنا أنه يستحيل أن يحدث انشقاق القمر ولا يرويه الجمع فكيف بانشقاقه مرتين
فلهذا مرتين منكرة بلا شك ولا ريب
وأماكونه: موقوف صحيح إن سلم من إرسال قتادة
فلكي نتأكد من ذلك لابد لنا من البحث في ثلاثة أمور
أولا:
أن نثبت أن الحديث رواه قتادة عن أنس بالعنعنة فقط
مع العلم أن حديث أنس هذا لم يروه عنه غير قتادة في مانعلم
ثانيا:
أن نثبت أن عنعنة قتادة في حال لم يصرح بالتحديث تجعل حديثه من قبيل الضعيف الذي لا يجوز به
الإحتجاج عدا ما رواه عنه شعبة
ثالثا:
بيان أنه ليس كل ما رواه شعبة عنه فهو متصل أو له حكم المتصل
أما بالنسبة للأمر الأول وهو
أن قتادة لم يصرح بالسماع من أنس
فأقول: روى هذا الحديث كل من
1 - يونس بن محمد عن شيبان
2 - معمر عن الزهري
3 - ثور وعبد الرزاق عن معمر
4 - أبو الجماهير عن سعيد بن بشير
5 - وعبد الوهاب و بشر عن سيعد بن عروبة
6 - خليفة عن يزيد بن زريع
7 - شعبة عن قتادة ورواه عنه خلق
(يحي بن سعيد, حرمي بن عمارة, أبودود الطيالسي, محمد بن جعفر غندر, وحجاج)
جميعهم عنه قتادة عن أنس بالعنعنة
أما ما ذكره الطبري
حدثني يعقوب الدورقيّ، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: سمعت أنسا يقول: فذكر مثله.
أقول:
قال الإمام أحمد حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ
وقال البخاري قل لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس
وقال أيضا حدثني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا بشر حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس
وقال الطبري حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " أن أنس
وقال الألكائي بسنده قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس
وقال أيضا: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة
وبهذا يتبين مخالفة يعقوب لكل من عبد الوهاب وعبد الله بن عبد الوهاب ويزيد ومحمد بن يزيد عدا الروايات الأخرى,
والمحفوظ عن سعيدمايوافق الجميع
ملاحظة:
وقال يزيد بن زريع عن قتادة، عن أنس أنه حدثهم وعلقه البخاري حيث قال وقال لي خليفة
وهي تدل على عدم سماع قتادة الحديث من أنس فهو لم يقل حدثني ولا حدثنا وهي شاذه ولعله لذلك السبب علقها رحمه الله
أقول: ومما سبق يتضح جليا أن الحديث لم يثبت فيه سماع قتادة من أنس رضي الله عنه وأن الحديث رواه بالعنعنة
أما الأمر الثاني وهو
أن عنعنة قتادة عن أنس من قبيل الحديث الضعيف الذي لايجوز الأحتجاج به_في ماعدا روايةشعبة عنه_
فأقول:
قال ابن حبان: الجنس الثالث: الثقات المدلسون الذين كانوا يدلسون في الأخبار مثل قتادة ويحيى بن أبي كثير والأعمش وأبو إسحاق وابن جريج وابن إسحاق والثوري وهشيم ومن أشبههم ممن يكثر عددهم من الأئمة المرضيين وأهل الورع في الدين كانوا يكتبون عن الكل ويروون عمن سمعوا منه فربما دلسوا عن الشيخ بعد سماعهم عنه عن أقوام ضعفاء لا يجوز الاحتجاج بأخبارهم، فما لم يقل المدلس وإن كان ثقة حدثني أو سمعت، فلا يجوز الاحتجاج بخبره.
وقال أبوداود:حدث قتادة عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم،
وقال العلائي: يكثر من الإرسال
وقال الدارقطني هو مدلس
وقال يعقوب بن شيبة: سألت علي ابن المديني عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل حدثنا؟ قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا، حتى يقول حدثنا.
وقال الشافعي لا نقبل من مدلس حديثا حتى يقول: حدثني أو سمعت
وقال بن حبان ابن حبان أن تدليس ابن عيينة مقبول بخلاف غيره من المدلسين لأنه لا يدلس إلا عن متقن مثله أو فوقه.
أقول: وهذا الأمر معروف فلا يحتاج لإطالة
¥